بعد أن قصفت عيادته في سوريا .. طبيب أسنان سوري لاجئ في هولندا يحقق حلمه و يفتتح عيادته الخاصة

حقق الطبيب السوري اللاجئ في هولندا، عمر نجم، حلمه بالحصول على عيادة أسنان خاصة، بعدما تم تدمير عيادته في سوريا، وزجه في معتقلات النظام.

وقالت صحيفة “خيلدرلاند” الهولندية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الطبيب السوري، البالغ من العمر 38 عاماً،أصبح لديه الآن عيادة خاصة في مدينة نايميخن.

الحياة ابتسمت لعمر مجدداً، بعد حصوله على عيادة كانت لشخص هولندي يدعى “يوست فان فلايمن”، وقال عمر: “إنه شرف كبير أن تصبح العيادة لي بعدما كانت ليوست، أراد يوست دائماً الأفضل للجميع، هذا يعني لي كثيراً، لقد أتيحت لي الفرصة بأن أدير هذه العيادة، بعد كل ما مررت به”.

وكان يوست، البالغ من العمر 65 عاماً، معروفاً بمساعدته للناس، حيث كان يذهب سنوياً إلى منغوليا، من أجل مساعدة الناس هناك، ومعالجة أسنانهم مجاناً، وقد توفي في كانون الأول في إسبانيا.

وقال عمر: “تمت تسوية عيادتي بالأرض، بعد أن طالها القصف نهاية 2012، وتضرر بيتي إيضاً، لجأ والدي إلى اليمن، ولجأ أفراد آخرون من عائلتي إلى تركيا، أردت البقاء من أجل الاستمرار بعملي كجراح فك ومساعدة الآخرين”.

وأضاف: “في ربيع 2013، عالجت فكاً مكسوراً لطفل عمره 14 عاماً، وبعد عدة أيام، وأثناء استراحة الغداء، تم اعتقالي في الشارع من قبل الأمن، وعلمت أني متهم بمساعدة عدو للوطن، حيث تبين أن تلك العملية هي السبب”.

وهكذا اختفى عمر في السجن، وقال: “تم اعتقالي في الشارع، لم يكن أحد يعلم أين كنت، وكان في المستشفى مرضى بانتظاري، وقد علمت عائلتي لاحقاً بعد أشهر أين أنا، السجون في سوريا ليست كما هي هنا في هولندا، لم أعلم أي شيء عما يحصل في الخارج حيث لم يخبرنا السجانون بشيء، الشيء الوحيد الذي كنت أسمعه هو صوت انفجارات و إطلاق رصاص”.

وبعد أن دفعت عائلة عمر مبلغ كبيراً، استطاعت إخراجه من السجن نهاية 2013، ثم قرر أن ينزح إلى الشمال الآمن، ومن هناك عبر الحدود مع تركيا، بعيداً عن الحرب، وقال: “لم يكن لدي بطاقة هوية أو وثائق، فقد تم أخذها مني بالسجن، سبحت عبر نهر من أجل الوصول إلى تركيا، هناك تواصلت مع خالي الذي كان قد نزح من قبل، وكنت قد رأيت أمي التي كانت عنده للمرة الأولى منذ سنتين”.

وتابع عمر: “كنت محظوظاً جداً لرؤيتها مجدداً، كانت تلك لحظة مؤثرة جداً بالنسبة لي”، وعن طريق أصدقاء له، استطاع أن يحصل على جواز مزور من أجل أن يذهب من تركيا إلى هولندا، حيث اقترض 8 آلاف يورو من أصدقائه وعائلته لدفعها للمهرب.

وأضاف عمر: “نسمع أخباراً سيئة عن المهربين، لكنني كنت خائفاً من الحرب، خسرت كل شيء كنت أملكه، أردت أن أبتعد عن تلك المنطقة أقصى ما أمكن”.

وعندما وصل إلى هولندا، تم إيواؤه في مركز لجوء في مدينة دراختن، وقال: “هناك علمت أنني مصاب باضطراب مابعد الصدمة، بسبب ما مررت به بالسجن في سوريا، كنت مازلت أسمع صوت الحرب، جسمي كان في هولندا لكن تفكيري كان ما يزال في سوريا، ساعدتني جلسات المعالجة النفسية بشكل بطيء، استطعت أن أستعيد نفسي، أردت أن أفعل شيئاً للآخرين، قررت أن أعمل كمتطوع وأن أتعلم اللغة”.

وقد تعلم عمر اللغة بطلاقة، وأضاف: “عندما حصلت على تصريح الإقامة، قررت الذهاب إلى مدينة نايميخن، لأنني علمت أنه يوجد هناك في الجامعة اختصاص طب الأسنان، أردت مساعدة الناس مجدداً كطبيب أسنان، عملت في أول سنتين في عيادات بمدينة أوس ومدينة تيل، وفي ذلك الوقت قابلت زوجتي ثم ورزقنا بطفل”.

والآن، بعد سنين مليئة بالانتكاسات، سار كل شيء كما يجب بالنسبة لعمر، وتابع: “إنها خطوة كبيرة في حياتي بأن يصبح لي عيادتي الخاصة، ستظل الحرب دائماً في رأسي لكنها على أية حال أصبحت أبعد مجدداً”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد