في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا .. مقابر جماعية في إحدى جزر نيويورك لضحايا لم يتعرف عليهم أحد ( فيديو )
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية كفاحها لمنع تفشي وباء كورونا الذي حصد أرواح 18,586 حالة وفاة وفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها السلطات السبت، وبذلك تقترب إلى حدّ كبير من حصيلة الوفيّات التي سجّلتها إيطاليا (18,849 وفاة)،
وأكد مسؤولون أمريكيون الجمعة أن الأشخاص المتوفين جراء كوفيد-19 الذين لم يطالب بهم أحد يتم دفنهم في مقابر جماعية لا تحمل علامات في جزيرة هارت في نيويورك، على يد عمال تم التعاقد معهم خصيصا لهذا المهمة.
وتعد جزيرة هارت إحدى أكبر المقابر العامة في نيويورك، حيث دفنت نحو مليون جثة.
وجزيرة هارت التي يبلغ طولها ميلا واحدا في البرونكس اشترتها المدينة من أحد مالكي الأراضي عام 1869 وحولتها إلى مقبرة لدفن المجهولين والفقراء.
واستخدمت سلطات نيويورك الموقع منذ 150 عاما لدفن الجثث المتروكة وتلك التي لم يطالب بها أحد أو جثث سكان الولاية الذين لم يتمكن أقاربهم من تأمين كلفة الجنازة والدفن لهم.
دفن 25 شخصا كل يوم
وقال متحدث باسم حكومة المدينة لوكالة الأنباء الفرنسية “سنواصل استخدام الجزيرة على هذا النحو خلال الأزمة، ومن المرجح أن الأشخاص الذين توفوا بسبب كوفيد-19 وتنطبق عليهم الشروط سيدفنون في الجزيرة في الأيام المقبلة”.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن نحو 25 شخصا يتم دفنهم في جزيرة هارت في اليوم منذ أن بدأ انتشار فيروس كورونا المستجد الشهر الماضي، في حين أن مثل هذا العدد كان يدفن قبل ذلك خلال أسبوع.
وسجلت نيويورك 160 ألف إصابة بفيروس كورونا، أي أكثر من أي دولة خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك الدول الأكثر تضررا في أوروبا مثل إسبانيا وإيطاليا.
وبلغ عدد الوفيات في الولاية 7,844، بما يمثل نحو نصف الوفيات في الولايات المتحدة.
ويتم دفن 1200 جثة فيها كل عام، حيث توضع الجثامين في توابيت مصنوعة من خشب الصنوبر في خنادق. ولا توجد شواهد على القبور بل فقط علامات بيضاء صغيرة تشير إلى الخنادق.
سجناء لدفن الموتى
وتدير الموقع إدارة السجون في نيويورك منذ فترة طويلة، وعادة ما يتم استخدام سجناء من جزيرة رايكرز القريبة التي تضم أسوأ سجون الولايات المتحدة سمعة لدفن الموتى، لكن هذا لم يحصل في حالة الوفيات الناتجة عن كوفيد-19، إذ تم استخدام “عمال متعاقدين” وفق متحدث.
وكان الموقع محظورا على العامة لعقود، لكن في السنوات الأخيرة سمح بالزيارات في أيام محددة.
وأواخر العام الماضي صوّت مجلس مدينة نيويورك لنقل جزيرة هارت اإلى سلطة إدارة الحدائق العامة لتسهيل الزيارات.
واستخدمت الجزيرة أيضا لدفن ضحايا الإيدز على مر السنين وكذلك كانت سجنا خلال الحرب الأهلية الأمريكية ومصحا لأصحاب الأمراض العقلية ومرضى السل وحتى قاعدة صواريخ خلال حقبة الحرب الباردة.
وغالبا ما يشار إليها باسم “جزيرة الموتى” في نيويورك. (AFP)[ads3]