في ألمانيا .. ” تمريرة ملح ” ساعدت في بناء دفاعات قوية ضد فيروس كورنا و توجه لتطبيق سيناريو ” المطرقة و الرقص “

خلال وقت الغداء في الثاني والعشرين من كانون الثاني الماضي، في شركة لقطع غيار السيارات بالقرب من ميونخ، التفت موظف لزميله وطلب منه تمرير الملح له، وفي تلك اللحظة انتقل فيروس كورونا مع علبة الملح للموظف الآخر.

هكذا بدأت وكالة رويترز حديثها عن التفاصيل التي ساعدت ألمانيا على بناء دفاعاتها ضد فيروس كورونا، ونجاحها الكبير في مواجهته مقارنة ببقية الدول الأوروبية.

تقول الوكالة إن توثيق العلماء تفاصيل تلك الحادثة التي جرت في شركة فيباستو ببلدة قرب ميونخ، يعتبر جزءاً من قصة نجاح نادرة خلال الحرب العالمية على الفيروس، وتضيف أنها كانت واحدة من عشرات الحوادث الممالثة التي تم تسجيلها بهدف تعقب المصابين/ ملتقطي العدوى، هدف إجراء فحوصات لهم وعزلهم، الأمر الذي ساعد ألمانيا وأكسبها وقت مهماً كان ربما سبباً في إنقاذ أرواح الكثيرين.

يؤكد الطبيب كليمينتز فنتنر، الذي أشرف على علاج مصابي الشركة، أن تعقب سلسلة العدوى بدقة كان أمر من الضروري تعلمه في سبيل كسرها وإيقاف الانتشار، وتضيف الوكالة أن فينتنر تعاون مع عدد من أفضل العلماء في ألمانيا لعرقلة ما عرف باسم “سلسلة ميونخ”، ومن ثم تقديم النصح لحكومة الولاية حول كيفية التعامل مع الوضع.

يقول علماء بينهم كبير الأطباء في إنكلترا البروفيسور كريس ويتي، إن سبب نجاح ألمانيا في كبح جماح انتشار الفيروس هو إجراؤها لعدد كبير من الاختبارات (فحوصات التأكد من الإصابة) في وقت مبكر، ويضيف كبير علماء الفيروسات في مستشفى شاريتيه الشهير في برلين، إن ما ساعد ألمانيا هو وجود سلسلة إصابات واضحة مبكرة (سلسلة ميونخ).

تحدثت الوكالة، بحسب ما ترجم عكس السير، عن كيفية اكتشاف مدير الشركة إصابة أحد موظفيه بالفيروس، وتقديمه كل المعلومات التي لديه للسلطات، ومحاولته تعقب الموظفين الذين تواصلوا مع زميلتهم الصينية التي كانت مصابة بالفيروس (كان هو نفسه واحد ممن صافحوها قبل أيام من معرفة أنها مصابة).

وبفضل التقويم الإلكتروني الخاص بموظفي الشركة، أصبحت مهمة العثور على من تواصل مع الموظفة أكثر سهولة.. يضيف الطبيب فنتنر: “لقد كانت ضربة حظ، حصلنا من موظفي الشركة على جميع المعلومات التي نحتاجها لإعادة بناء سلاسل العدوى”.

تجدد الوكالة الإشارة إلى أن معدل الوفيات في ألمانيا منخفض مقارنة بدول أخرى كإيطاليا، وتنقل عن رئيس معهد روبرت كوخ قوله إن المعدل سيرتفع، والفرق حالياً بين إيطاليا وألمانيا هو إحصائي بشكل أو بآخر، وذلك بسبب العدد الكبير من الاختبارات التي تجريها ألمانيا (حوالي 500 ألف أسبوعياً)، عكس إيطاليا.

من جهة أخرى، استغلت ألمانيا الأسابيع التي كسبتها من تجربة ميونخ لمضاعفة عدد أسرة العناية المشددة من 28 ألف سرير، علماً أنها الأولى على مستوى أوروبا بهذا الرقم (عدد الأسرة نسبة لعدد السكان)، بحسب ما جاء في دراسة عام 2012.

كل هذا السرد الإيجابي قد لا يكون كافياً، وفي أسوأ الأحوال -بحسب تقديرات وزارة الداخلية- قد يموت بسبب الفيروس حوالي أكثر من مليون شخص، في حين يصبح الرقم في سيناريو آخر 12 ألف وفاة، شريطة الاستمرار بإجراء المزيد من الاختبارات بعد تخفيف قيود الحجر المفروضة حالياً.

هذا السيناريو أطلق عليه المدون توماس بويو اسم “المطرقة والرقص”.. المطرقة يقصد من خلالها إجراءات الحجر والتباعد السريعة المشددة لبضع أسابيع، يليها الرقص الذي يقصد به تخفيف تلك الإجراءات اعتماداً على معدلات العدوى التي يتم تسجيلها.

تقول الحكومة، إن السيناريو الأخير يتطلب استخدام البيانات الضخمة وتتبع المواقع وتعقب المصابين عبر التطبيق الهاتفي، الذي كان مثار جدل مؤخراً، في البلد الذي ما زالت لدى كثيرين فيه ذكريات متعلقة بالشرطة السرية في ألمانيا الشرقية (شتازي) ومخبريها.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment

  1. العما . صار ت القصة متل التحقيقات التي يجريها الامن في اقبية المخابرات و بدك تتذكر مين صافحت وعلى مين سلمت و كله رح ينشحط عالتحقيق … قول قر اعترف ولاااااااك