في بريطانيا .. طبيب سوري يستغل خبرته خلال عمله في حلب ليساعد على مواجهة أزمة كورونا

يسخر طبيب سوري، خبرته في حلب، للمساعدة على مواجهة كورونا، في القطاع الصحي البريطاني.

وقالت وسائل إعلام بريطانية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الطبيب أحمد العمر، يعمل في مستشفى رويال أولدهام، بعد مغاردته سوريا في 2014، وقد تعلم خلال عمله بمساعدة الضحايا في حلب المحاصرة، كيفية التعامل جيداً خلال الأزمات.

ويقول الطبيب إن خبرته في سوريا زودته بتقنيات تساعده على مكافحة كورونا في بريطانيا، وقال: “كان علينا أن نعمل تحت ظروف صعبة جداً، تعلمت كيف أتعامل مع التوتر”.

وصل الطبيب، وهو اختصاصي عالي المهارة في أمراض السكري، إلى بريطانيا من سوريا عام 2014، بحثاً عن ملجأ، وجاءت زوجته وبناته في العام التالي.

وعلى الرغم من عمله لعدة سنوات كطبيب في سوريا، كان عليه إجراء سلسلة من الاختبارات قبل أن يتمكن من مواصلة حياته المهنية في بريطانيا، ويعمل منذ أيلول من العام الماضي في مستشفى رويال أولدهام، في وظيفة يحبها.

وعندما بدأ الفيروس بإصابة المرضى، وجد الدكتور نفسه في وضع فريد، بعدما ساعد مرضى الصدمات النفسية في سوريا، شعر أنه في وضع جيد للتعامل مع التوتر الذي سببه الوباء للمختصين الطبيين، في مستشفى أولدهام.

وقال: “في بداية هذا الوباء كنا جميعاً خائفين من العدوى، وهذه طبيعتنا، لم نرغب في نقلها لعائلاتنا ولا نريد نقلها إلى المجتمع، لكن وجهة نظري هي أننا مختصون صحيون، نحن هنا لإنقاذ الأرواح، وتحسين نوعية الحياة وتخفيف الألم ومساعدة المرضى، يجب أن نفكر في هذا، أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا بعض الخوف، وأن نفعل كل ما هو ممكن لحماية أنفسنا، ولكن دون ترك هذا الخوف يربكنا ويمنعنا من أداء عملنا”.

وأضاف: “يجب أن تكون متيقظاً للغاية، وعليك القيام بعملك بشكل صحيح، لا يمكنك الابتعاد عندما يحتاج المريض إلى مساعدتك، فكر كيف سيشعر هذا المريض بعد تلقيه العلاج”.

إذن كيف يقارن العمل في القطاع الصحي الوطني بالعمل في المستشفيات السورية؟

قال: “إن النظام الصحي في المملكة المتحدة هو أحد أفضل الأنظمة في العالم، لا يقتصر الأمر هنا على علاج المرضى طبياً فحسب، بل نعتني أيضاً بالقضايا الاجتماعية والصحة العقلية، والقضايا المالية، نعمل كفريق، فريق متعدد التخصصات، الاختلاف الآخر مالي، في سوريا علينا أن ننظر في الأمور المالية من حيث العلاج وطلب الاختبارات، ليس الجميع قادراً على الدفع مقابل هذه الخدمات، هنا كل شيء مجاني، وهذا يمنحنا المزيد من الحرية في تحديد الأفضل للمريض، الجميع فخورون بالقطاع الصحي الوطني، ولكن ليس كل بلد قادراً على توفير ذلك”.

وتابع: “في حلب كنت أتعامل مع المرضى لمعرفة ما إذا كان لديهم نزيف في الرأس أو البطن، كنت أعمل في منطقة خارج سيطرة الحكومة، كان العمل صعباً للغاية، لم يكن مسموحاً بمساعدة الناس في تلك المنطقة، خارج سيطرة الحكومة، كان علينا العمل بمواقف صعبة للغاية”.

بعد حصوله على إقامة لاجئ عام 2014، ذهب الطبيب إلى نيوكاسل لدراسة اللغة الإنكليزية، وفي نيسان 2016، انضم إلى برنامج REACHE North West Program، الذي يساعد اختصاصيي الرعاية الصحية على القدوم والعمل في المملكة المتحدة.

يحتوي البرنامج الذي يموله قطاع الصحة الوطني، على مركز تدريب فريد، منذ عام 2003 دعم البرنامج أكثر من 300 لاجئ متخصص في الرعاية الصحية، للحصول على وظائف مدفوعة الأجر في المملكة المتحدة، بما في ذلك الطبيب أحمد.

العمل كطبيب يحتاج للكثير، في عيادة طبيب عام في سوينتون، بينما كان ينتظر إجراء الفحوصات التي تسمح له بالعمل كطبيب في بريطانيا، وهي عملية طويلة استغرقت عدة سنوات، اجتاز الامتحان عام 2018، وتم تسجيله كطبيب في أيلول 2019.

وقال: “REACHE منظمة رائعة، إنهم يساعدون اللاجئين لاجتياز الامتحانات، أنا محظوظ جداً لأن فريق مستشفى أولدهام الرائع يساندني، كان جميع زملائي وفريق القيادة مساندين جداً، منذ أن بدأت العمل كطبيب في بريطانيا، لقد جعل ذلك أسهل بكثير بالنسبة لي للانتقال من العمل في سوريا في زمن الحرب، إلى الحياة كطبيب في بريطانيا، أنا أعمل كجزء من فريق مترابط، وكلنا نعمل بجد لدعم بعضنا البعض، من خلال التحديات التي نواجهها مع الفيروس، أنا أعتبر نفسي محظوظا جداً”.

مع استمرار الحرب في سوريا، يأمل الطبيب أحمد أن يتمكن في يوم من الأيام من زيارة والديه وإخوته الذين بقوا في حماة، لكنه يخشى أن يتم القبض عليه إذا عاد، مما يعني أن العودة لن تكون ممكنة حتى ينتهي نظام الأسد الديكتاتوري.

وقال: “بالطبع أفتقد عائلتي وأصدقائي، لم أر أسرتي منذ سبع سنوات، منذ أن غادرت بلدي، نفتقد أصدقائنا، الأصدقاء الذين عرفناهم لسنوات، عشنا معاً لسنوات، بسبب الحرب سافر البعض، إنهم في ألمانيا وتركيا، من المؤلم للغاية أنني لا أتمكن من رؤيتهم”.

وقال: “نحن مظوظون هنا، بناتي يتلقين أفضل تعليم، أنا محظوظ جداً لوجودي هنا لأن الشعب البريطاني قدم لي الكثير وساعدني كثيراً، كانت المعاملة رائعة، إنها فرصة عظيمة في أولدهام، لأن الجميع هنا داعم جداً”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. ما شفته بكل المحرر.
    عكل الأحوال رح أبحث عن الموضوع و أوافيكم بالتفاصيل