ألمانيا : قناة توضح ” الخلل ” في الحد الأعلى للإصابات الجديدة المفروض لإعادة قيود احتواء فيروس كورونا
حتى لا تخرج جائحة كورونا عن السيطرة في ألمانيا، على الرغم من تخفيف قيود الحد منها، تم وضع حد 50 إصابة جديدة لكل 100 ألف نسمة خلال أسبوع واحد لإعادة فرض القيود، لكن بعد بضعة أيام فقط من قرار تخفيف القيود، أصبح من الواضح أن شرط “الحد الأعلى للإصابات” لا يعمل بشكل صحيح في حالات الطوارئ.
وقالت قناة “إن تي فاو” التلفزيونية، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه بعد أيام قليلة فقط من الاتفاق بين الحكومة الفيدرالية والولايات الفيدرالية على تخفيف بعيد المدى لإجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا، تبين أن الحد الأعلى البالغ 50 إصابة لكل 100 ألف نسمة خلال أسبوع، الذي تم تقديمه كـ”خط أحمر”، ليس مناسبًا حقًا لمنع فقدان محتمل للسيطرة على تفشي الوباء، فشرط “الحد الأعلى” عام للغاية، ويقدم الكثير من الاستثناءات، ويمكن أن يؤدي إلى ردود فعل غير صحيحة.
وكشفت المفاوضات السرية أنه عندما عجزت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن فرض رؤيتها في اجتماع الحكومة الفيدرالية والولايات الفيدرالية، وتبع ذلك إعطاء الولايات الفيدرالية حريةً أكثر في التعامل مع أزمة كورونا، أراد مكتب المستشارية التفاوض على فرض حد أعلى بمقدار 35 إصابة جديدة على الأقل لإعادة فرض قيود الحد من تفشي الوباء، لكن في النهاية فرض رؤساء حكومات الولايات رؤيتهم، وتم تحديد الحد الأعلى بـ50 إصابة لكل 100 ألف نسمة.
وفي حين كانت خبرة علماء الفيروسات مثل كريستيان دروستين أو علماء معهد “روبرت كوخ” مطلوبة للتطبيق أثناء الأزمة وخاصةً من قبل المستشارة أنغيلا ميركل، بدا أن السياسة هذه المرة انكفأت على نفسها، حيث قال نائب رئيس “روبرت كوخ”، لارس شاده، أن معهده قد نصح الحكومة الفيدرالية، لكنه لم يشارك في القرار.
والعدد الأعلى المحدد بـ35 إصابة أسبوعية جديدة لكل 100 ألف نسمة، المقترح من مكتب المستشارية، وفقاً لصحيفة “دي فيلت”، له مبرر جيد، حيث بهذا الحد الأعلى تضمن السلطات الصحية تتبع العدوى المحتملة.
ويمكن لتتبع العدوى، عبر تطبيق خاص لهذا الغرض، أن يخفف العبء عن السلطات.
ولا عجب أن الاتحاد الفيدرالي لأطباء خدمة الصحة العامة (BVÖGD) قد انتقد، يوم الجمعة الماضي، الحد الأعلى (50 إصابة) باعتباره مرتفعًا جدًا، حيث قالت رئيسة الاتحاد، أوته تايشرت: “كيف ينبغي للسلطات الصحية أن تتكيف مع هذا اللغز (الحد الأعلى)، بحسب ما أعتبره بالنسبة لي، لا يمكنها ذلك”.
وانتقدت تايشرت الحد الاعلى المفروض أيضاً من ناحية أنه سينهك النظام الصحي في الولايات الألمانية، عدا أنه لا يتساوى بالنسبة للمدن الصغيرة مثلما هو الحال في المدن الكبيرة.[ads3]