ألمانيا : خلاف بين الحكومة و الولايات حول قيود كورونا

نشب خلاف بين الحكومة الاتحادية الألمانية وحكومات بعض الولايات الألمانية، الاثنين، حول موعد وكيفية تخفيف قواعد الاتصال عن بعد، مع تحذير أنصار المستشارة أنغيلا ميركل من أن إلغاء هذه القواعد قد يؤدي إلى إطلاق العنان لموجة جديدة من العدوى بفيروس كورونا.

واندلع الخلاف بعد أن قال بودو راميلو، رئيس وزراء ولاية تورينغن، السبت، إنه سيلغي قواعد ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، معتمداً بدلاً من ذلك على إجراءات محلية.

وتحدد الولايات معظم القواعد التي تؤثر على الحياة اليومية في ألمانيا.

وعلى الرغم من أن اقتراحه يتماشى مع سياسة الحكومة الاتحادية، التي تتوخى الحذر في إعادة فتح الاقتصاد تدريجياً، بينما تستجيب بسرعة لمواجهة تفشي العدوى وتتبع المخالطين لمن تثبت إصابتهم، يخشى المسؤولون من أن تقوض رسالته الانضباط العام.

وقال وزير الصحة الاتحادي ينس شبان لصحيفة بيلد: “لا ينبغي بأي حال من الأحوال إعطاء الانطباع بأن الوباء قد انتهى”، مشيراً إلى أن الرسالة الواضحة بشأن التباعد الاجتماعي والنظافة وارتداء الكمامات ستحد من انتشار الفيروس.

وانخفضت أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس بشكل حاد خلال الشهر الماضي، وأعيد فتح المتاجر والحانات والمطاعم والمتاحف والكنائس، على الرغم من أن العديد من الألمان يواصلون العمل من المنزل وما تزال وسائل النقل العام أقل ازدحامًا من المعتاد، وشهدت ألمانيا أيضًا احتجاجات تطالب برفع قيود كورونا بشكل أسرع.

وتعتزم الحكومة الألمانية تمديد تدابير التباعد الاجتماعي حتى 5 تموز، مقدّرة أن وباء كوفيد-19 سيعاود الانتشار “بسرعة كبيرة” في غياب التدابير الاحترازية، وفق مشروع حكومي تحصلت عليه وكالة “فرانس برس” للأنباء.

وأشرفت المستشارة أنغيلا ميركل على وضع الوثيقة التي يفترض مناقشتها مع الولايات الـ16، وهي تنصّ خاصة على إبقاء مسافة متر ونصف متر بين الأشخاص، وسيكون بمقدور عشرة أشخاص، أو عائلتين، التجمّع “في المنزل في أماكن مغلقة” أو في “أماكن عامة”، وفق مشروع القرار.

وتأتي هذه الوثيقة في وقت ترغب ولايتان شرق البلاد في رفع أغلب القيود اعتبارا من 6 حزيران، ما أثار قلقاً في بقية البلاد، لكن ينصّ المشروع الحكومي على “الإبقاء على مسافة دنيا بمتر ونصف متر” حتى بعد 5 حزيران.

كما سيتم الإبقاء على إلزامية وضع كمامة في بعض الأماكن العامة، والالتزام قدر الإمكان بتنظيم “اللقاءات الخاصة في الهواء الطلق، لأن خطر العدوى فيها أضعف”، وتحذّر الوثيقة من أن الفيروس “ما يزال موجوداً، ودون تدابير مماثلة سينتشر بسرعة كبيرة”.

ورصدت ألمانيا في الأيام الماضية بؤراً جديدةً للعدوى في مناطق مختلفة من البلاد.

وتأمل المستشارة ميركل باستمرار فرض القيود في حزيران، وليس الاعتماد فقط على توصيات، وفق ما قال المتحدث باسم الحكومة، شتيفن زايبرت.

وسجلت ألمانيا حتى اليوم الاثنين 178570 إصابةً مؤكدةً بفيروس كورونا المستجد، بينها 8257 وفاة (10 جديدة) وفق معهد روبرت كوخ. (REUTERS – AFP – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها