رحل تاركاً زوجته و سبعة أطفال .. صحيفة ألمانية تروي قصة صيدلاني سوري فر من الحرب في بلاده ليتوفى جراء إصابته بفيروس كورونا في ألمانيا
يحصد كورونا، العدو غير المرئي، المزيد والمزيد من الأرواح، وفي ألمانيا، توفي حوالي 4 آلاف شخص بسبب الفيروس.
وسلطت صحيفة “بيلد” الألمانية الضوء على وفاة لاجئ سوري في ألمانيا بسبب فيروس كورونا، هو خالد حمو محي، وقد كان الرجل صيدلي متدرب.
وقالت الصحيفة، الخميس، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الرجل السوري البالغ من العمر 55 عامًا، كان في كامل صحته، ومع ذلك فارق الحياة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.
وتعيش أسرة خالد، المؤلفة من أم وسبعة أبناء، في حالة صدمة، وفي حوار مع صحيفة “بيلد”، تحدث أبناؤه عن فقدانهم القاسي لرب عائلتهم.
وقال نجله محمد محي (23 عاماً): “لم يكن والدي يعاني من أمراض سابقة، ولا نعرف كيف أصيب بفيروس كورونا.. قبل حوالي ثلاثة أسابيع، لاحظ والدنا ظهور أعراض كورونا، فزار عيادة طبيب الأسرة، وهذا الأخير أخبره أن لديه إنفلونزا عادية وأنه يستطيع العودة إلى المنزل”.
وراجع الصيدلاني خالد طبيبين، ثلاث مرات، وبحسب ما يقول ابنه الثاني أدهم (19 عاماً): “حصل على نفس الجواب.. الإنفلونزا”، ويضيف الشاب أنه مقتنع بأنه كان يمكن إنقاذ حياة والده، “لو أعطاه أحد الطبيبين اللذين راجعهما إحالة إلى المستشفى، في بداية ظهور الأعراض عليه”.
وبعد الزيارة الأخيرة للطبيب، يوم الثلاثاء، قبل أسبوعين، تدهورت حالة الأب، فاتصلت العائلة بالطوارئ ليتم إرسال سيارة إسعاف نقلت الرجل السوري من المنزل إلى المستشفى.
ويضيف أدهم: “تبين أثناء الفحص أنه مصاب بفيروس كورونا”، ولأن رب الأسرة كان يعاني من صعوبات شديدة في التنفس، تم نقله إلى وحدة العناية المركزة وتم وضع جهاز تنفس اصطناعي له.
ويتابع أدهم: “لقد كانت أيام فظيعة ومحبطة بالنسبة لنا، لأننا لم نعتاد على الجلوس حول مائدة الطعام بدون والدي، أو القيام بأي شيء من دونه.. لكن أملنا كان أن يبقى على قيد الحياة ويعود إلينا بسرعة”.
وتلقت الأسرة الخبر المؤسف، ليلة الأربعاء، قبل أسبوعين، ويصف محمد وقع الصدمة، بقوله: “لقد توفى.. ولم نتمكن من أن نقول له وداعاً.. من الصعب وصف حزننا بمجرد كلمات.. خطف كورونا والدنا منا.. أتمنى أن يرتاح في سلام”.
ويصف الابن والده المتوفى بأنه كان رياضياً، وقال: “لقد كان يعتني دائمًا بصحته، لم يدخن أو يشرب الكحول أبداً.. لطالما حذرنا من فيروس كورونا، ومات بسببه”.
وقبل خمس سنوات، قدم خالد حمو محي وعائلته إلى ألمانيا بعد فرار العائلة من حلب، وحصلوا على حق اللجوء، وتعلم الرجل اللغة الألمانية في مدينة بريمن، وأراد العمل كصيدلي مرةً أخرى.
وختمت الصحيفة بقول محمد خالد محي: “تقدم والدي بطلب للحصول على تعديل لشهادته في الصيدلة، وأراد أن يعمل صيدليًا مرةً أخرى.. الآن لقد رحل عنا إلى الأبد.. أدعو بأن يعيننا الله على تحمل فراقه.. أريد أن يأخذ الناس فيروس كورونا على محمل الجد، وآمل ألا يتعرض أي شخص لخسارة مثل خسارتنا“.[ads3]