جملة صغيرة تنقذ سعودي من موت محقق في الصحراء

نجا شاب سعودي من موت محقق، بعدما استخدم ذكاءه خلال رحلة تاه فيها بالصحراء لأيام قبل أن تعثر عليه فرق البحث والإنقاذ وهو بالرمق الأخير وتسعفه قبل أن يلقى حتفه كما حدث مع كثير من عشاق التنزه في الصحراء.

وكان فهد بن مرزوق الودعاني الدوسري، قد ذهب الأربعاء الماضي في رحلة تنزه برية بسيارته، على أن يعود في اليوم نفسه لمنزله في محافظة السليل بمنطقة الرياض، لكن ذلك لم يحدث، ما دفع عائلته للبدء في البحث عنه.

وبدأت شرطة محافظة السليل بالبحث عن الدوسري ابن الـ (22 عاماً) بعد تلقيها بلاغاً من أسرته، وقامت بالاستعانة بجمعية “عون” للبحث والإنقاذ، للمساعدة في البحث عن المفقود بمنطقة واسعة ووعرة.

ونقلت صحيفة “عكاظ” السعودية، عن المتحدث باسم جمعية “عون”، معاذ الخنيني، قوله، إن أعضاء الفريق المشارك من الجمعية وضع خطة البحث ونقطة تجمع للأعضاء بـ 30 سيارة مجهزة وطائرات شراعية عدة، وكانت نقطة الانطلاق من وادي الدواسر، واتجه الفريق إلى آخر موقع تمت مشاهدة المفقود فيه شمال غرب السليل.

وأوضح الخنيني، أنه تم العثور على سيارة المفقود من قِبل متطوعين من المنطقة، وأبلغوا الفرق المشاركة بذلك، فاتجه الجميع إلى هناك ووُجد أن السيارة متعطلة بسبب تضرر ثلاثة من إطاراتها نتيجة لوعورة الأرض التي كانت حجرية وبها مواقع أخرى رملية، لكن لم يُعثر على صاحبها بقربها.

لكن الشاب الذي بقي ليالي بجانب سيارته المعطلة على أمل أن يأتي أحد لإنقاذه، قام خلالها بإشعال النار في أحد الإطارات للفت الأنظار، وبعدما يئس ونفد ما لديه من ماء وغذاء قرر ترك المكان، لكنه ترك إشارة للطريق الذي سلكه، ما سهل العثور عليه.

وأوضح الخنيني أن المفقود الدوسري أحسن التصرف قبل مغادرة موقعه، فقام بكتابة اتجاه سيره على مقدمة السيارة المُعطلة، إذ كتب اسم المكان الذي سيتجه إليه بعبارة “ماشي مع الرجم جنوب” ورسم سهماً يُشير إلى الاتجاه المقصود.

ووفق الخنيني، سهّل تصرف الدوسري مهمة الفريق وساعد في إنقاذ حياته، إذ اتجه الجميع لتتبع أثره في الاتجاه نفسه، وعند ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، تم العثور عليه وقد نال منه التعب والإنهاك، لكنه نجا من الهلاك، وتم نقله إلى مستشفى السليل.

وأظهرت صور نشرتها الجمعية عبر حسابها في تويتر، سيارة الدوسري، والعبارة والسهم اللذين تركهما على مقدمة سيارته قبل مغادرته المكان، وكانا السبب في إنقاذ حياته.

ولا تغيب حوادث التيه عن السعودية كثيرًا، إذ تشهد على الدوام بلاغات مماثلة عن فقدان الاتصال بأشخاص تاهوا في صحراء المملكة الشاسعة، وتنتهي بعض تلك الحوادث بشكل مأساوي، إذ يتم العثور على بعض التائهين متوفين في الصحراء، إذا ما تأخرت فرق الإنقاذ في العثور عليهم.

وتتركز نصائح الخبراء في هذا المجال للتائهين في صحراء الخليج الواسعة على بضع قواعد للنجاة في مثل هذه الحالات، تتمثل باقتناء وسائل متصلة بالأقمار الصناعية والاستعانة بمرايا السيارة وحرق الإطارات وعدم مغادرة المكان من ضمن مجموعة عوامل أخرى لجذب انتباه فرق الإنقاذ، بجانب عدم تصديق شائعة أنه يمكن الاتصال بالطوارئ على الرقم 112 من دون وجود تغطية لشبكة الهاتف الجوال التي لا تتوفر غالباً خارج المدن وبعيداً عن الطرقات الرئيسية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها