تقاضيها “ واتساب ” .. شركة إسرائيلية تعرض على شركة أمريكية برنامجاً لاختراق الهواتف

كشفت تقارير صحفية أمريكية، تقديم شركة التكنولوجيا الإسرائيلية “إن إس أو” NSO Group التي تعمل في مجال برامج التجسس، عرضاً جديداً لبيع تقنية اختراق خاصة بالهواتف المحمولة، إلى شرطة سان دييغو، سنة 2016، وهو الأمر الذي قد يعزز دفوعات شركة “واتساب” التي ترفع دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية، وفق ما أكده تقرير لوكالة “بلومبيرغ” الأمريكية.

كانت شركة “واتساب”، المملوكة لـ “فيسبوك” Facebook Inc، قد رفعت قضية على شركة “إن إس أو”، العام الماضي، بدعوى أن الشركة “الإسرائيلية” استخدمت خوادم “واتساب” على نحو غير قانوني لإرسال برامج ضارة ضمن محاولة لاختراق مئات من الهواتف المحمولة.

رد الشركة “الإسرائيلية”:

تحاول الشركة “الإسرائيلية” إلغاء الدعوى، مدَّعيةً أنها ليست شركة أمريكية؛ ومن ثم ليست خاضعة للولاية القانونية الأمريكية.

غير أن الوثائق التي نشرها موقع Vice، الثلاثاء 12 مايو/أيار، تُظهر أن شركة Bethesd، التي يقع مقرها في ولاية ماريلاند وتتبع لمجموعة Westbridge Technologies، تقدمت بعرضٍ لبيع خدمة قرصنة للهواتف المحمولة، أطلق عليها اسم Phantom، إلى قوات شرطة مدينة سان دييغو الأمريكية، وادعت أنها “فرع لشركة NSO في أمريكا الشمالية”.

في وقت لاحق، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة NSO الإسرائيلية، في بيانٍ، تلاه تحت القَسم وتقدَّم به لإلغاء دعوى واتساب، إن شركة Westbridge “ليست تابعة لـNSO ولا هي (ذراع) لها”، وإنما هي، بحسب ما تقوله شركة NSO، شركة متفرعة عن مجموعة Q Cyber Technologies، والأخيرة شركة أخرى لا علاقة لها بنظيرتها الإسرائيلية.

هذا الأمر أكده أيضاً تيري ديفيتوريو، الرئيس السابق لشركة Westbridge Technologies، الذي شدد على أن الشركة هي “الفرع الأمريكي التابع لشركة Q Cyber Technologies”.

اختراق في أمريكا:

تذهب شركة “واتساب” في دعواها القضائية إلى أن تقنياتٍ طوَّرتها شركة NSO الإسرائيلية استُخدمت لاختراق هاتف محمول برمز يعود إلى منطقة واشنطن العاصمة.

غير أن مجموعة NSO ردَّت في بيان أصدرته الثلاثاء، بأن “المنتجات المبيعة إلى جهات أجنبية لا يمكن استخدامها لإجراء عمليات تجسس إلكترونية داخل الولايات المتحدة، كما أنه لم يُمنح أي عميل على الإطلاق تقنية تُمكِّنه من استهداف هواتف ذات أرقام تابعة للولايات المتحدة”.

تضيف المجموعة في البيان نفسه، وفق ما اورد موقع “عربي بوست”: “شركة Westbridge Technologies تشترك في شركة أم مع مجموعة NSO، لكنها ليست شركة تابعة لمجموعة NSO ولا هي (ذراع) لها. أي إن مجموعة NSO لا تمارس أي سيطرة على Westbridge Technologies”.

موقف شرطة سان دييغو:

وفقاً لرسائل البريد الإلكتروني التي قدمتها إدارة شرطة سان دييغو إلى موقع Bloomberg News، فإن الإدارة لم تشترِ قط منتج Phantom التقني، الذي كان يروج لنفسه بأنه “يحوّل الهاتف المحمول المستهدف لك إلى منجم ذهب استخباراتي”، لأنه كان باهظ الثمن.

شون تاكيوتشي، المتحدث باسم شرطة سان دييغو، قال عبر البريد الإلكتروني، إن “إدارة شرطة سان دييغو كثيراً ما تنخرط في محادثات مع البائعين الذين يحاولون بيع منتج أو خدمة، لتتمكن من توفير أعلى جودة من خدمات الشرطة لمجتمعاتنا”.

تاكيوشي أكد أنه يتعين الحصول على مذكرة قضائية قبل أن تتمكن الإدارة من استخدام هذا النوع من المنتجات لاستهداف شخص بعينه.

الواقع أن التطبيق التقني الذي عرضته شركة Westbridge على شرطة سان دييغو يشبه إلى حد بعيد، أشهر تطبيق تجسس أنتجته مجموعة NSO، والمعروف باسم Pegasus، كلاهما يوفر القدرة على جمع البيانات، مثل تحديد الموقع والرسائل النصية، دون أن يعلم المستخدم بذلك.

على الجانب الآخر، فإن شركة “واتساب” عندما طُلب منها التعليق على الوثائق التي نشرها موقع Vice، أشارت إلى بيان سابق أدلت به بشأن الدعوى، وقالت فيه: “يجب أن يكون هناك إشراف قانوني قوي على أسلحة الاختراق السيبرانية مثل تلك التي استُخدمت في هذا الهجوم؛ لضمان عدم استخدامها مرة أخرى لانتهاك الحقوق والحريات التي يستحق كل الناس التمتع بها في جميع أنحاء العالم. وقد وثقت منظمات حقوق الإنسان اتجاهاً مقلقاً يتمثل في الجنوح إلى استخدام مثل هذه الأدوات لاستهداف الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان ومهاجمتهم”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها