إقامة مباريات الدوري الألماني بدون جمهور ” واقعية أم خطيرة للغاية ” ؟

يتمنى عشاق كرة القدم الألمانية أن تستأنف منافسات الدوري (بوندسليzا) خلف الأبواب المغلقة بعد أن تم تعليق المسابقة بسبب تفشي وباء فيروس “كورونا”.

ولكن ما مدى واقعية هذه الخطط وما مدى المخاطر التي ستشهدها المباريات إذا مضت هذه الخطط قدماً؟

ووافقت المستشارة أنغيلا ميركل ورؤساء الولايات الـ16 الأربعاء على تمديد تدابير التباعد الاجتماعي حتى 3 أيار المقبل على الأقل وحظر جماعي على كل الأحداث الكبرى حتى 31 آب المقبل.

ولم يتضح بعد ما إذا كان هناك إمكانية لإقامة مباريات في دوري الدرجتين الأولى والثانية خلف الأبواب المغلقة، والكثير يمكن أن يعتمد على رؤية علماء الفيروسات. وتوجهت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) للحصول على تقييم من أولف ديتمر، مدير معهد الفيروسات في إيسن.

أي مباراة تقام خلف الأبواب المغلقة ستشهد تواجد اللاعبين، المدربين، وسائل الإعلام، وممثلي الناديين، بالإضافة لقوات الأمن.

وفقاً لديتمر وخبراء آخرين فإن هذا الأمر يمكن أن يكون أقل المشكلات، وقال :”أعتقد أن هناك قابلية لتوزيع 250 شخصاً في ملعب كرة قدم مع الامتثال لقواعد تباعد المسافة”.

ولكن التلامس الجسدي بين اللاعبين أمر محتوم في كرة القدم، وتوصية التباعد الاجتماعي لمسافة 2 متر لن تكون ممكنة”.

يعتبر كل خبراء الفيروسات أن خطر الإصابة بالعدوى مرتفعا بسبب التلامس الجسدي، من الصعب تقليص الخطر.

وقال ديتمر على سبيل المثال، اللعب مرتديا قناع “غير معقول”، ولا يمكن للشخص أن ينافس أو يلعب لوقت طويل مرتدياً قناعًا مقاومًا للعدوى على فمه وأنفه بسبب محاذير التنفس، ونوع آخر من أقنعة الوجه غير المحكمة سيتم فقدانه في عرقلة ولن يساعد.

وكان هناك اعتقاداً بأنه يمكن أن يتم اخضاع اللاعبين والمدربين لفحوض الكشف عن فيروس كورونا كل ثلاثة أيام للسماح باستئناف الدوري ولكن هذا سيتطلب مجهوداً ضخماً، حيث سيكون هناك حاجة لما يقرب من 20 ألف فحص لإنهاء الموسم.

يواجه الـ”بوندسيلغا” معارضةً بشأن هذا الأمر، وأعرب ديتمر عن مخاوفه، قائلاً: “لا يوجد لدينا قرات فحص لا نهائية، يجب أن نستخدم فحوصاتنا بشكل متعقل ليستفيد منها اللذين بحاجة لها، لا أعلم إذا كان هذا شيئاً أخلاقياً أن نجري 20 ألف فحصاً على أشخاص ليسوا في مجموعة خطيرة وليس لديهم أي أعراض، أرى أن هذا شيئاً حرجاً إذا كانت الموارد للفحوصات لا تتحسن بشكل ملحوظ”.

ليس فقط هؤلاء المصابين، لكن أيضا الأشخاص اللذين يتواصلون معهم يدخلون الحجر الصحي لأسابيع، إذا تم استمرار هذه العادة، فإن استمرار المباريات خلف الأبواب المغلقة سيكون في خطر كبير.

هذه المشكلة قد تكون العائق الأكبر، قال ديتمر: “إذا لعبت كرة القدم طوال 90 دقيقة، سيكون هناك العديد من الاتصالات القريبة التي ستضطرك لقول أن هؤلاء الأشخاص من مجموعة الاتصال الأولى مع الشخص المصاب، وهي المجموعة الأكثر تعرضاً للخطر، ستدخل الحجر الصحي، هذه هو الاجراء الذي تتبعه معظم السلطات الصحية.

وقيل أن رابطة الدوري الألماني لديها خطط تنص على عزل الفرق وكل المعنيين بشكل باشر لأسابيع من أجل استمرار برنامج الدوري.

حتى لا يعرض استئناف الموسم للخطر مرة أخرى، يبدو أن هذا الاجراء شبه حتمي.

وقال ديتمر: “على الأرجح هذه هي الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق لإنهاء الموسم”، وأشار إلى أن الاجراء الذي اتُخذ في مدينة ووهان الصينية، التي تفشى منها الفيروس في البداية هو: تم وضع العاملين في المجال الطبي بما فيهم غير المصابين في الحجر الصحي، كان مسموحا لهم فقط بالبقاء في الفنادق وألا يعودوا لعائلاتهم بعد انتهاء العمل.

وقال: “كان هذا هو نهج الصين، لا أعلم إذا كان هناك إمكانية لتطبيقه في بلد مثل ألمانيا. ولكن ربما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم نقل العدوى الخارجية لهذه المجموعة”.

يعتقد العديد من السياسيين وخبراء الفيروسات أنه لن تقام مباريات بحضور الجمهور هذا العام، واتفق ديتمر مع زملائه وأشار إلى أن هناك بيان صدر من الأكاديمية الألمانية للعلوم “ليوبولدينا” بأن الرياضة وكل الأحداث التي تتضمن عدداً كبيراً من الحضور لا يمكن إقامتها حتى يتم إيجاد لقاح.

وقال ديتمتر في إشارة لمباراة دوري أبطال أوروبا التي جمعت بين أتالانتا وبلنسية في ميلان يوم ،19 فبراير الماضي: “الدراما التي شاهدناها في برجامو ومازلنا نرى جزء منها كان أغلبه بسبب مباراة كرة قدم”.

وتعد برجامو أحد المناطق الأكثر تضرراً من انتشار الفيروس في شمال إيطاليا، وقال ديتمر: “كرة القدم أمام الجمهور خطيرة للغاية، وفي أسوأ الحالات، يمكن أن تؤدي لوفاة العديد من الأشخاص مثلما حدث في برغامو”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها