إلى جانب انتقاد غير مباشر لترامب .. ميركل تنتقد الرفع المبكر للقيود الصحية وتعد بالعمل على خطة إنعاش اقتصادي
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس إنها تتفهم الرغبة في تخفيف القيود التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد في أقرب وقت ممكن، لكنها انتقدت بعض الولايات لتحركها بسرعة كبيرة في هذا الاتجاه، قائلة إن هذه الولايات تخاطر بإنتكاسة تلغي ما حققته البلاد.
وقالت ميركل في خطاب أمام البرلمان يوم الخميس -أمام المشرعين الملتزمين خلال الجلسة بالمبادئ التوجيهية الصارمة للتباعد الاجتماعي- إنه على الرغم من أن أعداد الإصابات الجديدة في ألمانيا بدأت في التباطؤ، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، وأضافت: “نحن لا نعيش في المرحلة الأخيرة من الوباء، ما زلنا في البداية. سنعيش مع هذا الفيروس لفترة طويلة “.
وقالت –دون ذكر أسماء- إن بعض حكومات الولايات تصرفت “جزئياً بخفة وسرعة إن لم نقل بسرعة كبيرة”.
وفي إشارة واضحة إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيقاف التمويل لمنظمة الصحة العالمية ، أشادت ميركل بعمل الوكالة الدولية، وقالت: “بالنسبة للحكومة الألمانية ، أؤكد أن منظمة الصحة العالمية شريك لا غنى عنه ونحن ندعمهم في مهمتهم”.
أوروبياً أعلنت ميركل أن بلادها مستعدة لتقديم “مساهمات أكبر بكثير” في ميزانية الاتحاد “في روح تضامنية”، إزاء الركود الاقتصادي الناجم عن وباء كوفيد-19.
وقالت ميركل أمام النواب إن “خطة أوروبية لتحريك الاقتصاد قد تدعم الانتعاش خلال السنتين القادمتين، وسنعمل على ذلك”.
يأتي تصريح ميركل قبل انعقاد قمة للدول الـ27 بعد الظهر بحثاً عن حلول للأزمة الاقتصادية في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، لكنها أضافت أن هذه المساهمة “الأكبر” ستكون “لفترة محدودة”.
وأوضحت المستشارة في مطلع الأسبوع أنه من الممكن زيادة ميزانية الاتحاد الأوروبي خلال السنوات التي تلي مباشرة الوباء العالمي لمعالجة تبعاته الاقتصادية والاجتماعية.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي يعني بالنسبة لميركل “مصيراً مشتركاً”، إلا أنها ترفض في الوقت الحاضر تشارك الديون الوطنية الذي تطالب به عدد من دول جنوب القارة، لأن ذلك يتطلب تعديلاً للمعاهدات الأوروبية، وهو ما سيستغرق سنوات. وقالت “نريد لجميع دول منطقة اليورو أن تنهض باقتصاداتها”. وتابعت “لكن مثل هذا البرنامج يجب أن يتم وضعه في إطار الميزانية الأوروبية، لأن الميزانية الأوروبية المشتركة هي الأداة التي أثبتت فاعليتها منذ عقود لإنجاز المهام المشتركة في الاتحاد الأوروبي”.
ويبدو القادة الأوروبيون منقسمين أكثر من أي وقت مضى فيما يسعون الخميس لإيجاد سبل تخرج الاتحاد الأوروبي من الركود الناجم عن وباء كوفيد-19. وتعجز الدول الـ27 في الوقت الحاضر عن التفاهم حول كيفية إعادة تحريك العجلة الاقتصادية. وفي مؤشر على مدى خلافاتهم، من غير المقرر أن يصدروا كالعادة بيانا مشتركا في ختام القمة التي يعقدونها في الساعة 13,00 ت غ عبر دائرة الفيديو. ويقوم الانقسام بشكل أساسي بين الشمال والجنوب، إذ تطالب دول الجنوب المتضررة بشدة من الوباء مثل إيطاليا وإسبانيا بمزيد من التضامن المالي من جيرانها في الشمال، فيما تتمنع دول الشمال الأقل تأثرا بالوباء وفي طليعتها ألمانيا وهولندا، عن دفع فاتورة دول تأخذ عليها عدم إظهار انضباط مالي خلال سنوات النمو.
وبعدما واجهت المستشارة انتقادات في 2017 أخذت عليها عدم تجاوبها مع اقتراحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإصلاح الاتحاد الأوروبي، بدت هذه المرة أكثر تصميماً على التحرك. وقالت إنها تعتزم “حض المجلس الأوروبي على معالجة المسائل الجوهرية: ما هي المجالات التي يتحتم علينا التعاون فيها بشكل أكبر على المستوى الأوروبي؟ وهل أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى كفاءات إضافية؟ وما هي الكفاءات الاستراتيجية التي نحن بحاجة إليها مستقبلاً في أوروبا؟”.
وتابعت أن “التضامن الأوروبي ضروري أيضاً على صعيد سياسة الهجرة ودولة القانون والسياسة الأوروبية في مجال الأمن والدفاع وحماية البيئة”. ورأت أن “أوروبا لن تكون أوروبا إذا لم تقم بلدانها بالدفاع عن بعضها البعض عند الحاجة”. (EURONEWS)[ads3]