مشاهدة برنامجك المفضل على ” نيتفلكس ” يلوث البيئة !

إذا كنت تجلس على أريكتك لتشاهد برامجك المفضلة على نيتفلكس وغيرها من منصات بث الفيديو، فعلى الأرجح لن تدرك أن ما تفعله يساهم في تلويث البيئة.

وتستخدم كابلات مثبتة تحت الأرض وموصولة من مراكز خدمات البيانات الضخمة، التي تبعد آلاف الأميال، لبث الأفلام والبرامج التلفزيونية ومقاطع الفيديو الموسيقية، إلى جانب كل ما نبحث عنه وتقرأه وتشاهد عبر الإنترنت، وتحتاج هذه العملية إلى كمية هائلة من الطاقة.

ويتم توفير الطاقة، عن طريق الكهرباء التي يتم إنتاجها غالباً باستخدام الوقود الأحفوري، الذي ينتج ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد أهم الغازات الملوثة للبيئة.

وبحسب شبكة “24” الإماراتية، تعود ملكية مراكز البيانات الضخمة إلى عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل وأمازون، ويوجد حالياً أكثر من 500 من هذه المراكز، وتصل مساحة كل منها إلى ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم.

ويجب أن تعمل مراكز البيانات على مدار الساعة لمنع انقطاع الإنترنت، ويتم استهلاك كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية في هذه العملية. وفي الواقع، تنتج هذه المراكز الكثير من الحرارة، لذلك تم اختيار القطب الشمالي لإنشاء العديد منها لتوفير تكاليف التبريد.

ومع استخدام أكثر من نصف سكان العالم البالغ عددهم 7.7 مليار شخص للإنترنت، أصبحت البنية التحتية للشبكة ضخمة بشكل كبير، وينتج قطاع تكنولوجيا المعلومات ما يقرب من 4% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، أي ما يقرب من ضعفي ما تنتجه صناعة الطيران المدني، وبحلول 2040، من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 14%.

وفي مثال توضيحي ملموس على غفلة جيل الالفية عن الأضرار البيئية الناجمة عن إدمانهم على الإنترنت، تبدو بيث ويب مقدمة برنامج “ديرتي ستريمنغ” مصدومة من رحلتها الاستكشافية، وهي تنتقل إلى شمال فرجينيا، موطن مراكز البيانات الضخمة التي تغطي 13.5 مليون قدم مربعة وتقوم بتخزين 70% من البيانات الرقمية في العالم.

وأصيبت بيث بحالة من الرعب، وهي تعاين محطة الطاقة المحلية التي تعمل بالفحم و تساعد على تزويده مراكز البيانات بالوقود، حيث يتدفق غاز ثاني أكسيد الكربون يكميات هائلة في سماء زرقاء صافية.

يُذكر أن تدفق الفيديو عبر الإنترنت – الذي يُقدر أن ثلثه من المواد الإباحية – يمثل 60% من حركة الإنترنت في العالم، مما يولد 300 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف ما تنتجه دولة مثل بلجيكا.

وتشير دراسات أخرى إلى أن الضرر على البيئة من مشاهدة نصف ساعة من محتوى الفيديو على الإنترنت، يعادل الضرر الناتج عن قيادة السيارة لمسافة 4 أميال على الطريق.

وعلى الرغم من التحركات الرامية إلى الاعتماد أكثر على الطاقة “المتجددة”، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية ، إلا أن الكثير من الكهرباء المستخدمة لتشغيل مراكز البيانات لا تزال مسببة للتلوث، ويتم إنتاجها من محطات الفحم والغاز والكهرباء والطاقة النووية.

وفي الواقع، توصلت دراسة جديدة لمراكز البيانات العالمية، إلى أنه على الرغم من أن إنتاجها من الحوسبة ارتفع ستة أضعاف من 2010 إلى 2018، إلا أن استهلاكها للطاقة زاد بنسبة 6% فقط. ويعود ذلك إلى التحسينات في كفاءة استخدام الطاقة، سواء في مراكز البيانات أو الأجهزة التي نستخدمها، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها