صحيفة كندية : ليس خائفاً من كورونا .. هذا اللاجئ السوري نجا من الحرب و مخاوفه الآن تتمحور حول تعلم اللغة

نجا اللاجئ السوري (رامي عبد)، من الحرب في سوريا، وعاش سبع سنوات في تركيا، قبل أن ينتقل إلى تورنتو الكندية.

وقالت موقع “ذا ستار“، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الرجل يخشى انقطاع دروس اللغة، في ظل وباء كورونا، الذي وضع العالم تحت الحصار.

وبفضل مشروع “معاً”، والتكنولوجيا الحديثة، يمكن لرامي تمرين مهاراته اللغوية، ليس هو فقط، بل أيضاً عائلته، تستطيع الحفاظ على اتصال مع متطورعين، للحصول على الدعم، أثناء العزلة الاجتماعية.

وقال رامي (49 عاماً)، الذي وصل إلى كندا في حزيران الماضي مع زوجته واثنين من أبنائه، واثنتين من بناته، مدعومين من الحكومة (government-assisted refugees): “ليس سهلاً أن تكون في المنزل طوال الوقت، ويشعر الأولاد بالملل”.

وأضاف: “إذا قارنت هذا الوضع مع وضعنا في تركيا وسوريا، حيث كنا خائفين دوماً من الموت، فإن الوضع هنا أفضل بمائة مرة، بسبب دعم أصدقائنا الكنديين.”

بينما من الصعب للكنديين أن يواكبوا الأزمة المتغيرة بشكل سريع، والتعامل مع الأزمة الجديدة، يواجه القادمون الجدد عوائق إضافية، بالوصول إلى معلومات ودعم، بسبب ضعف لغتهم الإنكليزية، وقلة أصدقائهم، بحسب ماقالت “أنا هيل”، مديرة مشاركة في مشروع “معاً”، التي تقوم بربط متطوعين بعائلات القادمين الجدد، من أجل المساعدة في الاندماج.

وقالت هيل، التي قامت مجموعتها بربط 130 من العائلات من القادمين الجدد، مع متطوعين، منذ عام 2017: “الوباء أثر على الجميع، ومن الصعب علينا أن نتكيف مع واقع التباعد الاجتماعي الجديد، على الرغم من أننا عشنا في كندا، ولدينا جيران وأصدقاء نعرفهم جيدًا”.

وأضافت: “المحافظة على التواصل الاجتماعي هو تحد كبير للجميع، لكن الوافدين الجدد، وخاصة اللاجئين، هم من بين الأكثر ضعفاً، نريد أن نضمن حصولهم على معلومات دقيقة وتواصل اجتماعي “.

منذ تزايد الوباء في كندا وإغلاق المدارس، وقيام المسؤولين الحكوميين بالحد من النشاط الاجتماعي في 13 آذار، علقت مجموعة “هيل” الاجتماعات الشخصية بين المتطوعين والعائلات المرتبطة بهم، وسعت جاهدة لنقل أنشطتهم عبر الإنترنت، كما تم نقل فحص المتطوعين وتدريبهم عبر الإنترنت أيضاً، أثناء إغلاق المكتب.

وقال أندرو لسزتيك، المدير المشارك لـ “هيل”، والذي أجرى تقييمًا للاحتياجات الأسبوع الماضي، إن العائلات قلقة بشأن الحفاظ على التواصل الاجتماعي، والقلق بشأن صحة كبار السن، والوصول للطعام والحاجات الأساسية، وإبقاء أطفالهم منشغلين أثناء العزلة.

على الرغم من أنه ليس لدى كل عائلة إنترنت أو أجهزة كمبيوتر، إلا أنه قال إن جميعهم يملكون هواتف ذكية، ويعرفون تطبيقات الوسائط الاجتماعية، مثل واتساب وفايسبوك، شريان حياتهم خلال الحرب والأزمة.

في حين أن لا شيء يمكن أن يحل محل التفاعل بين الأشخاص، إلا أنه قال إن المتطوعين تمكنوا من الاستمرار في مساعدة القادمين الجدد على ممارسة اللغة الإنكليزية، وملء النماذج، والوصول إلى المعلومات والأنشطة، مثل جولات المتاحف عبر الإنترنت، عبر تطبيقات الوسائط الاجتماعية.

رامي، عامل بناء سابق من دمشق، قال إنه كان على اتصال بمشروع “معاً” في تشرين الثاني، وقد قام المتطوعون بتعريفهم على المجتمع منذ ذلك الحين، وساعدوهم في مواعيد الأطباء، وانتقال أطفالهم في المدرسة.

في بداية انتشار المرض في تورنتو، أرسل متطوع لرامي، وهو ممرض، معلومات صحية حول الفيروس التاجي من خلال موقع عربي، بينما نشر آخرون، بما في ذلك مدرس، تمارين وأنشطة مدرسية للأطفال، عن طريق واتساب.

وعندما تم نقل رامي إلى المستشفى لمدة ثلاثة أيام، الأسبوع الماضي، بسبب التهاب البنكرياس، قام المتطوع أليكس كاتسابوريس، بتوصيل الطعام إلى زوجته، شريفة عطو، والأطفال الذين كانوا خائفين جداً من الخروج من المنزل.

وقال كاتسابوريس، وهو مدرس متقاعد، جاء إلى كندا عام 1969، عندما كان طفلاً، مع والديه، هربًا من المجلس العسكري في اليونان: “رامي رب الأسرة، وكان في المستشفى، فيما كانت أسرته جميعها في المنزل، وكان ما يزال مترددًا في طلب المساعدة”.

وأضاف: “إن القادمين الجدد هم أبطالي الخارقون، إنهم أناس صامدون، لقد تجنبوا الرصاص والانفجارات، إنهم ناجون، لكن التواصلات الاجتماعية مهمة، والدعم الاجتماعي هو ما نقدمه”.

وقال رامي إن كورونا هو مجرد اختبار آخر، وما يقلق بشأنه هو التأخر في تعلم اللغة الإنكليزية في مركز “غودرهام” لتعلم اللغة، حيث تم تسجيله في المستوى 2 من برنامج اللغة الإنكليزية، إلى أن تم إغلاق جميع المدارس.

وقال رامي، بمساعدة إحدى المتطوعات الناطقات بالعربية، في مجموعته لبنى فارس: “إن تعلم اللغة الإنكليزية أمر مهم للغاية بالنسبة لي، أنا لست خائفاً من الفيروس، لدي أصدقائي الكنديون حولي، هذه أجمل صداقة في حياتي “.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها