تشارك فيه دكتورة سورية سبق و أن فازت بجائزة مرموقة .. مشروع لجامعة بريطانية لإنتاج مساكن صحية و أكثر قابلية للعيش في مخيمات اللاجئين ( فيديو )

أصدرت جامعة باث البريطانية بياناً حول دراسة قامت بها وتهدف لجعل مخيمات النازحين أكثر صحة وقابلية للعيش.

والدراسة التي تحمل عنوان “الإسكان الصحي من أجل المهجرين، تتناول، بحسب ما ترجم عكس السير، كيفية تحسين تصاميم مآو مقدمة لسكان المخيمات، من ناحية الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية.

وبحثت الدراسة في كيفية خفض درجات الحرارة وتحسين جودة الهواء بطرق فعالية وقليلة التكلفة، وقد قامت بمشاركة النتائج مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وشارك القائمون عليها نتائجها خلال “أسبوع اللاجئين 2020”.

ويقوم تصميم المسكن المعدل على خفض الحرارة بمقدار 6 درجات مؤيمة، كما يضمن زيادة الراحة والأمان والخصوصية والتفاعل الاجتماعي.

وأشارت الجامعة في بيانها إلى أن نازحين ولاجئين في مخيمات الأردن وإثيوبيا شاركوا في ورش عمل ساهمت بتحقيق أهداف الدراسة.

وقال الباحثون المشاركون في الدراسة، إن عملهم يظهر وجود حاجة ملحة لخلق ظروف صحية داخل مخيمات اللاجئين، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 20 ألف نازح يموتون بشكل مبكر بسبب جودة الهواء الرديئة حيث يقيمون، إذ غالباً ما يكون المسكن مؤلفاً من غرفة واحدة تهويتها سيئة، والطبخ والتدفئة فيها يتم عن طريق نار خشبية بلا مدخنة مناسبة.

وقال البروفيسور ديفيد كولي، المشرف على الدراسة/ المشروع، إن “وكالات المساعدة تقدم دعماً وموارد لا تقدر بثمن لأعداد كبيرة من النازحين في المخيمات، لكننا وجدنا أن العديد من الملاجئ مصممة بشكل يمكن أن يسبب مشاكل جمة للاجئين، خصوصاً في ما يتعلق بدرجات الحرارة التي يمكن أن تصل إلى 46 درجة”.

وتابع: “هذا الأمر يزيد من الحاجة لتلك المنظمات وما تقدمه، كما أن التصاميم التي لا تلبي احتياجات الخصوصية والأمان، يمكن أن تضر بالصحة النفسية والاجتماعية أيضاً”.

وعمل الباحثون على 20 تصميماً باستخدام مجموعات مختلفة من مواد العزل والمعدات اللازمة، بهدف التوصل إلى تركيبة تحقق أفضل فائدة بأقل تكلفة.

في البداية تم بناء ثمانية ملاجئ مختلفة في حديقة أبحاث البناء بجامعة باث في سويندون لمقارنة أوقات البناء واختبار تدابير العزل المختلفة الخاصة بهم. بعد ذلك تم اختبار أفضل الإجراءات من الحيث الأداء عبر 12 ملجأً في مخيم الأزرق للاجئين في الأردن على مدى أشهر بمساهمة من سكان المخيم.

الدكتورة ديما البدرة، وهي من فريق الباحثين القائمين على الدراسة/ المشروع، ومحاضرة في قسم الهندسة المعمارية بالجامعة، وهي أيضاً لاجئة سورية كانت تدرس في الجامعة عندما اندلعت الحرب، ما جعلها غير قادرة على العودة لبلدها، أوضحت أن “القيام بورش عمل التصاميم بالتشارك مع اللاجئين، يمكن أن يكون أحد أكثر البحوث المفيدة التي قمت بها، لقد تمكن اللاجئون من تحويل الملاجئ لأماكن تناسب احتياجاتهم، ومن المهم جداً أن نتعلم من تجاربهم من أجل تصميمات الملاجئ المستقبلية”.

وكانت البدرة فازت العام الماضي بجائزة التصوير الفوتوغرافي العلمي المرموقة، متفوقة على عشرات المنافسين في المسابقة التي ينظمها مجلس أبحاث العلوم الفيزيائية والهندسية في بريطانيا.

والتقطت البدرة صورة تظهر سيدة سورية تستخدم تقنية الواقع الافتراضي في مخيم للاجئين السوريين في الأردن.

وعبر عملية التصميم التشاركي واستخدام تقنية الواقع الافتراضي، نجحت البدرة ومن معها من باحثين، في جعل اللاجئين جزءاً من فريق العمل، وحصلوا على العشرات منهم (160) على إفادات وآراء متعلقة بالنماذج وتفاصيل العمل الأخرى، بهدف تحسينها وتطويرها والوصول للنتائج الأمثل.

من جهته، قال جيسون هارت، عضو الفريق والمحاضر في قسم العلوم والسياسات الاجتماعية في الجامعة: “أنتجنا كمية كبيرة من البيانات التي لا تقتصر على المناخ والطبيعة فحسب، بل تشمل السياق الاجتماعي والثقافي والسياسي أيضاً”.

واشتمل التصميم الذي اختبر في مخيم الأزرق للاجئين السوريين على “مبرد صحراوي – مروحة تبخير ماء وتبريد هواء – تجويف جداري – مواد عزل إضافية – غطاء للسطح – موارد تهوية بديلة – تهوية للسقف – حصى ورمل في تجويفات الجدران” إلى جانب إضافات وميزات أخرى.

وحظي المشروع بتمويل قدره مليوني جنيه استرليني من مجلس أبحاث الهندسة والعلوم الفيزيائية (EPSRC).

وتعتبر جامعة باث واحدة من الجامعات الرائدة في بريطانية، من ناحية جودة البحث العلمي وطرق التدريس، وقد صنفت في المرتبة السادسة على مستوى البلاد، بحسب دليل غارديان للجامعات (2020).

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. براڤو دكتورة ديما احييكِ وأهنئكِ ابنة بلدي سورية وأصدقائي الغاليين عبد وسناء. نحن نفتخر بكم وبالعلم الذي تسعون ألية رغم يقيني بأنكِ كنت تريدين ان لا يكون هناك تهجير اصلاً خيراً من نبني لهم مساكن مريحة.. خوفاً ان يكون مسكن التهجير أكثر راحة من مسكنهم الأصلي وبالتالي يزيد أستقرارهم في بلاد اللجوء