المنشقون و أسرار الأسدية
منذ انطلاق الثورة السورية آذار 2011 عشرات الالوف انشقوا عن نظام الاسد. ومن كل اجهزة “الدولة” المدنية والعسكرية والاستخباراتية والامنية بشكل عام. ضباط وصف ضباط من الجيش والشرطة، رؤساء أفرع امنية، حتى رئيس الوزراء رياض حجاب عندما انشق كان على راس عمله. بغض النظر عن مسار الثورة خلال هذه السنوات المنصرمة. هذا المسار الذي تحكمت به دولا كبرى وصغرى. ثم احتلت الثورة واحتل البلد بأكمله. كل هذه الاحتلالات اتت لتحتل الثورة والبلد باستدعاء مباشر او غير مباشر من الاسد. عبر اتفاقيات مباشرة إيران وروسيا، واتفاقيات غير مباشرة تركيا. اما التحالف الدولي بقيادة امريكا فأتى دون تنسيق مع الاسد، على حد تصريح وليد المعلم وزير خارجية الاسد. من هذا التحالف بقيت امريكا المتحكمة بالجزيرة السورية. التي تمتد على مساحة تشكل ثلث سورية تقريبا. حيث النفط والغاز والقمح والقطن. هذا المسار نفسه يحتاج الى مجلدات للكتابة عن تفاصيله ووقائعه.
في هذه المساحة الصغيرة اردت مناقشة قضية” الكشف عن اسرار النظام”. التي ترفعها بعض النخب السورية، من ناشطين حقوقيين وكتاب وحتى جمهور الثورة بعضه يشارك في رفعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. آخر هذه القضايا التي استوجبت رفع هذا الشعار مجددا هي قضية محاكمة المنشق انور رسلان في المانيا. في سياق الخلاف بين السوريين حول هذه المحاكمة وملابساتها. رفع الشعار” انه لم يكشف عن اسرار النظام”. ككل منشق تحاربه بعض النخب السورية، ترفع في وجهه هذه اليافطة.
في الواقع نتيجة للمقتلة السورية التي قام بها الاسد ومن دعمه اقليميا ودوليا، انسداد الافق امام ملايين السوريين في المخيمات وبلاد اللجوء. جعل السوريين في حالة تشظي مخيفة. لا بوصلة سياسية لدينا. هذا التشظي سببه الاساسي والرئيسي هو موقف الدول من المقتلة. لهذا نجدنا نتعلق بقشور ونجعل منها قضايا. في موضوعنا. لماذا انور رسلان لم يكشف اسرار النظام الاسدي؟ وقبله قيلت عن رياض حجاب ايضا وعن غيره من المنشقين.
حافظ الاسد منذ تسلمه السلطة بانقلابه التصحيحي 1970لم يكن لديه اسرار الا سرا واحدا فقط. وهو ملف تل ابيب. هذا الملف لا يعرفه الا الاسد الاب شخصيا وانتقل الى يد الاسد الابن بالتوريث. هذا الملف مرتبط كشفه ورفع السماكة العبثية عنه، بإسرائيل وامريكا بشكل اساسي.
لا يوجد مسؤول سوري في نظام الاسد منذ تأسيسه يعرف دهاليز هذا الملف. غالبية ما نكتبه عن هذا الملف هو في إطار التحليلات المبنية على وقائع مستمدة من حدث هنا وحدث هناك، من تصريح اسرائيلي هنا وتصريح آخر هناك. من تسريبات غربية احيانا. او من تسريبات بعض السلطات العربية في حال نشوب خلاف لهم مع الاسد. كما اسفلت الكشف عن هذا الملف وتفاصيله مرتبط بإسرائيل وامريكا.
ما تبقى في سورية الاسد لا اسرار. منذ عام 1970 مثال: ميزانية النفط وكل عائداته بتصرف الاسد الاب. لم تدخل الى الميزانية العامة للدولة الا عام 1998. رغم مطالبات خالد بكداش الامين العام للحزب الشيوعي السوري!! الاسد هو المتصرف الوحيد والحر في هذه الاموال. الشعب السوري كله يعرف ذلك. الرشوة الفساد ونهب المال العام من قبل شخوص النظام. كانت ولاتزال قائمة على قدم وساق وكل سوري يعرف بها وبالأسماء. واهمها في عهد الاسد الابن استيلائه على ملف الاتصالات و”سيريا تل”. التي كانت موضوعة باسم ابن خاله رامي مخلوف. على إثره تم اعتقال النائبين في مجلس الشعب آنذاك مأمون الحمصي ورياض سيف، لانهما قاما بتقديم وثائق تثبت خسارة الدولة السورية لمليارات جراء اعطاء المناقصة لرامي مخلوف، والجميع يعرف انها ليست لرامي بل لبشار وماهر.
هذا على المستوى الاقتصادي.
على مستوى جرائم الاسدية بحق الشعب السوري وملفات المعتقلين والمجازر التي قامت بها. موثق ولا يوجد فيه اسرار. ايضا لا يوجد سوري لا يعرفه. موال ام معارض ام من جماعة” الله يطفيها بنوره”. هذه الوثائق السمعية والبصرية والمكتوبة موثقة لدى كل المنظمات الدولية، ولدى كل الدول كبرى وصغرى. اين يمكن ان تكون هنالك اسرار أخرى أكثر مما هو موجود من مذبحة؟ المجازر والكيماوي كله موثق وبالأسماء. العلاقة مع إيران وروسيا وغيرها من الدول لا يوجد فيها اسرار. الا ما تفرضه احيانا تفاصيل ربما تحرص روسيا وإيران على عدم ذكرها. وهي لا تتعلق بان نظام الاسد لديه اسرار من قتل مليون سوري وهجر 12 مليون ودمر مدنهم وقراهم مئات الوف المعتقلين والمفقودين موثقين بالأسماء في أرشيف المنظمات الدولية الحقوقية. امام مرأى العالم وكاميراته، حتى سرقة مساعدات الامم المتحدة!!. عن اية اسرار يمكننا ان نتحدث؟ اعطونا حقلا فيه اسرار لا يعرفها المواطن السوري؟
هذا الشعار القضية” انه لم يكشف اسرار النظام” هو نفسه يعبر عن سر المقتلة. التي يقع فيها السوريين مرارا وتكرارا.
لا اسرار عند الاسدية سوى تل ابيب.
غسان المفلح – إيلاف السعودية[ads3]
كل الذين انشقوا خدموا النظام وخدموا أنفسهم، مثلاً رياض حجاب لم ينشق الا بعد ان قبض الملايين من قطر وبعدها خرج ولم يخدم المعارضة بشيء.
التقيت في بداية الثورة مع صديق ودار الحديث حول ما يجري في سوريا وسألني ما هو موقف اسرائيل اجبته يومها بكلمة هنا كلمة السر يا عزيزي واعتقد انها ان لم تكن مع الاسد فهي ليست عدوته باي مقياس
وللامانة التاريخية اذكر ان المذيع وليد سرديني والذي انقطعت اخباره كان لديه الجرأة والشجاعة ان يسأل عبد القادر قدورة رئيس ما يسمى مجلس الشعب وقتها اين تذهب اموال النفط ليجيبه انها في ايدي امينة (انيسة) ودفع الثمن
ياض حجاب، مثال على السوري الرخيص الذي يباع ويشترى، وهم كثر، عندما تكتب صحيفة مثل إيلاف عن موقف سياسي، فإن رائحة القذارة تفوح من هذا المقال