دراسة : التوقف عن تناول الملح يحول دون الإصابة بأمراض القلب

مرض القلب هو القاتل رقم واحد للأشخاص في جميع أنحاء العالم، لكن ما سببه الرئيسي؟ إنه ارتفاع ضغط الدم، الذي ينجم عادة عن تناول كميات كبيرة من الصوديوم (الملح) في الطعام الذي نتناوله.

ويعد ارتفاع ضغط الدم أيضًا السبب الرئيسي للسكتة الدماغية وفشل القلب وأمراض الكلى. ومع ذلك، حتى لو لم نضف الملح إلى طعامنا، فمن المحتمل أننا لا نزال نأكل الكثير منه يوميًا، لأنه يضاف إلى الأطعمة المُصنعة، خاصة تلك المرتبطة بالنكهة والملمس واللون، وكذلك المواد الحافظة.

حسب دراسة بحثية جديدة، نشرته المجلة الطبية البريطانية، الإثنين، فإنها وجدت دليلاً قويًا على ما يمكن أن يحدث إذا تم تقليل الملح في الأطعمة التي نتناولها. ولم يقتصر تأثير خفض الصوديوم الغذائي فقط على خفض ضغط الدم لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم الحالي، بل أيضًا خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين لم يتعرضوا للخطر بعد.

ووجدت الدراسة، التي اعتمدت نتائجها على 133 تجربة إكلينيكية عشوائية، أنه كلما زاد التخفيف من تناول الملح، زاد انخفاض ضغط الدم.

وقال إخصائي القلب الدكتور إيسيلما فيرغوس من مستشفى ماونت سيناي بنيويورك، الذي لم يشارك في الدراسة، إن هذا أمر كبير في عالم الوقاية الأمراض.

وأضاف فيرغوس أن “أهمية هذه الدراسة هي أنها توضح أن انخفاض الصوديوم يؤدي إلى خفض ضغط الدم على نطاق واسع بين فئات متعددة، وليس فقط في المجموعات التي كانت في البداية تعتبر حساسة للملح، مثل الأمريكيين من أصل أفريقي”.

وتعد هذه الاستنتاجات مهمة بشكل خاص بالنظر إلى المبادئ التوجيهية المُنقحة الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية، حيق كان يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم عندما يكون الرقم الأعلى (الانقباضي) 140 والعدد السفلي (الانبساطي) 90، أما الآن يعتبر ضغطك مرتفعًا إذا كان ضغط الدم 130/80.

وأوضح فيرغوس: “عندما يكون الضغط بمعدل 130/90 أرى تغييرات بالفعل في الأوعية الدموية، في الكلى و(يحدث) بعض من تصلب الشرايين…لذلك فإن ضغط الدم في نطاقه الأدنى مفيد”.

بالإضافة إلى النتيجة التي مفادها أن تقليل الملح في الطعام يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، اكتشفت الدراسة انخفاضًا أكبر في ضغط الدم لمن هم أكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن، الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الحالي، والأمريكيين من أصل أفريقي.

وفي المملكة المتحدة، يزيد احتمال إصابة السود بارتفاع ضغط الدم بنسبة 3 إلى 4 أضعاف، والوفاة، بسبب الإصابة بالسكتة الدماغية، وذلك وفقًا لـ “ورلد أكشن أون سالت،” وهي مجموعة في المملكة المتحدة تهتم بآثار الملح على الصحة.

وتقول جمعية القلب الأمريكية إن أكثر من 40٪ من الرجال والنساء الأمريكيين من أصول أفريقية يعانون من ارتفاع ضغط الدم في الولايات المتحدة.

ومن المحتمل أن يصاب الأمريكيين من أصل أفريقي أيضًا بارتفاع ضغط الدم في وقت مبكر من الحياة، حيث يمكن أن يكون للوقاية تأثير، وفق ما اوردت شبكة “سي إن إن”، وتم إجراء الدراسة الجديدة بواسطة باحثين دوليين من جامعة كوين ماري بلندن ومعهد ولفسون للطب الوقائي.

ونشر نفس الباحثين مؤخرًا مراجعة في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب (JACC)، التي تناولت 200 دراسة منشورة حول تأثير الملح على الميكروبات في الأمعاء وجهاز المناعة وتلف الأوعية الدموية الصغيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الكلى المشاكل والخرف.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة فينغ هي، الباحث بجامعة كوين ماري في لندن: “يجب تعزيز جهود خفض الملح في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم لإنقاذ ملايين الأشخاص، الذين يعانون ويموتون دون داع من السكتات الدماغية وأمراض القلب كل عام”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها