ما الذي نعرفه عن مرض ” كاواساكي ” الذي يصيب الأطفال ؟
أحصت فرنسا على أراضيها إصابة 135 طفلا بمتلازمة كاواساكي بين الأول من مارس و14 مايو، والجمعة توفي واحد منهم بسبب إصابته بمرض التهابي يحتمل أن له علاقة بكوفيد-19 ويشبه إلى حد كبير متلازمة كاواساكي التي لا تزال تصنف ضمن الأمراض “النادرة”.
فما الذي نعرفه حتى الآن عن مرض كاواساكي؟
مرض كاواساكي ظهر لأول مرة في اليابان في عام 1967، ويسبب التهابات في الأوعية الدموية لدى الأطفال المصابين به.
وفي فرنسا توفي الجمعة طفل في التاسعة من العمر بمدينة مرسيليا الواقعة جنوب البلاد، بسبب إصابته بمرض التهابي يرجح أن له علاقة بكوفيد-19 ويشبه إلى حد كبير متلازمة كاواساكي التي لا تزال تصنف في عداد الأمراض “النادرة”، ما يزيد المخاوف من انتشار هذا المرض الذي أصاب 135 طفلا في فرنسا بين الأول من مارس و14 مايو.
وفي بريطانيا كشف وزير الصحة مات هانكوك أواخر شهر أبريل أن بعض الأطفال توفوا نتيجة التهابات خطيرة نادرة، قد يكون تسبب فيها إصابتهم بفيروس كورونا. وتظهر على المصابين الأعراض المعروفة لدى مرضى كاواساكي الذي ينتشر أكثر في أجزاء من آسيا.
ويحقق خبراء طبيون من إيطاليا وبريطانيا في احتمال وجود صلة بين جائحة فيروس كورونا ومجموعات من الأمراض الالتهابية الشديدة لدى الأطفال الذين يصلون إلى المستشفيات وهم يعانون من حمى شديدة وتورم الشرايين.
وفي شمال إيطاليا، وهي إحدى المناطق الأشد تضررا من الجائحة في العالم، لاحظ الأطباء توافد أعداد كبيرة بشكل غير معتاد من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن تسع سنوات حالاتهم خطيرة لما يبدو أنه متلازمة كاواساكي.
وقال هانكوك لإذاعة إل.بي.سي: “بعض الأطفال الذين ماتوا لا يعانون من مشاكل صحية كبيرة”. وأضاف: “هو مرض جديد نعتقد أنه ناجم عن الإصابة بفيروس كورونا وكوفيد-19، لسنا متأكدين بنسبة 100 بالمئة، لأن بعض الذين أصيبوا به لم تثبت إصابتهم بالفيروس، لذلك نجري المزيد من البحث الآن، لكنه أمر يقلقنا”.
وتابع قائلا: “هو نادر، ورغم أنه خطير جدا على الأطفال الذين أصيبوا به فإن عدد الحالات قليل”.
وقال رئيس قسم العناية المشددة للأطفال في مستشفى لاتيمون في مرسيليا، البروفسور فابريس ميشال، إن الطفل قد توفي في 8 مايو بسبب “تلف عصبي مرتبط بالسكتة القلبية”، مشيرا إلى أن التحاليل أظهرت أنه “كان على احتكاك” بفيروس كوفيد-19 لكن لم تظهر عليه أية أعراض.
وتابع أنه عند نقله إلى قسم طوارئ الأطفال في مستشفى آخر في مرسيليا في الثاني من مايو، خضع الطفل لفحص وكان يعاني من أعراض “مشابهة لأعراض الحمى القرمزية (…) من دون مؤشر خطورة”. وأعيد إلى المنزل لمتابعة العلاج.
وقال الطبيب إن في الليلة نفسها “أُصيب الطفل بإعياء شديد مع سكتة قلبية” في المنزل فنقل إلى قسم إنعاش الأطفال حيث تلقى العلاج لسبعة أيام ثم توفي.
وذكرت مديرية الصحة العامة في فرنسا مساء الخميس وفاة الطفل المصاب بمرض آخر هو “مرض عصبي نمائي”. لكن البروفسور ميشال أشار إلى أن هذا المرض الآخر لا علاقة له بوفاة الطفل.
ووفق ما ذكرت صحيفة “إيلاف”، هذا أول طفل يتوفى في فرنسا جراء مرض التهابي مرتبط على الأرجح بكوفيد-19. وقالت البروفسورة كارولين أفايرت، رئيسة قسم أمراض القلب لدى الأطفال في مستشفيات مرسيليا إن هذا المرض “خطير لكنه نادر جدا “.
في الأسابيع الثلاثة الماضية، أبلغت عدة دول عن حالات أطفال مصابين بمرض التهابي مع أعراض مشابهة لأعراض مرض كاواساكي، ومرتبطة على الأرجح بكوفيد-19.
وبعد إعلان المملكة المتحدة عن أول حالة من هذا النوع في نهاية أبريل، أعلن عن حالات مشابهة في نيويورك وإيطاليا وإسبانيا. والوفيات نادرة جدا مع وفاة طفل في الرابعة عشرة من عمره في بريطانيا وطفل في الخامسة في نيويورك.
أعراض المرض
ومتلازمة كاواساكي التي لا يعرف سببها، عادة ما تصيب الأطفال دون الخامسة وتصاحبه أعراض الحمى والطفح الجلدي وتورم الغدد، وفي الحالات الخطرة التهاب شرايين القلب.
وتشمل الأعراض أيضا آلاما في البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي واحمرار اللسان وتورمه. وهذه الأعراض قريبة من مرض كاواساكي الذي ظهر حديثا ويصيب الأطفال ويسبب التهاب الأوعية الدموية.
ويقول البروفسور ميشال إن هذه الحالات تتعلق “بعدد قليل جدا من الأطفال، ووفاة واحدة ولا يجب أن تثير القلق بلا داع”. ويضيف أنه يجب استشارة الطبيب “عندما يعاني الأطفال من الحمى لأكثر من يومين مع علامات مصاحبة”.
وإن كانت الأعراض متقاربة بين مرض كاواساكي والمرض الذي ظهر حاليا، يصر العلماء على أن هناك اختلافات مع الحالات الحالية: الطابع الالتهابي والنوبات القلبية “أكثر وضوحا” في الحالات التي ربما تكون مرتبطة بفيروس كورونا عن تلك التي تظهر مع المصابين بمرض كاواساكي الكلاسيكي، وفقا لوزارة الصحة الفرنسية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصيب المرض الجديد الأطفال الأكبر سنا وحتى المراهقين، بينما يصيب كاواساكي بشكل رئيسي الأطفال دون سن الثانية.
ولتمييز هذه الاختلافات، تتحدث وزارة الصحة الفرنسية عن “شبيه كاواساكي”، وتستخدم دراسات باللغة الإنكليزية مصطلح “Like Kawasaki” أي “يشبه كاواساكي”.[ads3]