رونالدينيو يحتفل بعيد ميلاده الـ 40 في السجن و يخسر أمواله بسبب شقيقه
يحتفل نجم المنتخب البرازيلي السابق رونالدينيو بعيد ميلاده الأربعين، السبت، في أحد سجون باراغوي بعد القبض عليه وشقيقه مؤخرا بسبب حملهما جوازات سفر مزورة.
وألقي القبض على رونالدينيو وشقيقه روبرتو دي أسيس في 6 مارس الجاري، ويمكثان في سجن مشدد الحراسة فى باراغواي بعد دخولهما البلد بجوازي سفر مزورين، وذلك للمشاركة في عدد من الفعاليات الترويجية الخيرية.
وتشير بعض التقارير إلى أن رونالدينيو فقد كل أمواله، في عام 2018، ولم يكن في رصيده سوى 6 يورو فقط، وذلك بسبب شقيقه روبرتو، الذي أصبح وكيلا لأعماله منذ بداية مسيرته الاحترافية، وتمتع روبرتو بالحرية الكاملة في التصرف بالإمور المالية واستثمارها وفقا لتقديره.
وقام شقيق أسطورة كرة القدم البرازيلية بعدد من عمليات الاحتيال، حيث تعرض في عام 2012 لحكم بالسجن لمدة خمس سنوات مع وقف التنفيذ، وذلك بعد أن أثبتت المحكمة إخفائه حوالات من إيطاليا بمبلغ 850 ألف دولار في عامي 2003 و 2004 عن البنك المركزي البرازيلي، بالإضافة إلى ذلك، كان لدى روبرتو حسابات مصرفية في سويسرا، والتي لم يتم إبلاغ مكتب الضرائب عنها.
كان رونالدينيو لاعب برشلونة سابقا، قادرا على جعل جمهور غريمه التقليدي ريال مدريد “سانتياغو برنابيو” يقف على أقدامه من أجل التصفيق له، ولكن رغم أن البرازيلي كان قادرا أيضا على المراوغة – حتى ظله- فوق المستطيل الأخضر، فإنه لم يكن كذلك خارج الملعب، ولم يمتلك نفس النجاح في مراوغة القانون.
ووفقا لصحيفة “آس” الإسبانية، فإن اعتقال رونالدينيو وشقيقه روبرتو في باراغواي كشف عن شبكة فساد في هذا البلد أدت بالفعل إلى سجن 15 شخصا آخرين متهمين بالتهرب من الضرائب وغسل الأموال وصنع وثائق مزورة، وهو ما أدي إلى رفض القاضي ثلاثة طلبات للإفراج المشروط أو الإقامة الجبرية التي قدمها محاموه، حيث يرى القاضي أن هناك “خوفا كبيرا من هروبه من البلاد”، وأن رونالدينيو يجب أن يبقى في السجن لأن “حريته يمكن أن تعرض نزاهة التحقيق للخطر”.
و السبت 21 مارس 2020، احتفل أسطورة كرة القدم ببلوغ عامه الأربعين، ولكن ليس بجوار عائلته وأصدقائه، ولكن من داخل أسوار سجن الشرطة المدنية في مدينة أسينسيون.
وفي الحقيقة، إذا كان رونالدينيو قد صدم الكثيرين من جميع أنحاء العالم بالفوضى التي أثارها في باراغواي، فإن الأمر في البرازيل مشابه، حيث خاض هو وشقيقه معارك قانونية مختلفة خلال السنوات الماضية.
في جنوب البرازيل، حيث يقع مقر عائلته، هناك 8 دعاوى قضائية ضده هو وشقيقه روبرتو، بما في ذلك الديون الضريبية التي تقدر بالملايين، بالإضافة إلى الإيجارات والرسوم من مجتمعات العقارات غير المدفوعة والمباني التجارية الفاخرة.
ومن بين سوابق البرازيلي، كانت في نوفمبر 2019، حيث كانت هناك دعوى قضائية جماعية ضد اللاعب السابق وخمسة شركاء آخرين لشركة “18K Ronaldinho”، متهمين بالاحتيال الهرمي المزعوم الذي وعد بأرباح تصل إلى 2 % يوميا من خلال الاستثمار في عملة مشفرة، وحوالي 800 مستثمر أفادوا عن خسائر بلغت حوالي 65 مليون يورو، كما أن الشركة لم يكن لديها سجل مع لجنة الأوراق المالية القابلة للتحويل (CVM)، التي تحكم سوق الاستثمار في البرازيل.
وهذه ليست المرة الأولى التي شارك فيها رونالدينيو في عملية احتيال مالي، ففي عام 2014 ارتبط اسمه بشركة استثمار عملة رقمية أخرى “Panela FC”، والتي أمر (CVM) بإغلاقها بعد ذلك بعام على أساس وجود مخالفات في النظام المستخدم. وكان على رونالدينيو دفع أكثر من مليوني يورو من الغرامات لأربع دعاوى قضائية بشأن الجرائم البيئية، وتم احتجاز جواز سفره واحتجاز 57 عقارا.
وخلال هذه القضية، تدخل مكتب المدعي العام في حساباته المالية ووجد أن بحوزته 5 ملايين يورو فقط، على الرغم من وجوده في قائمة أغنى لاعبي كرة القدم في العالم مع ثروة متراكمة تبلغ حوالي 83 مليون يورو، وفقا لمجلة “فوربس” العالمية للإحصائيات المالية، في 2015.
وأوضح المحامي سيرجيو كيروز عبر الهاتف من أسونسيون: “كان خطأه (رونالدينيو) الوحيد هو استخدام جواز السفر المزور، حتى لو كان قد فعله بحسن نية”، مؤكدا أن رونالدينيو يعتقد أن جوازات السفر “هدية تم إصدارها بشكل قانوني وقد قبل الوثائق لأنه حصل على الجنسية الإسبانية في وقت لاحق، ولم يتخيل أنها مزورة وكان بهدف القيام باستثمارات في باراغواي”.
وفي الوقت الحالي، يأمل محامي رونالدينيو أن التحقيق في القضية، سيبرأه من التهم المنسوبة إليه وأن يتمكن من دفع “الغرامة المحددة على امتلاك جوازات سفر مزورة والخروج من السجن في أقرب وقت ممكن”. ولكن المشكلة تكمن في أن إغلاق الحدود بين البلاد وتعليق أنشطة هيئة العدالة بسبب انتشار وباء فيروس كورونا التاجي المستجد، يجعل العملية تأخذ وقتا أكثر، وهو الأمر الذي وصفه المحامي أنه “مؤذ جدا”.
وبالتالي، يظل رونالدينيو تحت رحمة ما يمليه العدل وسيقضى عيد ميلاده الأربعين بعيدا عن الأضواء بدون شهرة ولا بهجة، بل خلف القضبان داخل السجن. (RT)[ads3]