ميشيل كيلو يتحدث عن ” انشقاق رامي مخلوف عن الأسدية “

ليس رامي مخلوف أول منشق عن الأسدية، ولن يكون الأخير، إن بقي بشار ممسكا بالسلطة، أو غادرها قبل أن تبتلعه زوبعة داخلية أو خارجية ما، كثر الحديث عنها أخيرا، ونشرت أطراف عديدة شائعات متنوعة عنها. لكن انشقاق الحرامي رامي يختلف عمّا سبقه من انشقاقات، بدءا بانشقاق رفعت الأسد الذي لم ينشق فقط، بل حاول القيام بانقلاب، لعب دورا مهما في كشفها سفير الأسد في لبنان، علي عبد الكريم، الذي زرعه الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، علي دوبا، في حاشية رفعت، فنقل أولا بأول كل كلمه قالها في مجلسه السري إلى شقيقه حافظ، الذي كافأ المخبر باستقبال قصير نقده خلاله مائة وخمسين ألف ليرة، مكافأة له على غدره بالشقيق رفعت، فأنفق معظمها في شراء السيجار لسادة المخابرات الذين كان السيجار أقصر طريق إلى قلوبهم.

لم ينشق آصف شوكت انتقاما من ابن حميه المجاهد ماهر الأسد الذي أطلق النار عليه في أول محاولة لقتله، وعاهده على ألا ينجو في المرة التالية، لكن بشار سبقه إلى تسديد الضربة القاتلة لزوج شقيقته، ونسف، ليقتله، خلية الأزمة بمن فيها من أساطين السلطة، مسدّدا بذلك صفعتين، واحدة لدولة أوروبية كانت على صلة مع الصهر، وأخرى لروسيا التي كانت قد سألت وزير الدفاع الأسبق، حسن التركماني، عن رأيه في بشار.

انشقّ رامي مخلوف، بعد شريطين وجههما إلى بشار، لكنهما استهدفا زوجته التي يشهد الجميع بأنها راكبة عليه و”مدندلة رجليها”، كما يقول العارفون بها وبسجلها الباهر في توطيد قبضتها على سلطةٍ يحتلها وحوش، ليس بينهم من يتردّد في قتل أخيه من أجل سيجار من علي عبد الكريم أو سيجارة مالبورو، فكيف إن جلست على طاولة البوكر وسط لصوص السلطة، وبدأت تقش الفيش وأثمانه من حمولاتٍ مالية يقدّرها متابعوها بالمليارات التي توزعها على مراكز مالية جديدة، ليس شاغلوها من جماعة زوجها وابن خاله الذي حاول لفت أنظار بشار إلى الأبعاد الانقلابية لسلوك زوجته، واتهمها بمطاردة المخلصين من أمثاله الذين تريد تشليحهم “جنى عمرهم”، فكأن رامي نسي من وجدت جثثهن تحت دواليب سيارات التاترا من ربّات الصون والعفاف، زوجات هذا أو ذاك من آل الأسد، المشهورين بحبهم زوجات جميع الناس عدا زوجاتهم.

لذلك، يا سيد رامي، طوّل بالك لتكون أسماء جمعت ما يكفي من لوحات، وبيّضت ما يكفي من أموال، وستراها ذات يوم تحت عجلات شاحنة تاترا، شريطة ألا تسبقها أنت إلي السقوط تحت عجلاتها، الأمر الذي أستبعده، مع أنني لا أستبعد إطلاقا أن تكون من ذوات الأربع ذات الآذان الطويلة.

والآن، سأقول لك لماذا عليك أن تصمد. أنت، يذكر ابن عم سميح بكل فخر واعتزاز، من أسرة قومية سورية بدلت اسم قرية بستان الباشا في الخمسينات إلى بستان الزعيم، وفرضت غرامةً على من يذكر اسمها الأصلي، فالمشكلة معك يمكن أن يكون لها ذيول سياسية، بما لجماعتك من حضور في “البعث” والأمن. وأنت من أسرة يدها طايلة في ريف الساحل، وتعتبر قصقصة جوانحها ضربة لتوازناتٍ لا بد أن يكون بشار عارفا بها، وتكون زوجته مصمّمة على تقويضها. أخيرا، في جميع الانشقاقات السابقة، وقف العالم ضد المنشقين مع الأسد. اليوم لا أحد يقف معه غير إيران التي لن تتمكن من حمايته ما لم يسبق عسكرها إلى طهران. بهذا المعنى، انشقاقك “قد” يكون ضربةً حقيقية لبشار، إن لم تسبقك زوجته إلى دفشه نحو الهاوية!

سيد رامي، قضيتك ليست ضعيفة، فلا تيأس. خشخش كيسك المليء بالدولارات في موسكو، القرفانة من بشار، وطهران التي يمكن أن تبيعك. تحرّك يا فتى.

ميشيل كيلو – العربي الجديد

عنوان الصحيفة: “خطوةٌ أخرى نحو الهاوية”[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫8 تعليقات

  1. علاك مصدي من هاد اللي مفكر حالو وش السحارة لدى المعارضة السورية الاردوغانية

  2. سيد ميشيل لا أدري كم دفع رامي الحرامي أو كم تتمنى أن يدفع لك لتعلن انشقاقه.
    رامي اعترف صراحه بدعمه و تمويله لمليشيات بشار الأسد فهو بهذا شريك في كل جرائم الحرب في سوريا و بدلا من استخدام اعترافه في المحاكم تتحدثون عن انشقاقه .
    تبت اياديكم.

  3. شكرا استاذ ميشيل ليس لدى اي تعليق على تعليقك وكتابتك اعجبت كثير بتعبيرك ولا راعي غنم اذا كلفته بهيك تعبير مايطلع معه هيك تعبير%

  4. اولاً اريد ان اوجه تحيه من القلب واحترام وتقدير للاستاذ ميشيل كيلو الحر الشريف الذي لم ولا ولن يساوم. هو صاحب تاريخ مشرف وموقف واع ونظره ثاقبه وفهم عميق للمجتمع والسياسه في سوريا.
    إن صراع الصبيه في بلدنا المستباح سوريا العظيمه على السلطه والثروه ما هو نتيجة تاريخ طويل من السياسات القمعيه والاستبدادية والشموليه والنزعه الانفراديه الديكتاتوريه التي استخدمت كل وسيله ممكنه دون اي اعتبار لاي سند اخلاقي لتحقيق الغايه الوحيده الا وهي الانفراد بالسلطه والسيطره على الثروه والهيمنه على المجتمع. اليس من المفجع ان نرى ما وصلت اليه بلدنا
    وان نرى الصبيان يتنازعون على ثروة البلد وكانها ارث شرعي وهناك من يدافع عن هذا او ذاك؟. اليس كارثي ان نجد من يؤيد هذا الصبي او ذاك وقد فاض فسادهم واصبح ظاهر للعلن؟. ها قد حان وقت اقتسام السرقات بدأ رجال العصابات في تصفيه الحسابات والقضاء على الشركاء.

  5. مع الأسف لازال الكثير منا ينجر وراء هكذا سخافات لا تقدم ولا تؤخر لا للبلد ولا للقضية ولا للبشر ولا الحجر
    سواء انشق أم لم ينشق هرب أم لم يهرب ما الجديد ؟؟ لاشيئ ما التغيير ؟ لا شيئ
    المشكلة الحقيقية هي في نظام هرمي قمعي حقير أباد البشر والحجر فسواء انشق ام لم ينشق لن يتغير شيئ فغيره الكثير انشقوا والنتيجة صفر
    المستقبل مظلم ومعتم وشديد الإعتام مع الأسف

  6. مرتزق وحرامي شحاطه وسخيف
    لو اعطاه بشار اسد مهمة حارس في وزاره او موزع شاي, لبقى مثل كل سريان سوريا سباط باجر بشار
    بس المشكله غبي لا يفهم ان الاخوان سيعلقون مشنقته كمسيحي بمجرد ان حصلوا على الحكم
    بس شو بدو الواحد يقول لسخيف مثل هذا الذي ابتلى به الشعب السوري كما ابتلى بالبعثيين والدواعش والاخونجيه عليهم الف لعنه

  7. اتمنى ان تكون تحليلات الاستاد ميشيل غير متسرعه بتسرع قرائته للامور بشكل دائم استاد ميشبل اعتقد انها لعبه البيت الواحد والانسحاب التكتيكي بسحب اموال البيت من سوريه لاقتراب الوصول الي الحلقه الاخيره من المسلسل لكن الانسحاب يتم ببطريقه مسرحيه تلهي المقهوريين

  8. لم ارى بحياتي اسخف واكثر ارتزاقا من هذا الشخص النكره.
    فكره فاشي ونظرياته بعثيه حاقده.
    سباط اي كلب في مخابرات اسد القاتل اشرف من هذا السخيف