هل توجد علاقة بين كمية فيروسات كورونا التي يتعرض لها الشخص وشدة الأعراض التي يعاني منها ؟
معلوم أن بعض الأمراض تزداد وطأتها بازدياد كمية الفيروس التي تعرض لها المصاب في البداية (الحِمل الفيروسي)، ولهذا يلحّ سؤال في أزمة فيروس كورونا الحالية: هل كوفيد-19 من تلك الأمراض؟ وإن كان، أيعني هذا أن الخطر المُحدق بمقدِّمي الرعاية الصحية أكبر؟
الفيروسات جسيمات دقيقة تتكاثر في أجسامنا، فمنطقيّ أنه كلما كثر عددها اشتدت أمراضها واحتدت أعراضها، وهذا هو حال فيروس الإنفلونزا مثلًا؛ مع أنها في الوقت ذاته تتكاثر تكاثرًا أُسِّيًّا، إلا أن نوعًا آخر من الفيروسات تكفي كمية صغيرة منه ليتكاثر مسبِّبًا عدوى لا علاقة لشدتها بكمية الفيروس الأولية، مثل النوروفيروس الذي تَظهر أعراض الإصابة به بمجرد 18 جسيمًا فقط.
ليس معلومًا بعد من أي النوعين سارس-كوف-2 (الفيروس المسبِّب مرض كوفيد-19)، وأفضل سبيل لمعرفة هذا –وفق ما ذكره موقع ساينس ألِرت– هو التجريب التطوعي، بأن يتطوع ناس للاحتقان بكمية معلومة منه، قبل متابعة حالتهم؛ لكن هذا مستبعَد طبعًا لإشكاليته الأخلاقية.
لكن في غياب هذه البيانات يحاول العلماء قدر إمكانهم تحديد نوع كوفيد-19 وعلاقة شدته بالحمل الفيروسي، وفق ما ذكرت شبكة “مرصد المستقبل”، والنتائج متفاوتة: فتقرير صيني ذكر أن لا علاقة بينهما، في حين أوضح تقرير آخر أن أصحاب الأعراض الخفيفة من المرضى كان حِملهم الفيروسي أخف.
لكن ليس الحمل الفيروسي إلا عاملًا واحدًا ضمن قائمة طويلة، منها: ضغط الدم والسكر، وقوة المناعة؛ فالمناعة إن وهنت جدًّا، تكاثر الفيروس أسرع، وإن نشطت جدًّا فربما أتلفت أنسجة سليمة.
وحتى النوم ربما كان عاملًا، لأنه ثبت تأثيره في درجة الإصابة بالفيروس الأنفي؛ صحيح أن هذا الفيروس مختلف جدًّا عن سارس-كوف-2، لكن الإجهاد معلوم تأثيره السلبي في المناعة، وقد يكون من أسباب زيادة الإصابات بين مقدِّمي الرعاية الصحية على الخطوط الأمامية.
الصورة ما زالت مبهمة، ولهذا لا بد أن يتّقى مقدِّمو الرعاية الفيروسَ ما أمكن، وأن يلتزم الناس التباعد الجسدي ونصائح المؤسسات الصحية.[ads3]