في مثل هذا اليوم قبل 23 عاماً .. عندما ابتسمت كرة القدم لنهري ألمانيا ( فيديو )

تعتبر سنة/ موسم 96-97 واحدة من أفضل السنوات في تاريخ كرة القدم الألمانية، وإن أردنا التخصيص أكثر قلنا في تاريخ كرة القدم في ولاية شمال الراين، وإن أردنا التخصيص أكثر قلنا في تاريخ منطقة حوض الرور.

في الثلاثين من حزيران 96، استعاد المنتخب الألماني عافيته بعد كبوة مونديال 94 الذي فشل فيه بالدفاع عن لقبه العالمي وخسر بشكل مفاجئ في ربع النهائي أمام بلغاريا، ونجح بالظفر بكأس أمم أوروبا على أرض الانكليز بعد أن هزمهم في نصف النهائي وجدد فوزه على التشيك في النهائي.

شهدت تلك البطولة تألقاً لافتاً لأبناء فرق الولاية، فالنجم ماتياس سامر (بروسيا دورتموند) سجل هدف الفوز في ربع النهائي على كرواتيا، ونجح المهاجم كونتز (أرمينيا بيليفيلد) بتسجيل هدف التعادل أمام إنكلترا في نصف النهائي، قبل أن يسجل ركلة ترجيح إلى جانب كل من شترونتس (بايرن/ ابن مدينة دويسبورغ في حوض الرور) ورويترر ومولر (دورتموند)، وأرسل هيلمر (بايرن/ ابن بلدة هيرفورد في شمال الراين وابن أرمينيا بيلفيلد ومن بعده بروسيا دورتموند) الكرة الطويلة التي نتج عنها الهدف الذهبي في النهائي.

في ذلك الموسم بدأ بروسيا دورتموند بطل الدوري الألماني، مشواره في دوري الأبطال في المجموعة التي ضمت أتلتيكو مدريد وستيوا بوخارست وويدزي لودز (بولندا)، ونجح بالتأهل كثاني المجموعة بـ 13 نقطة، متخلفاً عن أتلتيكو مدريد بفارق الأهداف فقط.

وفي ربع النهائي واجه دورتموند خصماً سهلاً هو أوكسير الفرنسي ونجح بالتأهل بعد الفوز ذهاباً وإياباً بمجموع (4-1)، ثم اصطدم بالعملاق مانشستر يونايتد وهو مثقل بإصابات وبمشاكل بين الإدارة والمدرب أوتمار هتسفيلد وكبار اللاعبين في الفريق (سامر – مولر) أدت في نهاية الموسم لمغادرته.

في مباراة الذهاب، اضطر هتسفيلد للزج برينيه تريتشوك كأساسي وهو الذي لم يلعب أساسياً منذ بداية الموسم، ولا مستقبل له في الفريق (خرج نهاية الموسم إلى كولن)، ونجح الألماني المغمور بتسجيل هدف الفوز من تسديدة بعيدة فشل الحارس البديل (الكارثي) رايموند فان دير خو
بالتعامل معها.

وفي مباراة الإياب، ضمن هدف لارس ريكن في الدقيقة الثامنة أفضل بداية لدورتموند في أولد ترافورد، ليصمد الفريق بعد ذلك أمام سيل من الهجمات والفرص الحمراء التي ضاعت إما بسبب الرعونة أو الحظ العاثر أو تألق الحارس والمدافعين، وعلى رأسهم يورغن كولر الذي أنقذ فريقه من هدف محقق كاد أن يسجله كانتونا من بعد حوالي 3 أمتار من خط المرمى.

وصل دورتموند لنهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، أما الخصم فهو يوفنتوس الإيطالي بطل إيطاليا وحامل لقب دوري الأبطال الذي يعيش أياماً ذهبية مع ليبي (3 نهائيات أبطال على التوالي 96/97/98)، والفريق الذي هزم دورتموند في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي قبل 4 سنوات (6-1) بمجموع المباراتين، وكان أحد مسجلي أهداف اليوفي، أندرياس مولر لاعب دورتموند الحالي.

واستعاد دورتموند نجمه وقائده المصاب ماتياس سامر، أفضل لاعب في الدوري الألماني وفي بطولة أمم أوروبا وحامل الكرة الذهبية، ليكتمل بحضوره الجدار الدفاعي الدولي من جديد (سامر – كولر – رويتر – هاينريخ).

وفي مثل هذا اليوم قبل 23 عاماً، لم يكن أشد المتفائلين يتوقع انتصار دورتموند على أرض الملعب الأولمبي في ميونخ، على يوفنتوس ليبي وبيروتزي وفيرارا وديشامب وزيدان وفييري وديل بييرو، إلا أن أبناء شمال الراين صدموا الإيطاليين بهدفين لريدله في الشوط الأول، وما إن استفاق اليوفي بهدف لديل بييرو (65) حتى عاجله البديل ريكن بهدف ثالث (بعد 6 دقائق) بعد نزوله بثوان كبديل.

واستقبل ريكن الذي كان يحدث نفسه (كما صرح لاحقاً) وهو يستعد للدخول بالقول “بيروتزي يبتعد كثيراً عن مرماه .. بيروتزي يبتعد كثيراً عن مرماه”، كرة بينية ساحرة من أندريسا مولر، وأطلقها من حوالي 25 متراً لتمر فوق بيروتزي المتقدم وتسكن المرمى، وتضمن اللقب لدورتموند.

وقبل أسبوع من هذه المباراة، كان شالكه، الطرف الآخر في ديربي الرور، على موعد مع فريق إيطالي آخر في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، النهائي الأوروبي الأول والأخير لعمال المناجم الزرق.

ولم يكن شالكه ذلك الفريق المرعب حينها، ولم يكن يضم في صفوفه نجوماً معروفين، باستثناء الدولي الألماني المخضرم أولاف ثون، ابن النادي الذي خرج منه لبايرن ميونخ ثم عاد إليه بعد 6 سنوات، بعد أن فاز بـ 3 بطولات دوري وكأس عالم.. في المقابل، كان خصمه في النهائي، إنتر ميلان، يضم في صفوفه كلاً من الحارس الإيطالي الدولي باليوكا، وأسطورة الدفاع بيرغومي، والأرجنتيني خافيير زانيتي والفرنسي جوركييف والإنكليزي بول إنس والقناص التشيلي زامورانو.

وفي مباراة الذهاب، نجح شالكه بالفوز على أرضه عبر تسديدة صاروخية للبلجيكي مارك فيلموتس، الذي عرفناه لاحقاً بأهدافه الجميلة في مونديال 2002 وبهدفه الملغي في مرمى البرازيل في البطولة ذاتها.. وفي مباراة الإياب سيطر التعادل السلبي حتى الدقيقة 84 عندما خطف زامورانو هدفاً جميلاً، إلا أنه لم يكمل معروفه في ضربات الترجيح، فأضاع أولى الركلات، فيما سجل فيلموتس آخر ركلة ضمنت اللقب لشالكه.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها