شركة يابانية توفر غرفاً فندقية غير مستخدمة للشركاء المتنازعين

عندما انتقل الموظف في قطاع السياحة، كيسوكي أراي، للعمل من منزله في ظل جائحة فيروس كورونا، لاحظ أنه بدأ في الشجار بشكل أكبر مع حبيبته. وشك أراي أنه ليس بمفرده، وبدأ يتساءل عن كيفية تكيّف الأزواج مع بقائهم معاً في المنزل ذاته على مدار 24 ساعة، وطوال الأسبوع.

وفي 3 أبريل/نيسان، حصل أراي على إجابة لسؤاله عندما بدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بتداول وسمة “coronadivorce#”، التي تعني “الطلاق في ظل كورونا”، والتي استخدمها الأفراد كمنفذ للشكوى عن شركائهم.

ورداً على ذلك، بدأت شركة أراي، وهي “كاسوكو” (Kasoku)، بالإعلان عن المئات من شقق العطلات الفارغة للشركاء الذين يعانون من الإجهاد، وقال أراي: “أردنا منع الأشخاص من الطلاق”، مضيفاً أن الفكرة تكمن في منح الأزواج بعض الوقت والمساحة التي يحتاجونها للتفكير بعلاقاتهم.

وفي ظل جهود اليابان للسيطرة على تفشّي فيروس كورونا في أبريل/نيسان، أغلقت الأعمال التجارية أبوابها، وتأثرت صناعة السياحة بشكل خاص بسبب بقاء المسافرين بعيداً.

وعلى مدى العقد الماضي، سعت اليابان لخلق توازن أفضل بين العمل وحياة الموظفين، وفق ما اوردت شبكة “سي إن إن”، ومع أن عمال الياقات البيضاء الذكور عملوا لساعات طويلة لدعم الإقتصاد باليابان في السبعينيات والثمانينيات، إلا أنهم يقضون المزيد من الوقت برفقة عائلاتهم الآن.

ومع ذلك، لا يزال بعض الرجال يقضون ساعات طويلة في مكاتبهم، وليس لأنهم مجبرين على ذلك، بل لأنهم يرغبون في تجنب منازلهم، وفقاً للخبير في جامعة “تمبل” في طوكيو، جيف كينغستون.

ويرى كينغستون أن بعض الرجال اليابانيين يرغبون بالتهرب من الأعمال المنزلية، أو هم لا يرغبون أن ينظر أطفالهم إليهم وكأنهم “كائنات فضائية” حسب تعبيره.

ولكن، غيّر الإغلاق من ديناميكيات الأسرة بشكل كبير، وذكر أحد المغردين في “تويتر” أن الجائحة أجبرت الشركاء على مواجهة مواقف تمكنوا من تجنبها في السابق.

ولكن، هناك أسباب أكثر خطورة لحاجة شخص إلى مساحة بعيداً عن شريكه، وحذّرت محامية الطلاق في مكتب “Felice” للمحاماة في محافظة هيوغو، تشيه غوتو، في مدونتها من أن بعض النساء قد يصبحن عرضةً للعنف المنزلي.

وتقدم شركة “كاسوكو” 500 غرفة مفروشة بالكامل في الفنادق والنُزُل بأنحاء اليابان، ويمكن للضيوف الإقامة فيها من يوم واحد إلى 6 أشهر.

وذكرت الشركة أنها تلقت ما يزيد عن 140 استفساراً بشأن الغرف، وكانت معظمها من نساء في الثلاثينيات إلى الأربعينيات من أعمارهن يبحثن عن مكان هادئ للعمل بعيداً عن شركائهم.

التنفيس عن المشاعر

ويبلغ معدل الطلاق الياباني شخصين تقريباً لكل ألف شخص مقارنةً بـ3 أشخاص لكل ألف شخص في الولايات المتحدة، وذلك بحسب مسح نشرته منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية في عام 2017.

وحتى الآن، لم تشهد اليابان ارتفاعاً مفاجئاً في حالات الطلاق، ولكن يُشير تنفيس الأفراد عن مشاعرهم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإحباط المتزايد، بحسب ما قالته غوتو.

تجنب النزاعات

ومع ذلك، لا يتمكن الجميع من تحمل تكلفة الحصول على استراحة من شركائهم، ولتجنب النزاع، تنصح غوتو الأزواج بمناقشة كيفية التغلب على هذا التغيير في نمط الحياة معاً.

وتنصح غوتو بوضع قواعد واضحة تشمل الأساسيات، مثل كيفية التخلص من الأقنعة بشكل صحيح، وغسل اليدين لدى العودة إلى المنزل، وتحديد من سيقوم بتحضير وجبة معينة خلال اليوم.

وخلقت الجائحة حالة من عدم اليقين تجاه المستقبل، ويمكن لتلك النظرة السيطرة على الشركاء في المنازل، بحسب ما قالته المعالجة النفسية المقيمة في هونغ كونغ، أليسون ماكلايمونت.

وقال مدير مركز طوكيو للصحة النفسية، مايكل نيفانز: “عندما لا نستطيع الابتعاد جسدياً عن شخص ما، يجب علينا خلق طريقة عقلية لذلك”، وأوصى نيفانز الأزواج على سبيل المثال بالإستمرار بيومهم وكأنهم في مكاتبهم، وعدم الإجتماع معاً إلا في نهاية اليوم.

فرصة لتصحيح الأمور

ويأمل أراي أن تكون الشقق المعروضة للإيجار ملاذاً مؤقتاً بدلاً من حل طويل المدى.

وعقدت شركته شراكة مع خدمة استشارية للطلاق في حال شعر الشركاء أنهم وصلوا إلى خط النهاية.

ويرى كبير مسؤولي الرفاهية في مركز سنغافورة للإستشارات أنه من المهم النظر إلى ما وراء الموقف، وفحص الشركاء لعلاقتهم، وتحديد كيفية معالجة الصراعات من أجل علاقة أكثر سعادة وصحة.

وبالنسبة للآخرين، قد تكون هذه الأزمة فرصة لتقوية العلاقات بين بعضهم البعض.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها