دويتشه فيله : فوق الحمى زمهرير .. اللاجئون غير المسجلين في عين عاصفة كورونا

دخل رجل وابنته عيادة “AnDOCkenط في مدينة هامبورغ الألمانية، والعيادة المدعومة من الكنيسة تقدم خدماتها بالمجان للاجئين الذين لا تأمين صحي لديهم كونهم غير مسجلين، وتعاني الفتاة من الحمى والسعال.

ووصل الأب وابنته ألمانيا قادمين من إيطاليا بؤرة فيروس كورونا في أوروبا.

أخبرتهم الممرضة بأن ينتظروا حتى تستطيع الاتصال بطبيب، ولكن دون جدوى، وفي النهاية نصحوا للفتاة أن تذهب لمشفى عادي لإجراء فحص كورونا (كوفيد-19).

“ذلك ليس حلاً جيداً”، بحسب رأي الطبيبة والمعالجة النفسية تيريزا شتاينمولر، وتفصل الطبية أكثر، فتقول: “الأب وابنته لا يرغبان بذلك، إذ سُيطلب منهم بياناتهم ووثائقهم، وهو ما يخشونه خوفاً من ترحيلهم من ألمانيا”، وتعتبر تيريزا أن ذلك مقامرة، إذ أنه لو تبين أنها مصابة بالفيروس ولم تخضع للحجر فإنها سوف تنشر الوباء.

قبل أن يجتاح الفيروس ألمانيا في منتصف آذار كان يتواجد في غرفة الانتظار في العيادة في أي وقت من أوقات الدوام ما لا يقل عن 30 مريضاً، وفي زمن ما بعد كورونا ونظراً لظروف التباعد الاجتماعي لا مكان إلا لستة مرضى في غرفة الانتظار.

ويعيش ما بين 200 و600 ألف مهاجر غير مسجل في ألمانيا، بحسب منظمة “PICUM”، التي تعني بحقوق تلك الفئة من اللاجئين، وتعيش تلك الفئة عن طريق عملها في التنظيف والمطاعم وغيرها، دون التمتع بأي ضمان صحي أو اجتماعي.

“في زمن الوباء على الدول توفير الرعاية الوقائية والسلع والخدمات للجميع، بغض النظر عن وضع إقامتهم القانونية وغير القانونية”، تشدد المنظمة في بيان لها.

ودعت منظمات المجتمع المدنية المعنية الحكومة الألمانية للتحرك، وطالبت 40 منظمة منها في رسالة مفتوحة بإجراءات عاجلة لضمان تقديم فحوصات كورونا والعلاج في المشافي للاجئين غير المسجلين دون إبلاغ سلطات الهجرة المعنية بهويات وبيانات أولئك اللاجئين، وحتى ساعة إعداد هذا التقرير لم تتلق المنظمات أي رد على رسالتها.

وفي تصريح لشبكة “DW” الإعلامية، قالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية إنه لا خطة لدى الوزارة في تغير القوانين الناظمة لتداول البيانات، مشيرةً إلى أن كل المهاجرين يمكنهم إجراء فحص كورونا.

“ما سبق ذكره صحيح، ولكن نظرياً فقط”، بحسب ما ترى الدكتورة شتيفاني كيرشنر من منظمة “أطباء العالم”، مشددةً على أنه يتعين على اللاجئين تقديم رسالة من مكتب الرعاية الاجتماعية، الملزم بتقديم كل البيانات لسلطات الهجرة، ما قد يؤدي إلى ترحيل المهاجرين غير النظامين.

ماريا هومل وهانا شوك من منظمة “ميدي بيرو” في برلين، والتي تقدم الطعام للاجئين غير النظامين، تشعران بالقلق على من يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط من اللاجئين غير النظامين.

وبحسب السيدتين، تحتاج تلك الفئة لحقن الأنسولين وأدوية الضغط وإصابتهم بالفيروس سيجعلهم معرضين للإصابة بأمراض خطيرة وانخفاض الخدمات الصحية سيجعل حياتهم عرضة للخطر.

“من هناك غيرنا ليكون بجانب المهاجرين غير القانونين؟”، تتساءل الدكتورة والمعالجة النفسية تيريزا شتاينمولر، وتستشهد بحالة سيدة حامل من غانا مصابة بفيروس الإيدز: “الإصابة بكورونا سيجعل حياتها في خطر”.

أندريا غروناو – دويتشه فيله[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها