كيف يتنبأ العلماء بعدد الأشخاص الذين سيصابون بفيروس كورونا ؟
تتغير التوقعات بشأن عدد الأشخاص الذين قد يصيبهم فيروس كورونا المستجد، وعدد الوفيات المحتمل يوماً بعد يوم، ومن ثم يزيد التساؤل عن كم البشر الذي سيصابون بهذا الوباء؟
منسقة الاستجابة للفيروس في البيت الأبيض، أستاذة الطب ديبورا بيركس، حذرت الثلاثاء الماضي، من احتمالية وفاة نحو 100 ألف إلى 240 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب “كوفيد-19”. و في 21 مارس/آذار، أعرب حاكم نيويورك، أندرو كومو، عن توقعه أن يصاب 40 إلى 80% من سكان نيويورك بفيروس كورونا المستجد، الذي يُعرَف اختصاراً بـ”سارس-كوف-2″.
من جانبه، رجَّح حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، أنَّ الفيروس سيصيب 56% من سكان ولايته، في خطاب أرسله إلى الرئيس ترامب بتاريخ 18 مارس/آذار، وفي دراسة نُشِرَت بتاريخ 16 مارس/آذار، حذَّر باحثون من الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب في لندن، من أنَّ 81% من سكان الولايات المتحدة سيصابون بالفيروس إذا لم يطبقوا إجراءات التباعد الاجتماعي.
إذن، ما الذي ينبغي أن نتوقعه؟
بالنسبة لعموم الجمهور، تساعد هذه التقديرات التقريبية في إيضاح التأثير المحتمل لالتزام إرشادات التباعد الجسدي لتخفيض عدد الإصابات تخفيضاً كبيراً، ووقف تدفق المرضى إلى مرافق الرعاية الصحية دفعة واحدة، مما قد يصيبها بالإرهاق. ويستخدم صانعو السياسات وأنظمة المستشفيات هذه التقديرات الصادرة من السلطات الفيدرالية والمحلية لتوقُّع مدى الارتفاع الذي قد تصل إليه الإصابات بـ”كوفيد-19″، وكذلك لتجهيز أسرّة وحدات العناية المركزة، وسعة غرف الطوارئ، وأجهزة التنفس اللازمة لرعاية المرضى.
من جانبه، ينشر معهد التقييم والقياسات الصحية في جامعة واشنطن تحديثات يومية للنماذج التي صاغها بشأن الحاجة المستقبلية لموارد المستشفيات. واعتباراً من الثلاثاء 31 مارس/آذار، توقعت النماذج أن يحتاج مرضى “كوفيد-19” إلى 220643 سريراً في المستشفى (32976 سريراً منها في وحدة العناية المركزة)، و26381 جهاز تنفس صناعي حين يصل الوباء إلى ذروته في 15 أبريل/نيسان.
إليكم الدليل على كيفية الوصول لهذه الأرقام:
من أجل نمذجة مسار الوباء، يحتاج أخصائيو الأوبئة لمعرفة إلى أي مدىً الفيروس مُعدٍ، وكم من الوقت يظل الأشخاص المصابون ناقلين للعدوى، وعدد الأشخاص المصابين حالياً، والسكان المعرَّضين للإصابة. ويمكن أن تعرض النماذج أيضاً الخصائص الأساسية للمجتمع مثل الكثافة السكانية، والتوزيع العمري، والأوضاع الصحية الأساسية، ومتوسط حجم الأسرَّة، وطبيعة التفاعلات الاجتماعية وتكرارها، بحسب تقرير لموقع WebMD الأمريكي.
وتتضمن التوقعات عادةً نطاقات تتراوح بين أفضل سيناريو والأسوأ، بحسب موقع “عربي بوست”، وتتطور بعض المتغيرات بناءً على ديناميات المجتمعات الفردية، ف حين يعتمد البعض الآخر على مدى فاعلية أوامر البقاء في المنزل. ويتمثل مصدر آخر للتفاوت بين النماذج المختلفة في نتيجة العمل بالأيام الأولى من ظهور هذا الفيروس، الذي يبلغ عمره 4 أشهر فقط منذ الانتقال للبشر. ويقول هنري ريموند، الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الصحة العامة، وعالم الأوبئة بكلية الصحة العامة في جامعة روتجرز الأمريكية، عن النماذج: “إنَّ لها خصائصها الخاصة التي تجعل مقارنتها أو استخدام بيانات من بؤر تفشي المرض الأخرى مجرد تقديرات”.
ما الذي يعرفه العلماء؟
تتمثل إحدى النقاط الأساسية والجوهرية المُتضَمَّنة في هذه النماذج وهي، في المتوسط، عدد الأشخاص الذين سينقل إليهم شخصٌ مصابٌ الفيروس، والمعروف باسم “عدد التكاثر الأساسي” ويُرمَز له بـ(R0). ومن دون بذل جهود لاحتواء الفيروس، سيصل هذا العدد إلى 2.4 تقريباً، وذلك وفقاً للباحثين بالكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب في لندن. ويُقدِّر العلماء أيضاً أدنى حد لعدد التكاثر الأساسي لفيروس كورونا المستجد عند 2 وأقصى حد له عند 3. ويعني هذا أنَّ فيروس كورونا المستجد أكثر عدوى من الإنفلونزا الموسمية، التي يبلغ متوسط عدد التكاثر الأساسي لها 1.3، ومع ذلك فهو ليس قابلاً للانتقال مثل الجديري المائي (عدد التكاثر الأساسي أكثر من 10) أو الحصبة (عدد التكاثر الأساسي أكثر من 12).
ويقول يوناتان غراد، الحاصل على الدكتوراه في الطب وخبير الأمراض المعدية بكلية تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد: “هذا المقياس يضع شكلاً للوباء بطرق حاسمة، وهي مدى السرعة التي نتحرك بها في مرحلة نمو وتكاثر الفيروس، ومدى السرعة التي سنصل بها إلى الذروة، وإلى أي ارتفاع ستصل الذروة، ثم تراجعه”. يُذكر أنَّ غراد شارك في صياغة استراتيجيات التباعد الاجتماعي وديناميات انتقال فيروس “سارس-كوف-2” خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتتضمن التوقعات عادةً نطاقات تتراوح بين أفضل سيناريو والأسوأ. وتتطور بعض المتغيرات بناءً على ديناميات المجتمعات الفردية، ف حين يعتمد البعض الآخر على مدى فاعلية أوامر البقاء في المنزل. ويتمثل مصدر آخر للتفاوت بين النماذج المختلفة في نتيجة العمل بالأيام الأولى من ظهور هذا الفيروس، الذي يبلغ عمره 4 أشهر فقط منذ الانتقال للبشر. ويقول هنري ريموند، الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الصحة العامة، وعالم الأوبئة بكلية الصحة العامة في جامعة روتجرز الأمريكية، عن النماذج: “إنَّ لها خصائصها الخاصة التي تجعل مقارنتها أو استخدام بيانات من بؤر تفشي المرض الأخرى مجرد تقديرات”.
ما الذي يعرفه العلماء؟
تتمثل إحدى النقاط الأساسية والجوهرية المُتضَمَّنة في هذه النماذج وهي، في المتوسط، عدد الأشخاص الذين سينقل إليهم شخصٌ مصابٌ الفيروس، والمعروف باسم “عدد التكاثر الأساسي” ويُرمَز له بـ(R0). ومن دون بذل جهود لاحتواء الفيروس، سيصل هذا العدد إلى 2.4 تقريباً، وذلك وفقاً للباحثين بالكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب في لندن.
ويُقدِّر العلماء أيضاً أدنى حد لعدد التكاثر الأساسي لفيروس كورونا المستجد عند 2 وأقصى حد له عند 3. ويعني هذا أنَّ فيروس كورونا المستجد أكثر عدوى من الإنفلونزا الموسمية، التي يبلغ متوسط عدد التكاثر الأساسي لها 1.3، ومع ذلك فهو ليس قابلاً للانتقال مثل الجديري المائي (عدد التكاثر الأساسي أكثر من 10) أو الحصبة (عدد التكاثر الأساسي أكثر من 12).
ويقول يوناتان غراد، الحاصل على الدكتوراه في الطب وخبير الأمراض المعدية بكلية تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد: “هذا المقياس يضع شكلاً للوباء بطرق حاسمة، وهي مدى السرعة التي نتحرك بها في مرحلة نمو وتكاثر الفيروس، ومدى السرعة التي سنصل بها إلى الذروة، وإلى أي ارتفاع ستصل الذروة، ثم تراجعه”. يُذكر أنَّ غراد شارك في صياغة استراتيجيات التباعد الاجتماعي وديناميات انتقال فيروس “سارس-كوف-2” خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتختلف قواعد التباعد الاجتماعي اختلافاً كبيراً بين كل ولاية أمريكية وأخرى، وحتى بين المقاطعات والمدن. وتشير أماندا سيمانيك، الحاصلة على الماجستير والدكتوراه في الصحة العامة وعالمة الأوبئة المتخصصة بالتنميط الاجتماعي للأمراض المعدية في جامعة ويسكونسن: “نعلم بالتأكيد أنَّ الامتثال لقواعد التباعد الاجتماعي لا يحدث بالدرجة نفسها، ولا يُطبَّق بشكل موحد”. ومع ذلك، يعرف العلماء على وجه اليقين، أنه ما دام الناس يترددون على محلات البقالة، ويزورون أُسرهم، ويسافرون برحلات جوية عبر البلاد، فسيستمر الفيروس في الانتشار.
ويحاول المسؤولون الحكوميون والعاملون في مجال الرعاية الصحية التأهب لوصول أعداد المرضى للمعدل الذي تتوقعه النماذج. ويقول غريغوري شرانك، طبيب متخصص بالأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة ميريلاند في بالتيمور، وأحد قادة فريق الاستجابة للجائحة في المستشفى: “آخر ما نريد حدوثه هو أن نكون غير مستعدين لزيادة عدد الإصابات”.
واستناداً إلى جميع النماذج التي اطلع عليها الطبيب شرانك حتى الآن، مهما كانت غير مثالية ومتغيرة بحسب المنطقة، لا يزال الوضع صعباً. إذ يقول شرانك: “من المؤكد أنَّ عدد حالات الإصابة، وحالات الدخول اللاحقة إلى المستشفى، سيتجاوز قدرات الرعاية الصحية في معظم مرافق الرعاية الصحية. بغض النظر عن مكان وجودها”.[ads3]