قائد سابق للجيش الأمريكي بأوروبا : سحب قواتنا من ألمانيا ” هدية لروسيا “
قال قائد سابق للجيش الأمريكي في أوروبا، إن اقتراح إدارة ترامب بسحب القوات من ألمانيا هو “هدية للكرملين” من شأنها، في حال تم تطبيقها، أن تضر بأمريكا أكثر من ألمانيا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مؤخراً اعتزامه تقليص عدد القوات الأمريكية في ألمانيا من 34 ألف و500 إلى 25 ألف جندي، وعزا الرئيس الأمريكي هذه الخطوة إلى رفض الحكومة الألمانية رفع نفقاتها الدفاعية إلى القدر الذي يحقق هدف حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي وضعه الحلف لنفسه.
ويقول اللفتنانت جنرال المتقاعد، بن هودجز، الذي تولى الاشراف على القوات البرية الأمريكية في أوروبا خلال الفترة من عام 2014 وحتى عام 2017، إنه يشكك في فكرة خفض مستويات القوات لأنها تعمل على إبعاد حليف، وتؤذي حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في أوروبا، ومن المرجح أن يصعب تنفيذها ولا تعزز المصالح الأمريكية.
وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “إنها تضرنا وتضر بحلفائنا، إنها لا تعاقب ألمانيا، وهي هدية للكرملين”.
ولطالما انتقد ترامب ألمانيا بسبب عدم تعزيزها لإنفاقها الدفاعي، وتتطلب التزامات الناتو منها إنفاق ما يعادل 2% من إجمالي الناتج المحلي، وهو مستوى لا تصل إليه ألمانيا.
ثم صعّد ترامب الموقف مؤخراً بإعلانه أنه سيقوم بسحب نحو 10 آلاف جندي من ألمانيا، حيث قال إن إبقاء القوات هناك يكلف الولايات المتحدة الكثير من المال، بينما لا تقوم ألمانيا بالاستثمار بالقدر الكاف في جيشها.
وقال هودجز إن الكثير من القوات المتمركزة في ألمانيا اليوم، تعمل كدعم لمهام أمريكية أخرى أكثر بعداً، ولكنها تقف أيضا مستعدة لتقديم المساعدة لحلفاء الناتو الآخرين في أوروبا.
وأشار ترامب إلى أنه من الممكن أن يتم نقل القوات إلى بولندا، إلا أن هودجز، قال إن ذلك لن يكون بالأمر السهل بسبب الاتفاقيات القانونية، التي تسمى بـ”اتفاقيات وضع القوات”، التي ستحتاج إلى تفاوض لتمكن من الوجود طويل الأمد للقوات هناك، وفي حال لم يفلح ذلك، فليس هناك ما يضمن أن تسمح الحكومة الألمانية في المستقبل للولايات المتحدة بإعادة القوات.
وقال هودجز، وهو أيضاً خبير في الدراسات الاستراتيجية في “مركز تحليل السياسات الأوروبية”، إن ذلك يرقى إلى فوز لروسيا، التي لطالما عانت من الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا.
وأضاف هودجز: “أنهم لم يفعلوا شيئا لتغيير السلوك، ومع ذلك يحصلون على خفض بنسبة 28% في القدرات الأمريكية بألمانيا.. من الواضح أنها ليست نتيجة للتحليل الاستراتيجي”.
وقال إن الأسوأ من ذلك هو أن الأمر يضر بالمصالح الأمريكية.
ومع ذلك، قال هودجز إن ذلك لا يعفي ألمانيا من هدف الإنفاق الخاص بالناتو، والذي وصفه بأنه “مسؤولية والتزام”.
وأوضح أن القادة الألمان بحاجة إلى الوصول إلى طريقة لإقناع الناخبين بأن الاستثمارات العسكرية لا غنى عنها في ضوء التهديدات الخارجية، سواء كان ذلك في شكل قوات على الارض أو هجمات إلكترونية.
وقال إن “ألمانيا يجب أن تستثمر في الدفاع بدوافعها الخاصة، وليس لأن هناك شخصاً آخر يقول إنها يجب أن تقوم بذلك”.
وحذر من أن الضغط من أجل الاستثمار لن يزول أيضاً، مشيراً إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما كان قد شكا في الماضي من “المنتفعين بلا مقابل” من الإنفاق الأمني الأمريكي، وقال هودجز إن أي رئيس أمريكي يتوقع أن تفي ألمانيا بأهداف الناتو.
وأشار إلى أنه “حتى إذا كانت هناك رئاسة جديدة ستبدأ في عام 2021، سيظل هناك توقعات من الشعب الأمريكي وإدارة جو بايدن المحتملة بأن ألمانيا ما زالت لديها التزام.. وعلى الرغم من أنني آمل أن تكون هناك نغمة مختلفة وأكثر ودية بين حليفين قديمين عما نشهده ونسمعه الآن”.
وقال إن المشكلة بشأن هذه النقطة، تعتبر دبلوماسية.
وقال هودجز إنه يشعر وكأن قرار القوات يتم اتخاذه مع التركيز على السياسة الأمريكية، ولكنه أضاف أن هناك معارضة لهذه الخطوة في الكونغرس، كما تساءل عما إذا كانت الخطة يمكن أن تحدث خلال النصف الثاني من العام، بحسب ما قاله ترامب، حيث لا توجد حتى الآن خطة قائمة لحركة القوات، وقال هودجز إن ذلك يترك المزيد من العمل أكثر مما يمكن القيام به في غضون شهرين ونصف. (DPA)[ads3]