” رئة حديدية ” .. ضالة المستشفيات المنشودة في زمن الوباء !

مع تفشي فيروس كورونا المستجد في مختلف أصقاع الأرض، ازدادت حاجة الدول لجميع المستلزمات التي من شأنها المساعدة في درء شر الوباء، خصوصا الطبية منها، كالمعقمات الطبية، والكمامات، وأجهزة التنفس الاصطناعية، ولهذا سارعت الشركات المختصة بكل إمكانياتها لضخ ما استطاعت من هذه الأدوات.

ويمكن أن تكون النسخة الحديثة من آلات “الرئة الحديدية” حلا لنقص أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفيات حول العالم أثناء جائحة كورونا، وسد العجز المترتب على زيادة الطلب عالميا على أجهزة التنفس الاصطناعي بشكل غير مسبوق، وذلك وفقا لما نشرته صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية نقلًا عن مجموعة من كبار الأطباء والعلماء والمهندسين.

تقنية من قرن مضى

في التفاصيل، قررت الشركات إعادة ابتكار نسخة حديثة أصغر حجما من تقنية استخدمت على نطاق واسع في القرن الماضي لعلاج مرضى شلل الأطفال، وساعدتهم على التنفس عن طريق التحكم في مستوى الضغط الجوي المحيط بأجسام المرضى.

وقام فريق من الأطباء والمهندسين والعلماء بالفعل بتطوير واختبار الجهاز الجديد، يطلق عليه اسم exovent، كما من المتوقع أن يتم تسليمه إلى ثلاثة مستشفيات بريطانية في غضون أيام للاختبار في العالم الحقيقي.

بدوره، أوضح فريق المبتكرين أن المعدات يمكن تصنيعها بسرعة وبتكلفة زهيدة بمواد متاحة بسهولة.

وبحسب قناة “العربية” السعودية، يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني العالم من نقص حاد في أجهزة التنفس الاصطناعي لمواكبة تفشي جائحة كورونا، حيث على سبيل المثال اعترفت الحكومة البريطانية بأنه سيتم تسليم 30 جهاز تنفس اصطناعي جديدا فقط إلى المستشفيات الأسبوع المقبل لعلاج مرضى كوفيد-19، بعد أن كانت قد وعدت بتسليم الآلاف في غضون أيام.

وسعت هيئة الصحة البريطانية NHS لإنشاء الآلاف من أسرة العناية المركزة الإضافية وسط مخاوف من أن الخدمة الصحية يمكن ألا تتمكن من تلبية احتياجات المرضى، الذين يحتاجون إلى أجهزة تنفس اصطناعي.

كما عكف فريق المبتكرين، الذي دعمه بروفيسور السير جون بيرن، رئيس مؤسسة مستشفيات نيوكاسل وعضو سابق في مجلس أمناء NHS إنجلترا، على العمل ليلا نهارا لعدة أسابيع من أجل تطوير الفكرة وتحويلها إلى واقع ملموس.

حل عملي

في السياق أيضا، تتوقع مجموعة من المهندسين والأطباء أنه في حال تم اختبار الجهاز بنجاح فسيمكن تصنيع ما يقرب من 5000 جهاز في الأسبوع.

وأصبح من المعروف أن بعض المصابين بعدوى فيروس كورونا يتعرضون للالتهاب الرئوي الحاد ويمكن أن يواجهوا صعوبة في التنفس، وغالبا ما يحتاجون إلى أجهزة تنفس اصطناعي في غرف العناية المركزة، الأمر الذي يتطلب وضعهم في غيبوبة مستحدثة طبيا وأنبوب يستخدم لضخ الأكسجين إلى الرئتين.

ولأنهم فاقدون للوعي، يحتاج هؤلاء المرضى إلى مراقبة دقيقة ورعاية من فرق الأطباء والتمريض.

يعالج ضيق التنفس

بدوره، أفاد الدكتور مالكولم كولتارد، المستشار الفخري في مستشفى جريت نورث للأطفال في نيوكاسل وأحد الخبراء الذين ساعدوا في تطوير جهاز exovent، أن “الرئة الحديدية” المعاد ابتكارها تعمل عن طريق تركيبها على صدر المريض وبطنه ويتم عزلها قبل بدء ضخ الأكسجين في الحيز المحكم الإغلاق.

كما يمكن استخدام “الرئة الحديدية” لمساعدة كل من المرضى الذين لا يزال بإمكانهم التنفس بأنفسهم ويحتاجون لمجرد بعض الدعم والمساعدة، أو أولئك الذين يعانون من حالة انهيار لجهازهم التنفسي بالكامل.

وشرح دكتور كولتارد أيضا أن جهاز exovent يمكن أن يعزز كفاءة القلب بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بالنظم التقليدية، التي تضغط على الصدر ويمكن أن تقلل من وظائف القلب.

مواد متاحة

كما لفت إلى أن فريق المبتكرين لا ينتوي الاحتفاظ بأي حقوق ملكية فكرية للجهاز المعاد ابتكاره، مشيرا إلى أنه سيكون مفيدا للغاية في دعم البلدان الفقيرة.

وأعرب دكتور كولتارد عن سعادة أعضاء الفريق بالتنازل عن كافة الحقوق والمصالح، موضحا أن تصنيع الجهاز سهل وزهيد التكاليف ويعتمد على مواد جاهزة ومتاحة.

إلى ذلك أكد دكتور كولتارد، الذي سبق أن ساعد بالفعل في إنقاذ الأرواح من خلال اختراع جهاز لغسيل الكلى للأطفال في مرآبه، أنه سيتم تقديم الآلات للمرضى لأسباب رحيمة وبموافقة مستنيرة.

وأودى فيروس كورونا بحياة 53693 شخصاً في العالم منذ ظهوره في كانون الأول/ديسمبر في الصين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية حتى الساعة 11,00 ت.غ الجمعة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها