فيروس كورونا : متعافون من المرض يقصون حكاياتهم داخل الحجر الصحي

بات الكلام عن فيروس كورونا حديث الساعة والشغل الشاغل للكثيرين. فلا أحد يمكن أن ينكر نوبة الهلع التي أصابت العالم.

ورغم التدابير التي اتخذتها عدة دول كتعليق الدراسة ومنع التجمعات، إلا أن الكثيرين تهافتوا على الأسواق والمتاجر الكبرى لاقتناء السلع الأساسية وحتى التكميلية، بشكل غير مسبوق.

تتجلى حالة الذعر واضحة عبر منصات التواصل الاجتماعي التي يتناقل روادها تدوينات وصورا متشابهة، حتى في درجة سخريتها وتعاملها مع الوباء.

وعلى مدى الأيام الأخيرة بات من المألوف أن يطالع رواد تويتر يوميا وسما جديدا مرتبطا بكورونا مثل: # CoronaVirusUpdates (آخر تطورات كوورنا) أو غيرهما من الوسوم التي تظل محافظة على تصدرها قائمة الأكثر تفاعلا حتى يتم اللجوء لوسم جديد.

وفي الدول العربية، تشابهت النصائح والدعوات بضرورة البقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى. فظهر وسم “#ريح_في_داركم” في الجزائر بينما شاع استخدام وسوم مثل “إلزم بيتك” و”انثبروا (اجلسوا) في بيوتكم” في عدد من دول الخليج بالإضافة للأردن ومصر.

وتظهر فيديوهات التضامن و التآزر ما بين المواطنين عبر العالم لمحاربة الوباء. كما هب مشاهير العالم لتقديم يد العون كل حسب قدرته.

وفي هذا الإطار، قرر نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو الدولي بعث رسالة إلى المصابين بعدوى الفيروس المستجد، وطالبهم بضرورة الانتباه والالتزام بالتعليمات الصحية لتجاوز الأزمة.

علاوة على ذلك، أطلق رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا”، جياني انفانتيني، تحد بعنوان “اليد الآمنة” في إطار حملة توعية للوقاية من المرض. وانخرط في التحدي العشرات من مشاهير كرة القدم.

وسط هذا الهلع والتوجس من جائحة كورونا هناك دوما بارقة أمل، إذ يتداول كثيرون أنباء عن تعافيهم من كورونا بعد التزامهم بالبقاء في البيت.

“الزموا منازلكم”

تنصح المواطنة الأمريكية إليزابيث شنايدر المتعافية من فيروس كورونا الناس القلقين بالتحلي بالأمل والبقاء في المنزل في حال الإصابة.

شعرت شنايدر لأول مرة بأعراض تشبه الإنفلونزا في 25 فبراير/شباط، بعد ثلاثة أيام من مشاركتها في حفلة تم تحديدها لاحقا على أنها المكان الذي أصيب فيه خمسة أشخاص آخرين على الأقل بالفيروس.

وتقول شنايدر في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إنها “شعرت في اليوم التالي بصداع شديد مصحوبا بأعراض حمى مضيفة بأن درجة حرارتها وصلت إلى 39.4 درجة مئوية”.

ورغم أنها لم تكن تعاني من الأعراض الأكثر شيوعا للفيروس كضيق التنفس والسعال، إلا الشك ساورها بعد أن تبين إصابة رفاقها في الحفلة بنفس الأعراض التي تعاني منها فقررت أخذ إجازة من العمل والبقاء في المنزل.

وفي 7 مارس/آذار، أكد فحص طبي إصابتها بالفيروس فطلبت منها السلطات الصحية المحلية البقاء في منزلها لمدة سبعة أيام على الأقل بعد ظهور الأعراض عليها، فالتزمت بالأمر.

وها قد مر أكثر من أسبوع على شفاء شنايدر، وعادت لممارسة حياتها بشكل طبيعي ولكنها لا تزال تتجنب التجمعات الكبيرة وتواصل العمل من المنزل.

وتوصي الناس بالراحة في منازلهم ومعالجة أنفسهم بالأدوية التي لا تتطلب وصفات طبية.

وتضيف “اشرب الكثير من الماء واستمتعوا بمشاهدة برامجكم المفضلة”.

“الجانب النفسي مهم”

الشاب الفلسطيني محمد أبو ناموس واحد من بين الآلاف الذين تماثلوا للشفاء في مدينة ووهان بؤرة تفشي الفيروس.

يسرد الشاب الفلسطيني تجربته مع فيروس كورونا لمدونة ترند، فيقول : “لم أكن أتوقع أن تنتهي رحلة استجمام كنت قد نظمتها مع أصدقائي إلى العزل بين جدران الحجر الصحي لأكثر من شهر”.

مساء 2 فبراير/ شباط، أحس محمد بشكل مفاجئ بصداع شديد في الرأس وارتفاع حاد في الحرارة إلى جانب طنين في الأذنين وجفاف في الحلق.

ويقول “اعتقدت أنها أعراض طبيعية نتيجة للإرهاق ولكن الجهات الصحية كشفت عن إصابة أحد أصدقائي بفيروس كورونا وطلبوا مني إجراء فحص شامل ليظهر إصابتي بالوباء”.

مرت رحلة العلاج بأربعة مراحل كالتالي: “تناول عقاقير وممارسة الرياضة وتناول طعام صحي والاستشارة النفسية “.

ويشرح محمد قائلا: كان الأطباء حريصين على تجنيبنا قراءة الأخبار أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر الشائعات والأخبار المغلوطة. كنا نقضي جل يومنا في الرقص والغناء ومشاهدة الأفلام”.

ويتابع” كنا نمارس هوايتنا بشكل عادي بعد إتمام المراحل الأولية من العلاج” ويستطرد: “في البداية وضعوني في صندوق بلاستيكي حتى ظهرت بوادر الشفاء”.

انتقل محمد في 19 فبراير/شباط من مرحلة الحجر الصحي والعلاج إلى مرحلة الحجر الصحي والتعافي وهو حجر انفرادي. وسمح له بالخروج من المستشفى في 5 مارس/آذار.

وبعد هذه التجربة الطويلة ينصح محمد الناس بالابتعاد عن المواقع غير الموثوقة والالتزام بإرشادات الأطباء.

” أنا حر الآن ”
“أنا حر الآن لقد تخلصت من المرض” هكذا أعلن “مات سويدر” السائح الأمريكي تعافيه من فيروس كورونا بعد حوالي ثمانية أيام قضاها في الحجر الصحي في مستشفى النجيلة غربي مصر.

وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت إصابة سويدر ضمن 45 حالة كشفت عنها في باخرة سياحية قادمة من محافظة أسوان نحو الأقصر لتضعهم في ما بعد تحت الحجر الصحي.

ومنذ دخوله المستشفى، حرص سويدر على توثيق تفاصيل علاجه ومشاركتها مع متابعيه على تويتر. فنشر صورا للطعام الذي كان يتناوله من أجل تقوية مناعته ضد فيروس كورونا.

وظهر في صورة أخرى وهو يحاول نقل سريره بجوار النافذة لمعاناته من ضيق التنفس، أحد أبرز أعراض الوباء. (BBC)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها