في دبي .. أب يتسلق ارتفاعاً يعادل أطول برج بالعالم حاملاً ابنه على ظهره !

في ظل تفشّي فيروس كورونا، لجأ الأشخاص إلى الكثير من الحلول المبتكرة من أجل الحفاظ على لياقتهم البدنية من المنزل.

وفي دبي قام أب بريطاني بتسلق ارتفاع يعادل برج خليفة الأعلى في العالم من سلالم منزله، وقد قام بذلك أثناء حمله لابنه المراهق على ظهره في الوقت ذاته.

وفي بداية مايو/أيار، أعلن نيك واتسون، وهو ضابط سابق في البحرية الملكية وخبير في اللياقة البدنية، مع ابنه ريو الذي يعاني من اضطراب جيني نادر، خوضهما لتحدي تحمّل جديد يُدعى “#تسلق_مع_ريو”.

والثنائي جزء من فريق “أنجل وولف” (Team Angel Wolf) غير الربحي الذي يختص في دمج الأشخاص من ذوي الإعاقات في مجتمعاتهم، ودعا هذا التحدي إلى اختيار الراغبين في المشاركة لمعلم بارز وتسلقه افتراضياً من دون الحاجة لمغادرة منازلهم.

واختار الثنائي، الذي يعيش في المدينة المستدامة في دبي، برج خليفة الذي يبلغ ارتفاعه 828 متراً من أجل هذا التحدي، وبعد عملية حساب، تبين أن الثنائي سيضطر إلى تسلق سلالم منزلهما صعوداً وهبوطاً 118 مرة.

وبعد 4 ساعات و43 دقيقة في 9 مايو/أيار، نجح واتسون في إكمال التحدي مع ريو الذي يبلغ من العمر 17 عاماً.

وقال واتسون في مقابلة هاتفية مع شبكة “سي إن إن”: “لقد كان صعباً جداً. وأخذ الأمر منا أطول مما توقعناه”.

ويهدف هذا التحدي إلى تشجيع شمولية الأشخاص من ذوي الهمم في المجتمع، إضافةً إلى التقريب بين الناس بطريقة ما في الوقت الذي يُطلب منهم البقاء في منازلهم في ظل جائحة “كوفيد-19”.

وفي الوقت ذاته، أشار واتسون إلى شعور ريو بالإحباط بسبب عدم قدرتهما على الخروج من المنزل والمشاركة في مختلف السباقات كما يفعلان عادةً، فهو لا يفهم ضرورة البقاء في المنزل بحسب ما قاله الأب.

ويتبين حماس ريو للتسابق مع والده من خلال الكلمات الأولى التي ينطقها عند رؤية والده في الصباح، وهي: “أبي، سباق”.

ولقي التحدي الكثير من التفاعل خارج دولة الإمارات، وتضمنت المعالم التي اختار المشاركون تسلقها افتراضياً ساعة “بيغ بن” الشهيرة في المملكة المتحدة، ودار أوبرا سيدني في أستراليا، وحتّى برج “إيفل” في فرنسا، بحسب ما قاله واتسون.

ويتألف فريق “أنجل وولف” من واتسون، وزوجته دلفين، وابنه ريو، وابنته تيا.

ويُعد تحدي “تسلق مع ريو” أحد الفعاليات العديدة التي أطلقها الفريق على مدى أعوام بهدف رفع مستوى وعي الأفراد لقضية أصحاب الهمم في دولة الإمارات.

وكان ترايثلون دبي الدولي في 2014 أول سباق شاركا فيه معاً.

ولكن، كانت اللحظة الحاسمة التي شجعت واتسون على الاستمرار في التسابق مع ريو موقفاً مر به أثناء مشاركتهما في تحدي دبي في عام 2015.

وشكلت أحوال الطقس ذلك اليوم تحدياً كبيراً أمام المشاركين بسبب عاصفة رملية، وشكّل الأمر تحدياً أكبر على واتسون بسبب كون ابنه معه في الحدث.

وأثناء ركوبه على دراجته في التحدي مع دفعه لوزن ابنه في عربة خاصة به أمامه، فكر واتسون الذي كان منهكاً آنذاك عمّا إذا كان إنهاء سباق واحد مع ريو كافياً، ثم قال لنفسه إنه سيتوقف عن اصطحابه إلى السباقات المستقبلية في حال أبدى عدم رغبته في ذلك.

وعندما أدار ريو وجهه لوالده خلال التحدي، توقع واتسون رد فعل سلبي منه، ولكنه تفاجأ بالكلمات التي قالها ابنه، والتي جعلته يزرف الدموع، والتي كانت: “أبي، أنا أحبك”.

والآن، يُعد واتسون وابنه مشاركين منتظمين في سباقات التحمل التي تُقام في الإمارات وحول العالم، وباستخدام معدات متخصصة، تمكن واتسون وريو من عبور خط النهاية لأكثر من 215 سباقاً معاً.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها