كيف تمنع المخاوف من فيروس كورونا من التأثير على صحتك العقلية؟
فيروس كورونا! نعم، إنها حالة خطيرة، وتستحق اليقظة والاهتمام.
لكن تدفق المعلومات والاحتياطات والتحذيرات، سواء كانت مباشرة من مراكز السيطرة على الأمراض أو بعض المنشورات المعاد تدويرها، المشكوك في مصدرها على “فيسبوك”، يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي على صحتك العقلية.
متى يصبح الحذر رد فعل مبالغ فيه؟ ومتى يتخطى البقاء على اطلاع الحدود؟
الخبر السار هو أن هناك حلاً وسطاً بين تجاهل أكبر قصة في العالم عن عمد الآن، والذهاب إلى حالة من الذعر الكامل. إليك بعض النصائح. فكر في الأمر مثل غسل اليدين والتباعد الاجتماعي، ولكن من أجل دماغك.
قلَل مصادر المعلومات الخاصة بك
تقول لين بوفكا، المديرة التنفيذية المساعدة للأبحاث والسياسات في جمعية علم النفس الأمريكية إن “هناك الكثير من المعلومات. التحدي هو محاولة تحديد أي من المعلومات دقيقة”. وتقترح السيطرة على ما تتلقاه من خلال الخطوات التالية:
ابحث عن بعض المصادر التي تثق بها والتزم بها. اختر أحد المصادر المحلية أو الدولية مثل مراكز السيطرة على الأمراض، بالإضافة إلى مصدر محلي أو وطني آخر حتى تتمكن من معرفة ما يحدث في مجتمعك.
الحد من تكرار التحديثات الخاصة بك. قد تتغير الأشياء بسرعة، ولكن هذا لا يعني أنك بحاجة إلى كل تحديث. فكر في الأمر بهذه الطريقة: إذا كان هناك إعصار في طريقه إليك، فأنت بحاجة إلى معلومات عنه في أقرب وقت ممكن. فيروس كورونا ليس إعصاراً. قد يعني هذا تعطيل الإشعارات المستمرة من مواقع الأخبار أو وسائل التواصل الاجتماعي.
اعرف متى تغادر. تقول بوفكا: “حاول الاعتياد على عدم معرفة كل شيء صغير، والشعور بالرضا مع عدم اليقين”. وتوصي بإبعاد هاتفك عنك حتى لا تشعر بالحاجة لتفحصه. تقول بوفكا إنها تترك هاتفها على الشاحن عندما تعود إلى المنزل.
مارس الانضباط الذاتي تجاه وسائل التواصل الاجتماعي. لا، ليس من السهل تحديد الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن من المحتمل أن تكون المعلومات والتعليقات التي تحصل عليها من الأصدقاء والمعارف على “فيسبوك” أكثر من التحديثات الفعلية من الأخبار أو المنظمات الصحية. توصي بوفكا بإلغاء تطبيقات الوسائط الاجتماعية، حيث يصعب الوصول إلى المحتوى، أو استخدام أدوات للحد من ذلك.
عدد مخاوفك
الجلوس والتفكير في التهديدات المحددة التي تقلقك قد يساعدك. هل تعتقد أنك سوف تصاب بفيروس كورونا وتموت؟ تقول بوفكا: “الخوف من الموت يندرج ضمن أحد مخاوفنا الوجودية الأساسية”. ولكن عليك التفكير في ماهية خوفك ومدى واقعية ذلك. ضع في اعتبارك المخاطر الشخصية ومدى احتمال اتصالك الفعلي بالفيروس.
وحتى إذا تحقق خوفك وأصبت أنت أو شخص تحبه بالمرض، فقد لا تفكر حقًا فيما سيحدث بعد ذلك. نعم، يمكن أن تصاب به. نعم، قد تحتاج إلى علاج. ولكن في جميع الاحتمالات، لا يزال الأمل موجوداً. وقالت بوفكا إننا نميل إلى المبالغة في تقدير احتمال حدوث شيء ما، ونميل إلى التقليل من قدرتنا على التعامل معه.
بالطبع، يمكن أن يكون لديك مخاوف أخرى أكثر عملية. وتقول بوفكا: “قد يشعر بعض الناس بالقلق بشأن ما قد يحدث إذا تم نقلهم إلى الحجر الصحي الذاتي، أو إذا لم يتمكنوا من العمل. إنهم يتساءلون عما إذا كان بإمكانهم الوصول إلى محلات البقالة أو رعاية الأطفال”، موضحة: “مرة أخرى، يتمتع الناس بقدرات أكبر على إدارة المصاعب مما يعتقدون أنهم يفعلون. فكر في خطة. فكر في الخيارات إذا لم تتمكن من العمل عن بعد. هل لديك مدخرات؟ هل لديك دعم”؟ سيساعدك الاستعداد لمخاوفك على إبقائها ضمن النطاق.
فكر بغيرك
نظرا لأن القيام بفعل ما يمكن أن يخفف من شعورنا بالقلق، فقد ترغب أيضا في التفكير فيما يمكنك القيام به لمساعدة الآخرين الذين قد يكونوا أكثر تأثراً بانتشار الفيروس بالمقارنة معك، مثل عمال الخدمة، والعاملين الطبيين، والعاملين بالساعة، بالإضافة إلى العاملين في المطاعم أو صناعات الترفيه قد يكون مصدر عيشهم مشلولاً أو يضطرون إلى تعريض أنفسهم لخطر غير متناسب.
وتقول بوفكا: “سيكون من المهم بالنسبة لنا كمجتمعات أن نفكر في كيفية دعم هؤلاء الأفراد الذين ستتعطل حياتهم”.
بعد كل شيء، فإن غالبية الإحتياطات الموضوعة للمساعدة في وقف انتشار الفيروس ليست لك وحدك، كفرد، والهدف الحفاظ على مجتمعات بأكملها والمجموعات السكانية الضعيفة آمنة. فعل نفس الشيء بوقتك ورعايتك يمكن أن يمكّنك من رؤية الآثار الحقيقية للموقف، بدلاً من مخاوفك المجردة.
اطلب الدعم ولكن افعل ذلك بحكمة
الناس سيتحدثون. ولكن، إذا كنت ترغب في التوجه إلى صديق لمناقشة ما يجري أو خطط الطوارئ لعائلتك، فحاول ألا تكون مجرد صدى لغيرك. تقول بوفكا: “إذا كنت مرهقًا، فلا تذهب بالضرورة إلى شخص لديه مستوى مماثل من الخوف”. ابحث عن شخص يتعامل مع الأمر بشكل مختلف، يمكنه التحقق من قلقك وتقديم بعض النصائح.
وإذا لم تتمكن من التعامل مع أفكارك، فقد تكون المساعدة المحترفة من إحدى الخيارات. وتقول بوفكا: “ليس من الضروري أن يكون شيئًا طويل الأمد”. وهذا يعني أنه يمكنك الحصول على بعض التوجيهات لهذه الحالة المحددة.
انتبه لاحتياجاتك الأساسية
باختصار، لا تنغمس في التفكير في فيروس كورونا لدرجة أنك تنسى الممارسات الأساسية والصحية التي تؤثر على صحتك كل يوم. تأكد من:
الحصول على قسط كافٍ من النوم
الالتزام بنظام غذائي سليم
التنزه قدر الإمكان
الانخراط في نشاط بدني منتظم
ممارسة اليقظة الذهنية أو التأمل أو اليوغا أو أشكال أخرى من الرعاية الذاتية والتي يمكن أن تساعدك أيضاً.
لا تعاقب نفسك بالقلق
أخيرا، لا تدع الشعور بالذنب يتحول إلى رفيقك غير المرغوب فيه. مسموح لك أن تقلق أو تشعر بالسوء. عند مناقشة كيفية التحدث إلى الأطفال حول فيروس كورونا. وأخبر خبراء الصحة CNN أن على الناس الاعتراف بخوف الطفل وإخبارهم بأن مشاعره صحيحة. المفتاح هو العمل نحو فهم مخاوفك، ووضعها في سياقها الصحيح حتى لا تمنعك من عيش حياتك بطريقة صحية.[ads3]