بروفيسور ألماني في الاقتصاد الطبي : يجب أن نكون مستعدين لحالة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا

يقول بيرند مولباور، البروفيسور الألماني في علم الاقتصاد الطبي في جامعة غيلسينكيرشن، في مقابلة مع موقع “تاغس شاو“، إن أزمة فيروس كورنا توضح الحاجة العاجلة لمواجهة نقص موظفي المستشفيات وكذلك بعض المواد الطبية الرئيسية كالملابس الواقية والكمامات والأدوية.

وجاء الحوار مع البروفيسور، الأربعاء، بحسب ما ترجم عكس السير:

“تاغس شاو”: هل تظهر أزمة فيروس كورونا الحالية أن نظامنا الصحي قد لا يكون جيدًا كما كنا نظن؟

بيرند مولباور: نحن مستعدون جزئيًا على الأقل لعلاج المصابين، ولكن على عكس ما حدث مع المصابين بعدوى فيروس كورونا حتى الآن، يمكن أن يحدث تفشي للعدوى بين عدد كبير من المرضى فجأةً، في نفس الوقت، وهذا يعرضنا لتحديات كبيرة.

حتى الآن، تم تقديم الرعاية في الغالب في منطقة العيادات الخارجية، ولقد أعد الأطباء أنفسهم جيدًا للتعامل مع الحالات المصابة أو المشتبه فيها، فعلى سبيل المثال، يتم فصل المرضى في العيادات أو حتى لا يُسمح لهم على الإطلاق بالدخول.. أنا أعرف مثال لطبيب أرسل مساعده لاستجواب بعض المرضى من سياراتهم، ومن ثم قرر إرسالهم إلى منازلهم، ثم يعاود زياراتهم هناك لاحقًا، لمعاينتهم.. لكن يمكن أن يؤثر نقص الموظفين، قريبًا، لا سيما في أقسام المرضى الداخليين.

“تاغس شاو”: ماذا يعني ذلك بالضبط؟

مولباور: نفتقر بالفعل إلى 17 ألف موظف في قطاع التمريض، في أقسام العيادات الداخلية بالمستشفيات، وفي حال أُصيب موظفو المستشفيات أو دور رعاية المسنين، أو الأطباء، فسيكون معدل الإصابة في المرفق المقابل أعلى أيضًا.. ومن ناحية أخرى، هناك نقص في الموظفين، والعثور على ممرضات، غير سهل في سوق العمل، خلال مهلة قصيرة، وأهم ما يجب ألا يحدث الآن هو أن نخسر الموظفين الحاليين.

وعلى سبيل المثال، في مستشفى بمدينة هامبورغ، أصيب طبيب بعدوى كورونا، وفي اليوم التالي، كان لا بد من عزل 14 طبيبًا آخراً في نفس الوقت.. لكن بما أن الطبيب وزملائه كانوا يعملون في المستشفى الجامعي، كان ما يزال تدراك الموقف بالاستعانة بأطباء آخرين.. أما بالنسبة للمستشفيات الأصغر، فإن تعرض أحد الموظفين للعدوى، فإن ذلك يعني أن يتوقف المستشفى عن الخدمة – والأمر نفسه ينطبق على دور المسنين ودور الرعاية – وفي حال حصل ذلك، ينبغي نقل المرضى إلى المستشفيات المحيطة، لذا يجب أن نكون مستعدين لهذا الوضع الآن.

“تاغس شاو”: كيف يمكن أن يبدو مثل هذا الاستعداد؟

مولباور: إن خطط الطوارئ والوباء، والتي توجد جزئيًا على الأقل في أدراج المستشفيات، تحتاج إلى مراجعة عاجلة وتكييفها مع الوضع الجديد.. ويبدأ الأمر بتشكيل فريق للأزمات الداخلية، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا الأسرّة التي يمكن توفيرها، والمرضى الذين يمكن نقلهم إلى أماكن أخرى أو مغادرتهم للمستشفيات في وقت مبكر.. ويجب توفير غرف عزل كافية، ويجب أن تصبح الغرف متعددة الأسرة غرفاً فرديةً مع إغلاق مناسب.

ويجب توفير المواد الطبية، ويجب النظر في الإمدادات الغذائية، وقبل كل شيء، يجب أن يتم توجيه الموظفين بشكل صحيح، وبالمختصر، يجب ألا ننتظر أكثر من ذلك حتى يتفاقم الموقف.

“تاغس شاو”: كيف ستبدو إدارة الموارد البشرية من أجل الاستعداد لهذه الأزمات؟

مولباور: نحن بحاجة ماسة لتحسين وضع الموظفين، ويجب زيادة عدد المتدربين وتحسين أساليب العمل وثقافة العمل الجماعي بين المجموعات المهنية المتقدمة، والمستشفيات هي المسؤولة عن هذا، وكذلك توفير التمويل اللازم من صناديق التأمينات الصحية.

“تاغس شاو”: ماذا يمكن أن تكون عواقب النقص الكبير في المستلزمات الطبية مثل الكمامات وغيرها؟

مولباور: لا ينبغي حين وضع خطط مكاقحة الوباء أن نأخذ بعين الاعتبار فقط عدد المرضى السابقين، لكن يجب أن يتم افتراض السيناريو الأسوأ، يجب ألا تضطر الدولة إلى اللجوء إلى مواد مبالغ بتكلفتها في حالة حدوث وباء، وبالفعل، لقد ارتفعت أسعار أقنعة الجهاز التنفسي ستة أضعاف.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها