حقوقي سوري شاهد من زجه بالسجن لسنوات في متجر مصادفة .. ألمانيا : بدء أول محاكمة لضابط مخابرات سوري متهم بقتل العشرات و تعذيب الآلاف

عندما رأى الحقوقي السوري أنور البني الضابط أنور رسلان مصادفة في متجر بألمانيا، قبل 5 سنوات، أدرك أنه هو الذي زج به في السجن قبل عقد من الزمن.

يوم الخميس المقبل سيتواجه الرجلان في محكمة ألمانية، حيث سيكون رسلان واحداً من رجلي مخابرات سابقين متهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية عندما كانا على رأس عملهما في سوريا.

وهذه المحاكمة هي الإجراء القانوني الأول عالمياً حيال عمليات التعذيب التي ترعاها “الدولة” في سوريا، وستتم محاكمة رسلان تحت مبدأ الولاية القضائية العالمية الذي يسمح لبلد أجنبي بمحاكمة متهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفي برلين، قال أنور البني لوكالة الصحافة الفرنسية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن هذه المحاكمة سترسل رسالة مهمة لنظام الأسد “لن تفلت من العقاب أبداً.. لذا فكر بالأمر”.

استقبلت ألمانيا أكثر من مليوني طالب لجوء فروا من الحروب في سوريا والعراق، ونتيجة لذلك تصبح الأمور سوريالية أحياناً، حيث يلتقي الضحايا بالشارع بمن سبق وأن قاموا بتعذيبهم.

وصل رسلان، وهو ضابط سابق، إلى ألمانيا كلاجئ هو الآخر في يوليو من العام 2014 بعد انشقاقه بعامين، وعنه قال البني للوكالة إنه الرجل الذي اعتقله من منزله في دمشق عام 2006 وزج به في السجن الذي بقي فيه 5 سنوات، قبل أن يفرج عنه خلال الثورة السورية عام 2011.

كان فرق الوصول إلى ألمانيا حوالي شهرين بين الاثنين، وتقاطعت طرقهما عندما أقاما لفترة وجيزة في مركز استقبال اللاجئين ذاته، وعن ذلك قال البني: “قلت لنفسي إنني أعرف هذا الرجل ولكنني لم أميزه على الفور”، وبعد بضعة أشهر التقاه مرة أخرى في متجر، وهناك عرفه أخيراً.

ويعمل المحامي الستيني السوري أنور البني، الذي كان يدافع عن حقوق الإنسان في بلده دون كلل، قبل أن يعيش كلاجئ في برلين، على جمع الأدلة والشهادات ضد نظام بشار الأسد، حيث أنه لا يستطيع ممارسة مهنته كمحام في ألمانيا.

وفي الوقت الذي لن يكون البني أحد المدعين في محاكمة الخميس، فإنه شخصية يحترمها المجتمع السوري المؤلف من 700 ألف شخص، وقد أقنع العديد من الضحايا بالمضي قدماً في هذا الأمر.

وكان البني علم عندما بدأ العمل مع محامين محليين في العام 2016، أن المحققين الألمان يراقبون أنور رسلان الذي اعتقل في شباط من العام 2019، وهو الآن متهم بالإشراف على قتل 58 شخصاً وتعذيب 4 آلاف آخرين، خلال عمله في فرع الخطيب في دمشق بين عامي 2011 و2012، بالتعاون مع المتهم الآخر إياد الغريب.

ونقلت الوكالة عن المحامي الألماني باتريك كروكر (الذي يمثل 6 مدعين سوريين قد تنضم لهم امرأتان أيضاً) قوله إن الهدف مما يسعون إليه هو إظهار الحقيقة لا الانتقام، وأضاف أن لاجئين سوريين في عدة دول أوروبية، كانوا ضحايا للتعذيب في بلدهم، يريدون للعالم أن يعرف ما جرى في سوريا.

وقال كروكر إن جميع من سيدلون بشهادتهم في المحاكمة تعرضوا للتعذيب في السجن، وبعض الحالات متعلقة بتعذيب وحشي استمر لفترة طويلة، وقد كانت التهم الموجهة لهم “المشاركة بالمظاهرات أو تصويرها أو جمع الأدوية للمصابين فيها”.

فضل الكثير من الضحايا التزام الصمت خوفاً من تعرض أصدقائهم وعائلاتهم في سوريا لعمليات انتقامية، أو أن يكونوا أنفسهم عرضة للانتقام من قبل عملاء نظام بشار الأسد في أوروبا.

يقول البني بعد الإشارة إلى أن لا نهاية لمعركة ملاحقة المتورطين بجرائم مشابهة بعد، إن حوالي ألفاً منهم يعيشون حياة سعيدة في أوروبا الآن، في وقت ما زال هناك سجناء يتعرضون للتعذيب في فرع الخطيب بدمشق.

ويضيف المحامي الألماني كروكر أن الشهود في محاكمة رسلان، لا يقومون بذلك لأجل أنفسهم فقط، بل لأجل جميع الضحايا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. الله ينتقم من الظالمين ابتداء من صدام وبشار واردوغان ومرتزقة الجيش الحر (لصوص دجاج عفرين)

  2. كلاب بشار اين ماحلو حل معهم البلاء لعنه الله عليهم وعاش صدام حسين للمبعوصين من صدام تاج راسكم