اكتشاف أقدم غابة تحت الماء لم يصلها البشر منذ 60 ألف عام

أعلن علماء من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية، عن اكتشاف غابة جديدة تحت الماء، لم تصل لها أيدي البشر منذ آلاف السنين.

هذه الغابة، حسب مقال نشرته شبكة “سي إن إن”، تم إعلان اكتشافها في مقال علمي نشرته الإدارة الأمريكية المذكورة، الأسبوع الماضي، نمت من أشجار السرو على ضفة نهر بالقرب من خليج المكسيك، ومع تقدم هذه الأشجار في العمر تساقطت ودُفِنَت أسفل المواد المترسبة، وحين ارتفع مستوى سطح البحر غُمِرَت بقايا الغابة مرة أخرى، لتصبح بذلك أقدم غابة مكتشفة تحت الماء.

المثير والمشوق في هذا الاكتشاف، بحسب ما أعلن عنه العلماء، هو أن هذه الغابة المهجورة تحت الماء قد تكون خزاناً للعديد من الأعشاب الطبية، التي يفترض أن تشكل مفتاح الوصول لأدوية جديدة تنقذ أرواح البشر.

إعصار يكشف عن “الكنز”

ووفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية، التي نشرت مقالاً عن هذه الغابة الأسبوع الماضي، لم يمسَّ أحد هذه الغابة القديمة منذ آلاف السنين.

لكن في عام 2004، ضرب إعصار “إيفان” ساحل الخليج الأمريكي، وكَسَحَ قاع البحر والمواد المترسبة التي أبقت الغابة مدفونة.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، انطلق فريق من العلماء من جامعة نورث إيسترن وجامعة يوتا في رحلة استكشافية، ممولة من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية، للغوص في المياه وإحضار قطع من الخشب لدراستها في المعامل.

وعلى الرغم من أنَّ الخشب عمره 60 ألف عام، فإنه لا يزال محتفظاً بحالة جيدة لأنه دُفِن تحت طبقات من الرواسب منعت الأكسجين من الوصول إليه وتحليله.

300 حيوان

فرانسيس تشوي، مدير مختبر في مركز علوم البحار بجامعة نورث إيسترن، قال إن فريقه “تمكن من إلقاء نظرة على أنواع الكائنات الحية التي استفادت من هذا الخشب القديم المكشوف، سواء الأنواع المختلفة من الحيوانات المدفونة هناك أو الحيوانات التي تعيش فوقه أيضاً”.

أما مارغو هايغود، أستاذ بحوث الكيمياء الطبية بجامعة يوتا، فقد قال لشبكة CNN: “تمكّنا من عزل البكتيريا من هذه الكائنات والحصول على عدد منها لم نتعامل معها من قبل، لذلك نحن متحمسون حقاً بشأن ذلك”.

كما كشفت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية عن استخراج أكثر من 300 حيوان من الخشب المتواجد في هذه الغابة التحت مائية.

وأكد علماء الإدارية أنه تم التركيز بشكل خاص على حيوان واحد فقط، هي ديدان السفن، وهو نوع من المحارات الملزمية التي تُحوِّل الخشب إلى أنسجة حيوانية.

خزان محتمل للأدوية

أَنتجت ديدان السفن من الخشب القديم 100 سلالة من البكتيريا، العديد منها جديدة، بينما يعمل الباحثون على تحديد تسلسل الحمض النووي الخاص بـ12 سلالة بكتيرية منها، لتقييم قدرتها على صنع أدوية علاجية جديدة.

وتقول مارغو هايغود أيضاً: “فحصنا مضادات الميكروبات والنشاط العصبي الذي يميل نحو مسكنات الألم، وكذلك الأدوية المضادة للسرطان”.

وتضيف: “لم نكن نعمل على الأدوية المضادة للفيروسات في السابق، لكن في الوقت الحالي يتجه القسم الذي أعمل به في جامعة يوتا إلى تضمين الاختبارات الفيروسية في البرنامج”.

وبالرغم من أنَّ جائحة فيروس كورونا المستجد أوقفت أية نشاطات غوص مستقبلية عند موقع الغابة القديمة، قالت هايغود إنها ستُواصل مع فريق العلماء دراسة العينات التي استخرجوها من الموقع، ويأملون في نشر النتائج في غضون عام.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها