حرق أخصائي طبي حياً في غواتيمالا بشبهة السحر

أحرق حشد غاضب في غواتيمالا، أخصائيا طبيا كان يعمل في مشروع تموله المملكة المتحدة، حياً بعد اتهامه بممارسة السحر.

وقد أثار ذلك الحادث المروع غضب المنظمات في غواتيمالا وفي جميع أنحاء العالم.

ووفقا لصحيفة ”ذا صن“ البريطانية وقع الحادث في السادس من حزيران/يونيو الجاري في مسقط رأس الضحية في تشيماي، حيث كان أخصائي الطب والمعالج التقليدي دومينغو تشوك تشي البالغ من العمر 56 عاماً، يعمل كمتعاون في مشروع صيدلي في كلية لندن الجامعية.

واعتدى الحشد الغاضب بالاعتداء على الباحث، متهما إياه بممارسة السحر، وقد ألقوا باللوم عليه لأنه تسبب في وفاة أحد أفراد السكان بعد إعطائه بعض الأدوية.

وقد أظهرت الصور تشي وهو يمر عبر حقل، حيث تشتعل النيران بجسده بالكامل، والدخان الأسود يغمر المكان، كما يمكن مشاهدة العائلات يسجلون المشهد المروع على هواتفهم، وتوفي تشي في الحال.

من جانبه، صرح حاكم مقاطعة بيتين لويس بورجوس لوسائل الإعلام المحلية، بأن القرويين منعوا ضباط الشرطة من الحضور إلى مكان الحادث لمساعدة الضحية، وقال أيضا إن السكان المحليين تسببوا في بعض المشاكل للسلطات التي ذهبت لتفقد جثة تشي بعد وفاته.

من جهتها، أعلنت حكومة حمهورية غواتيمالا، أنها ستبدأ تحقيقا بعد أن أثار الحادث غضباً كبيراً مطالبين بالعدالة لدومينغو وكذا لمجتمع المايا ككل، ولا يزال التحقيق جاريا، ولم يتم اعتقال أي شخص حتى الآن.

وفي بيان لمنظمة حقوق الإنسان الغواتيمالية، طالبت بالقبض الفوري على المسؤولين عن تلك الجريمة المروعة.

وقالت مونيكا بيرغر رئيسة وحدة الأنثروبولوجيا بجامعة فالي في غواتيمالا، لوسائل الإعلام المحلية، إن الضحية، كان يعمل على استعادة الطب التقليدي لحضارة المايا.

وبحسب شبكة “إرم نيوز”، كتب السفير البريطاني لدى غواتيمالا، نك ويتنغهام، على وسائل التواصل الاجتماعي، ”إنني أدرك إرث دومينغو تشوك كمرشد روحي وأرسل التعازي إلى عائلته، ونحن على ثقة بأن الدولة ستجري تحقيقاً سريعاً في الحادث“.

كما أدان مؤتمر أوكسلاج أجبوب الوطني، الذي يضم أخصائيين من المايا، جريمة القتل وطلب من السلطات تحديد هوية مرتكبي الجريمة.

ودعت المجموعة إلى حماية أسرة الضحية من الهجمات المستقبلية إلى جانب قادة روحيين آخرين من المايا في القرية.

وتعانى جمهورية غواتيمالا من ارتفاع جرائم القتل، حيث تسجل البلاد واحدة من أعلى معدلات القتل في العالم.

وقد عانى مجتمع المايا من خسائر فادحة في الأرواح في ظل الحكومة العسكرية في البلاد، حيث قُتل حوالي 200,000 من السكان الأصليين خلال الحرب الأهلية.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها