اضطرا لمغادرة سوريا قبل التخرج .. طبيبان سوريان يكملان مشوارهما في تركيا و يتصديان لفيروس كورونا في مستشفياتها

ترك شابان سوريان كلية الطب التي كانا يدرسان فيها في سوريا، وغادرا البلاد مع ملايين من السوريين إلى تركيا، وهناك أكملا تعليمهما وينشطان اليوم على الخط الأول في مواجهة فيروس كورونا في اسطنبول.

وسلطت إذاعة صوت ألمانيا الضوء على الطبيبن، وقالت، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الطبيب “يمان خرقي” المولود في مدينة حلب، كان طالب طب في جامعة تشرين، وقد اضطرت أسرته لمغادرة حلب بعد تدمير محلهم، وتحول منزلهم لخط اشتباك ومواجهة، إلا أن يمان الذي كان يدرس في محافظة اللاذقية، انتظر كي يكمل سنته الثالثة قبل أن يغادر.

وصل يمان إلى تركيا بعد قدوم عائلته بـ 6 أشهر، في الواقع كان يمان يريد العودة وإتمام دراسته في الأشهر الأولى، ولكن نظرا لارتفاع وتيرة الحرب، وعدم قبول أهله لذلك، بقي في تركيا.

يمان كان هدفه الوحيد إتمام دراسته، لذا قدم أوراقه لكل من جامعات أنقرة وإسطنبول وغازي عنتاب، وتم قبوله في اسطنبول.

بدأ يمان الدراسة عام 2014، ويقول الطبيب الشاب بفخر وابتسامة إنه على الرغم من صعوبة مرحلة التكيف، لم يرسب في أي مقرر، صحيح أنه واجه صعوبات أثناء الدراسة في السنة الأولى، خاصة بسبب اللغة، لكنه نجح في التغلب على هذه الصعوبة.

الدكتور يمان، البالغ من العمر 27 عاماً، لم يكن يعلم أي كلمة تركية عند قدومه إلى تركيا، والآن يتحدث التركية بشكل جيد للغاية.

جده كان طبيباً، وقد تخرج عام 1960 من جامعة إسطنبول، ولكنه لم يستطع سماع نبأ قبول حفيده في الجامعة، حيث توفي قبل ذلك بأسبوع؟

بعد تخرجه عام 2017، أراد الدكتور إكمال اختصاصه في أمريكا، لذا تقدم بامتحان الاختصاص ونجح به، ولكن تزامن ذلك مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقييد منح التأشيرات، لذلك اضطر للبقاء في تركيا.

نجح في امتحان التخصص، وعاد إلى مستشفى الجامعة التي تخرج منها، كمختص جراحة صدر، العام الماضي، والآن يعالج مرضى كورنا في المستشفى.

يقول الطبيب الشاب الذي تدور في فكره الفوضى التي قد تحدث، إذا انتشر الوباء في سوريا: “الحمد الله أن عدد الإصابات قليل في سوريا، ولكن بالطبع، لم يتم إجراء الكثير من التحاليل هناك لذلك قد يكون قليلاً، إذا ازدادت الحالات سيكونون في وضع صعب للغاية، النظام الصحي ليس كما هو الحال في تركيا، عدد الأطباء والمواد محدود في سوريا”.

الطبيب الآخر حمزة الجواش، هو أيضاً من الأشخاص الذي لم يستطيعوا إكمال تعليمهم في سوريا بسبب الحرب، حياة حمزة تغيرت في السنة الأخيرة له في جامعة حلب، وقد غادر سوريا متجهاً إلى مصر، ومنها لاحقاً إلى تركيا.

بقي فكر حمزة معلقاً بسوريا، لذلك عاد إلى منطقة قريبة من الحدود التركية (أطمة)، وعمل فيها لعام ونصف العام، وسط القصف والأوضاع المأساوية، ثم عاد لتركيا ليكمل تعليمه.

يقول الشاب إن تخرجه من جامعة حلب توقف على مادة واحدة، ولكن من المحتمل أن يتم القبض عليه إذا عاد إليها، لذلك قدم أوراقه ليكمل تعليمه في الجامعات التركية، وتم قبوله كطالب سنة رابعة في جامعة باسطنبول، وتخرج منها العام الماضي.

الدكتور حمزة فقد 3 من أبناء عمومته في الحرب، وقصف النظام منزلين من 3 منازل لعائلته، وحرقت سياراتهم، وعن ذلك يقول الطبيب البالغ من العمر 31 عاماً: “تركنا كل شيء خلفنا وبدأنا من الصفر هنا”، ويعتقد أن خدمته كطبيب في الحرب زادت من قوته.

وقال أيضاً: “لقد عملت كطبيب إسعاف في أطمة، تجربة لا تصدق بالطبع، وهو أمر صعب للغاية، أنت تحاول إنقاذ حياة الناس تحت القصف والقنابل، لا تعلم من أين ومتى سيأتي القصف، لم يكن هناك مكان آمن، الرابطة التي تكون بين المريض والدكتور، هي جوهر مهنة الطب”.

عندما بدأ الدراسة في كلية الطب في إسطنبول، كان يشعر بالقلق في البداية، لأنه لا يجيد التركية، ولكن معرفته بالعربية و الإنكليزية كان أمراً ذا فائدة كبيرة.

بحسب الدكتور حمزة، فإن سحر كونك طبيباً، يكمن في الرابطة التي يبنيها الأطباء مع الناس، لدرجة أن اختياره لهذه المهنة، هي سبب هذه الرابطة، يقول الشاب:”الكل يريد أن يصبح طبيباً في طفولته، وأنا أيضا كنت كذلك، حيث أتأثر بالعلاقة التي تربط مين الطبيب والمرضى، هذه الرابطة تمنح الناس السعادة، التي لا يمكن العثور عليها في مكان آخر، أعتقد أن هذه هي جوهر مهنة الطب”.

يعمل الدكتور حمزة اليوم كطبيب إسعاف في مستشفى في إسطنبول، يعالج مرضى كورونا، وعلى الرغم من خدمته كطبيب إسعاف في الحرب، إلا أن مكافحة هذا الوباء صعبة عليه أيضاً، حيث يقول : “أستطيع أن أقول إنها واحدة من أصعب المهام، كنا نتعب قبل هذا الوباء، كأطباء نحن دائماً نعمل تحت الضغط الشديد، ولكن هذه المرة تمت إضافة التعب النفسي إلى جانب التعب البدني”.

عائلته هي التي تجعله يعتقد أن هذه الأيام أكثر صعوبة من الأيام التي عمل فيها كطبيب في أطمة، حيث أكبر مخاوفه مثل غيره من العاملين في مجال الرعاية الصحية، هو نقل الفيروس إلى زوجته وابنته الصغيرة.

وعن ذلك قال: “أثناء علاجي للجرحى في سوريا كنت وحدي، لم يكن علي التفكير في أي شخص آخر، الآن لدي عائلة يمكن أن أنقل إليهم المرض هذا يغير كل شي”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. على تركيا ان ترعى الكوادر السورية و تجنسها بدل تركها تهرب الى اوروبا و تركيا بلد يفتقد الكوادر بكثير من المجالات