درعا .. فشل روسي آخر
درعا تغلي، ولا يمرّ يوم من دون تظاهرات واشتباكات مسلحة وسقوط ضحايا من أهل البلد، في ظل هشاشة الوضعين السياسي والأمني، واستمرار عمليات الاغتيالات والتصفيات. وبعد مرور عامين على اتفاق التسوية الذي أبرمه الروس في قاعدة حميميم في 18 يونيو/ حزيران 2018، بدا وكأن الموقف عاد إلى المربع الأول. والمسألة التي يمكن الوقوف عندها، أن نصوص الاتفاق لم ينفذها النظام لجهة عودة الخدمات والإفراج عن المعتقلين، بل على العكس، ما جرى أن النظام أعاد أجهزة الأمن والشرطة، ولم يفرج عن المعتقلين، وأصرّ على ترحيل أعداد كبيرة من المقاتلين الرافضين للتسويات إلى الشمال في مارس/ آذار الماضي.
ويعكس استمرار مظاهر الفوضى الأمنية صعوبة سيطرة النظام السوري على مناطق التسويات، وذلك على خلاف المناطق التي لم تخرج أصلاً عن سيطرته، وبات يصعب توقّع اندلاع مظاهر احتجاج فيها بسبب إحكام القبضة الأمنية عليها، إلا أن المغزى الفعلي لما يحصل في درعا عموماً، يشكل أولاً فشل روسيا في فرض حالةٍ من الاستقرار في الجنوب، كما تعهدت حين توقيع الاتفاق قبل عامين. وفي ذلك الوقت، قدّمت جملة من الوعود لتسوية وضع درعا، بوصفها طرفاً ضامناً يبعد أي حضور أمني للنظام، ما عدا جهاز الشرطة بمعية أجهزة الدولة المدنية.
والأمر الثاني أن روسيا استطاعت أن تُلزم المعارضة المسلحة بالاتفاق، التي قامت، بعد فترة قصيرة، بتسليم السلاحين، الثقيل والمتوسط، بالإضافة إلى تسليم النقاط الحدودية لقوات النظام. وفي المقابل، التزمت قوات النظام عدم دخول أي نقطةٍ شملها اتفاق التسوية، مثل منطقتي درعا وطفس. وكان يفترض أيضاً تصفير سجل أي شخص مطلوب بناءً على تلك التسوية، لكن مخابرات النظام واصلت اعتقال المدنيين والعناصر السابقين في فصائل المعارضة، وأحصت المعارضة قرابة 600 حالة اعتقال في حوران، خلال الفترة التي تلت اتفاق التسوية، وأفرج عن عدد قليل من المعتقلين، بعد ضغط من لجان المفاوضات، فيما بقي ملف المعتقلين في سجون قوات النظام عالقاً، في ظل عدم التزام النظام الإفراج عن المعتقلين الذين يتجاوز عددهم 4500 من حوران فقط، أو حتى بيان أوضاعهم، على قيد الحياة أو لا.
والنقطة الثالثة التي تبدو واضحة، أن روسيا لم تتمكن من تنفيذ التفاهمات مع إسرائيل في ما يخص محافظة درعا، القائمة على إبعاد الوجود الإيراني وحزب الله إلى 80 كلم عن الجنوب. وظهر في الآونة الأخيرة أن إيران ومليشيات حزب الله لا تزالان تحتفظان بقوات عسكرية، وتمارسان أعمال القمع والقتل، وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، في مايو/ أيار الماضي، عن تجوّل ضباط من النظام السوري برفقة قيادات من حزب الله في درعا والقنيطرة، وخصوصاً عند المناطق الحدودية، وأن تلك الجولات أكدت مراقبة الضباط من كثب خطوط الجبهة مع إسرائيل، وتلا ذلك قصف إسرائيل أهدافاً إيرانية عسكرية في المنطقة.
وإزاء هذه الخريطة، يبدو أن روسيا فشلت في ضبط الموقف وفق الصيغة التي كانت تريدها، والدليل على هذا ما تعرّض له قبل أيام عناصر من التسويات محسوبون عليها من الفيلق الخامس الذي يقوده أحمد العودة. وعليه، سيبقى الوضع مفتوحاً للاحتمالات، والاحتمال الذي يرجّحه العارفون بالوضع في الجنوب، أن يستمر التوتر، ويتسارع الانهيار، في ظل عدم تدخل الروس بقوة. والاحتمال الثاني أن تدخل إسرائيل على الخط من أجل مواجهة الوجود الإيراني الذي لا يمكن القضاء عليه بالغارات الجوية فقط.
بشير البكر – العربي الجديد[ads3]
اذا ما صار الحكم بالصرماية ما رح يمشي الحال ..
فشل او نجاح مافي.. كلو متل بعضو .. سورية فاشلة دوليا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا وادبيا و على كافة الاصعدة. وكل الخطابات عن الصمود والنجاحات الكبيرة للمعارضة والموالاة حكي فاضي ما حدا بيشتريه ولا حتى اغبى اغبياء العالم..
مافي غير الصرماية لحل الامور بين السوريين ابناء الوطن الواحد ..
لولا الموافقة الاسرائيلية لم تكن لتتواجد اي قوات ايرانية على الاراضي السورية يا بشير يافهمان ولكن الاغبياء والعملاء كثييرين
لولا الروس لما وجد مسلح واحد على قيد الحياة في درعا اليوم
لا تقولو فشل روسي فهم من حافظ على حياة المسلحين في درعا ولو كان الامر بيد النظام لقتلهم جميعا او هجرهم او دمر درعا فوق رؤوسهم