صحيفة ألمانية : شابة سورية تروي قصتها .. الوطن و السفر و طريق الاندماج الشاق و الناجح
تحدثت آنا غانزنمولر، مديرة دورة للاندماج في مدينة روتفايل، جنوبي ألمانيا، مع الشابة السورية سهيلة متاع، التي قصت لها سبب خروجها من وطنها، وكيف سلكت طريق الاندماج الشاق والناجح.
وقالت صحيفة “شفارز فيلده بوتهه” الألمانية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الشابة البالغة من العمر 27 عاماً، والتي تنحدر من دمشق، لم تكن تريد مغادرة سوريا، لكن “الأمر كان يزداد سوءًا كل يوم، كان الناس يخشون الخروج، وكان الخوف يتملك الجميع”، وفق وصف الشابة، لذا قررت الأسرة، وهم الأبوان وشقيقان، مغادرة الوطن، في نهاية عام 2015، والشروع برحلة مليئة بالمخاطر.
إلا أن شقيقها تم اعتراضه عند الحدود السورية، وتم تجنيده في قوات النظام، ولم تره العائلة مرةً أخرى، وتم جره إلى الحرب.
وعندما سُئلت كيف يمكنها أن تشق طريقها إلى ألمانيا مع أمها العمياء تقريبًا، قالت الشابة: “لقد قمنا بذلك، وركضنا، وسبحنا وذهبنا بالحافلة و بالسيارة وبالقارب”.
وفي ألمانيا، تم إيواؤهم في مخيم بمدينة مانهايم، ولدى الشابة العديد من الذكريات السلبية عن الوضع في المخيم، وقالت: “كان هناك الكثير من الناس في المخيم، لقد كنت غارقة في كثير من الأحيان وكنت حزينة”.
وتم نقل الأسرة إلى مدينة فيلفيلغن جنوبي ألمانيا، وهناك كان الوضع المعيشي أفضل، وتم إيوائهم في سكن من اثني عشر عائلة، وكان لكل عائلة غرفة، وكان هناك مطبخ مشترك، وعلى الرغم من أنه ضيق جداً، ولكنه كان أفضل بكثير من المخيم.
ومع ذلك، كان انتظار قرار تصريح الإقامة أمرًا مرهقًا، في عام 2016، تلقت أخيرًا الأخبار الإيجابية بالحصول على الإقامة، وبالتالي فرصة لتعلم اللغة الألمانية.
استقلت سهيلة وشقيقها الحافلة إلى مدينة روتفايل جنوبي البلاد، كل يوم، وبعد اجتياز امتحان اللغة B1، بدأت سهيلة العمل كمساعد إنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، أكملت دورة لغة مسائية لمستوى B2، وتقدمت بطلب للحصول على تدريب عند بنك “شباركاسه”، وفرحت كثيراً عندما تم قبولها.
وبالنظر إلى الوراء، تقول الشابة عن دورة اللغة الألمانية: “في البداية على المرء تعلم الكثير من القواعد والكلمات، وأن لا يخاف عند التحدث بالألمانية”.
ودرست الشابة في دمشق لتكون مترجمة، لكنها لم تستطع إنهاء تعليمها، وتم تأجيل الامتحانات بسبب الحرب، ثم غادرت وطنها، وهي الآن لا تريد العودة، وختمت قائلة: “الآن أنا سعيدة للغاية هنا، على الرغم من أن البداية كانت سيئة”.[ads3]