إعادة توطين لاجئين سوريين في أوكسفورد .. ” غادرت سوريا و اليوم أعمل في متحف ببريطانيا “
سلطت وسائل إعلام بريطانية، الضوء على لاجئ سوري، تحول خلال فترة قصيرة، من شخص يتلقى المساعدة، إلى شخص يقدم يد العون، خلال أزمة كورونا.
وقال موقع “أكسفورد ميل” البريطاني، بحسب ما ترجم عكس السير، إن اللاجئ السوري، عبد الله الخلف، وصل إلى مطار غاتويك مع زوجته وطفليه هرباً من النزاع في سوريا، وقال :”لقد تم دعمنا من قبل أشخاص متطوعين للوصول إلى هنا، ودعم عائلتي أثناء إعادة بناء حياتنا في أكسفورد، كان دعمهم تغييراً لحياتنا”.
وأضاف الخلف: “بعد عامين فقط من حياتنا الجديدة هنا، نتحدث الإنكليزية، ونعمل الآن على دعم الأشخاص الضعفاء الآخرين في أكسفورد، من خلال توصيل طرود الطعام، أثناء أزمة كورونا.
وقد أدى الوباء للأسف لتوقف الرحلات الجوية، التي كان من المقرر أن تحضر اللاجئين الآخرين مثلنا إلى بر الأمان، في المملكة المتحدة، لكنني آمل أن يؤدي تعزيز روح المجتمع أثناء تفشي فيروس كورونا، لمزيد من مجموعات الأصدقاء والجيران والزملاء للانضمام إلى (حركة رعاية المجتمع)، ودعم العائلات مثل أسرتي، عند استئناف الرحلات الجوية”.
وأضاف: “حركة رعاية المجتمع، برنامج إعادة توطين لاجئين، يمكّن أشخاصاً عاديين من دعم عائلات كعائلتي، خلال أول عام لها في الممكلة المتحدة، بكل شيء، كالعثور على المدرسة، والتسجيل عند الطبيب، وتعلم اللغة، والحصول على عمل، وتساعد لاجئين مثلنا على الاندماج بمجتمعاتنا بشكل أسرع، وتعطي الداعمين فرصة عملية لصنع فرق ملموس.
الحكومة بدأت الخطة في عام 2016، لكنها تعمل في جميع أنحاء العالم بنجاح منذ عقود، منذ اللحظة التي جئنا فيها في المملكة المتحدة، أصبح رعاتنا، الذين التقوا في قداس الأحد في بلاكفرايرز بأكسفورد، مجتمعنا، ساعدونا في كل الأشياء الصغيرة، التي تبدو صعبة للغاية عند الانتقال إلى بلد جديد، مثل فتح حساب مصرفي، ودفع الفواتير.
بالإضافة إلى الدعم العملي، جعلونا نشعر بأننا مرحب بنا، وفي المنزل، أقول دائماً إن أطفالي لديهم ست جدّات، لأن لديهم الكثير من النساء اللواتي يتعاملن معهم، وأهم شيء هو أن داعمي قد ساعدوني في الحصول على عمل.
أعمل في متحف بيت ريفرز، لأبحث وأكتب تقارير عن العناصر السورية، كجزء من مشروع Multaka-Oxford، وبمجرد أن بدأت العمل، شعرت بالسعادة، لأنني كنت أعرف أنني أعول أسرتي وأدفع الضرائب، لقد أصبحت مهتما جداً بالتاريخ منذ بدء العمل هناك، وأتمنى أن أحصل على شهادة في التاريخ يوماً ما.
دعم جميع الدعامين لي، ساعدني على اكتساب نوعية رائعة من الحياة بشكل سريع، وقد سمح لي هذا برد الجميل خلال هذه الأزمة، حيث أود أن أعبر عن شكري الجزيل.
منذ بداية شهر رمضان، ساعدت مسجد أكسفورد المركزي على توصيل 150 طرداً من المواد الغذائية إلى المحتاجين حول أكسفورد، الذين لا يمكنهم الخروج من منازلهم، قبل أسبوعين بدأت أيضاً بتوصيل طرود الطعام الأسبوعية للاجئين المحتاجين من سوريا والعراق والسودان والصومال بمساعدة بعض الداعمين، نحن نحب أن نكون قادرين على تبادل بعض تقاليدنا مع داعمينا ومجتمع أكسفورد، في العيد يأتي الداعمون للاحتفال معنا، وفي عيد الميلاد نحب الذهاب إلى حفلاتهم والكنيسة.
صنعنا في العام الماضي الحلويات السورية لإحضارها إلى الكنيسة، أشعر أن لدي عائلة ثانية هنا في أكسفورد، وعلى الرغم من أنني لا أستطيع التحدث باسم داعمي، لكن أعتقد أنهم يشعرون بهذا الشعور، في كندا، دعمت مجموعات الرعاية أكثر من 300 ألف لاجئ، خلال السنوات الأربعين الماضية، إنه نموذج يفيد اللاجئين والمجتمعات التي ترحب بهم.
الآن بعد أن أظهر لنا الفيروس التاجي أنه يمكننا العمل معاً من أجل الصالح العام، آمل أن تتحد المزيد من المجتمعات في المملكة المتحدة للترحيب بعائلة لاجئة بهذه الطريقة”.[ads3]