ألمانيا تدعو للمصالحة في ذكرى سريبرينيتشا و تحذر ” يجب ألا تتكرر “
دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى المصالحة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة سربرنيتشا.
وفي رسالة عبر الفيديو موجهة إلى الفعالية المركزية لإحياء ذكرى المذبحة في جمهورية البوسنة والهرسك، قال شتاينماير :”تذكر المعاناة والألم مكون محوري للمصالحة، كما أن المعالجة الجنائية للأحداث تُعَدُّ بنفس القدر من أسس هذا الأمر، لكن ليس هذا كل شيء”.
وأضاف الرئيس الألماني: “يجب بناء جسور جديدة مكان القديمة التي دُمِّرَتْ، وخلق الثقة في المكان الذي ساد فيه تحريض الناس ضد بعضهم بعضاً من خلال خطاب الحرب المفعم بالكراهية، والبحث عن الحوار في المكان الذي لم تُقَلْ فيه كلمة على مدار فترة طويلة”.
وأشار شتاينماير في حديثه إلى الذين يدافعون عن هذا الأمر في البوسنة والهرسك وكامل منطقة غرب البلقان، وناشد الساسة، قائلاً: ” بمناسبة يوم الذكرى، أتمنى للأطراف السياسية التحلي بنفس الشجاعة لكي تواجه في نهاية المطاف الإرث التاريخي، ولكي تدعم المعالجة المجتمعية (لهذه الأحداث)، فهي تُعْتَبَر إلى حد كبير شرطاً لتطور سلمي ومستقر لبلادكم وللمنطقة برمتها في الطريق نحو أوروبا”.
ووسع شتاينماير نطاق التركيز ليتجاوز مذبحة سربرنيتشا وليشمل جميع ضحايا الحروب اليوغسلافية، فقال إن “الجرائم التي تم ارتكابها هنا، هي التعبير المتطرف عن أعمال التطهير العرقي التي لم تكن هدفاً لطرف واحد فقط من أطراف الحرب، وقد اندرجت أعمال النهب والتشريد والتعذيب والقتل والاغتصاب الجماعي، ضمن الأحداث اليومية آنذاك وأدت إلى دوامة مفزعة من العنف والعنف المضاد”.
وأعرب شتاينماير عن مواساته لجميع ضحايا الحرب والعنف في النزاعات التي وقعت في يوغسلافيا السابقة خلال تسعينيات القرن الماضي، كما أعرب عن مواساته الخاصة اليوم لضحايا سربرنيتشا وذويهم.
بدوره، أحيا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بكلمات مؤثرة ذكرى الضحايا، وقال ماس، السبت، بمناسبة مرور 25 عاماً على المذبحة: “8 آلاف شاب مسلم ورجل قُتلوا، وذلك تحت أنظار العالم، نهاية القرن العشرين في وسط أوروبا.. نحن متفقون: سربرنيتشا يجب أن لا تتكرر مطلقاً.. يجب أن نواجه بحسم النزعات القومية المتطرفة، حيثما نصادفها”.
وذكر ماس أنه لا يوجد مكان آخر مثل سربرنيتشا يرمز إلى الفظائع والجرائم ضد الإنسانية في دول يوغوسلافيا السابقة التي ارتكبت في تسعينيات القرن الماضي، وقال الوزير: “اليوم نحن مع ضحايا الإبادة الجماعية في سربرنيتشا، وأقاربهم – بأفكارنا وقلوبنا”، مضيفاً أن إحياء الذكرى يجب أن يكون حافزاً لاتباع مسار المصالحة وإعادة التقييم باستمرار.
يُذكر أن نحو ثمانية آلاف شخص قُتلوا خلال عدة أيام اعتباراً من الحادي عشر من تموز 1995، عندما اجتاحت قوات صرب البوسنة المدينة بعدما أعلنتها الأمم المتحدة منطقة أمنية، دون أن توفر لها الحماية.
وتعتبر تلك المذبحة من أشد الفظائع التي تم ارتكابها خلال الحرب البوسنية (1992ـ 1995) وهي أول مذبحة جماعية يتم ارتكابها في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 194.
وبموجب اتفاق “دايتون” للسلام الذي تم التوصل إليه عام 1995 برعاية أمريكية، ظلت سربرنيتشا ذات الأغلبية الصربية جزءاً من “جمهورية صربيا”، وهي واحدة من منطقتين تتمتعان بحكم ذاتي واسع في الدولة البوسنية.
وأُدين الجنرال الصربي السابق راتكو ملاديتش في عام 2017 بصفته المتهم الرئيسي في جريمة الإبادة الجماعية في سربرنيتشا، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. (DPA – DW)[ads3]