المافيا توزع الطعام مجاناً على محتاجي إيطاليا .. وقلق من تنامي نفوذها و تزايد أموالها في ألمانيا و فرنسا و إسبانيا

في وقت يعاني فيه الاقتصاد الإيطالي أضراراً بالغة جراء أزمة انتشار فيروس «كورونا» المستجد، شوهدت عصابات «المافيا» الإيطالية تقوم بتوزيع الغذاء مجاناً على الأسر الفقيرة التي نفدت منها نقود خلال الحجر المنزلي.

وظهرت – في الأسابيع الأخيرة – مقاطع فيديو لعصابات المافيا المعروفة وهي تقدم السلع الأساسية للإيطاليين الذين تضرروا بشدة من الطوارئ المفروضة بسبب «كورونا» خاصة في المناطق الجنوبية الأكثر فقراً مثل كامبانيا وكالابريا وصقلية، حسب ما نقلته صحيفة «غارديان» البريطانية.

وتؤثر تداعيات الإغلاق في إيطاليا على ما يقدر بنحو 3.3 مليون شخص. ومن بين هؤلاء، يعيش أكثر من مليون شخص في الجنوب. وحسب «الغارديان» فهناك تقارير تتحدث عن ضغوط على أصحاب المحلات الصغيرة لتقديم الطعام مجاناً، بينما تقوم الشرطة بدوريات في المتاجر في بعض المناطق لوقف السرقات.

ويقول نيكولا جراتيري، محقق مكافحة المافيا ورئيس مكتب المدعي العام في مدينة كاتانزارو الجنوبية، لصحيفة «غارديان»: «منذ أكثر من شهر تم إغلاق المتاجر والمقاهي والمطاعم والحانات… يعمل الملايين من الناس في الاقتصاد الرمادي… مما يعني أنهم لم يتلقوا أي دخل منذ أكثر من شهر وليس لديهم أي فكرة متى يمكنهم العودة إلى العمل… إذا لم تتدخل الدولة قريباً لمساعدة هذه العائلات، فستوفر المافيا خدماتها وتفرض سيطرتها على حياة الناس».
بدورها، قالت وزيرة الداخلية الإيطالية، لوتشانا لامورجيزي، إن «المافيا يمكن أن تستفيد من ارتفاع الفقر، وتنقض لتجنيد الناس في منظمتها».

وفي الأيام الأخيرة، كثفت الشرطة في نابولي وجودها في أفقر أحياء المدينة، حيث نظم رجال مرتبطون بالمافيا حملة لتوصيل الطرود الغذائية إلى المنازل. وبدأ القضاة بالفعل تحقيقاً ضد مجموعة من الأشخاص الذين تم استجوابهم أثناء توزيع الطعام على السكان المحليين.

وحذر الصحافي المتخصص بشؤون المافيا روبرتو سافيانو، يوم (الخميس) الماضي، من أن المنظمات الإجرامية في إيطاليا توزع منتجات غذائية على الفقراء وتساهم في منحهم قروضاً مجانية للحصول على تعاطفهم. وقال مؤلف كتاب «غومورا» الذي يدور حول مافيا مدينة نابولي، إن مجموعات المافيا تسعى أيضاً إلى الهيمنة على الأعمال التي تعاني من صعوبات، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح سافيانو أن «المافيا لا تنتظر سوى فرصة كهذه» لأن الشركات التي ستكون من ضحايا الأزمة ستجد نفسها مع شركاء جدد مرتبطين بهذه المنظمات الإجرامية. وتابع: «تصبح شريكاً وتدخل إلى عالم الأعمال»، موضحاً أن «الأمر لا يتم بالقوة ومستشاريهم الماليين هم الذين نصحوهم بأن يفعلوا ذلك».

ولفت إلى أنه «إذا لم تتدخل أوروبا قريباً، فإن تزايد أموال المافيا الموجودة في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا ستكون خارج نطاق السيطرة». (الشرق الأوسط)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها