صحيفة : غرفة عمليات ” خماسية ” و دستور جديد قريباً .. و بقاء بشار ” لم يعد مهماً “

تبدو تراتبية طازجة فعلا تمثل محاكاة للواقع على الأرض وتكريسا لتلك المحاصصة السيكولوجية في إدارة الملف السوري.

هل الرئيس بشار الأسد يمسك تماما بزمام الأمور ويتخذ كل القرارات الاساسية منفردا؟

.. يبدو سؤالا ترفيا في واحدة من المراحل الصعبة جدا التي تعيشها الدولة السورية وهي تغرق بتفاصيل اليومي وبالتفصيل المضجر بعدما فرض قانون القيصر الأمريكي بالشكل والمضمون ايقاعه على جميع المستويات وبدا انه محصلة لتفاهم ما خلف الستارة مع لاعبين دوليين من الواضح انهما يتشاركان اليوم في ادارة دفة الامور.

الهموم المعيشية تتراكم في الداخل السوري كما لم يحصل من قبل والوضع الاقتصادي في أسوأ سيناريو والانباء تتراكم عن اجتماعات مكثفة على مستوى الادارة المالية والمصرفية للدولة لا علاقة لها فقط بالسيطرة على اموال رامي مخلوف والجدل المثار حول قضيته ولكن لها علاقة بقيمة الليرة السورية اليوم .

مما يقترحه البعض في ظل وضع معيشي صعب ومعقد وصل الى نقاش نادر يفكر ولأول مرة بإلغاء الليرة السورية او العمل على توفير عملة بديله عنها .

الارهاق المعيشي خصوصا عندما يتعلق الامر برواتب موظفي القطاع العام والوضع الصحي وتدبير المحروقات وحتى مخزون المواد الغذائية اصبح بمثابة الهم اليومي الذي يتجاوز مخاطر ما يسمى اعلاميا بالمؤامرة على سوريا وبصيغة تشغل كبار المسؤولين وصغارهم .

ما يتسرب من التفاهم الامريكي الروسي الالماني الثلاثي في ظل التحديات المالية والمعيشية التي تحاصر الدولة السورية اليوم يؤشر على معطيات غير مسبوقة في المشهد والتجاذب والنقاش قد يكون اهمها وقف الجدال من اساسه في مسألة بقاء او رحيل الرئيس بشار الاسد وعلى اساس ان هذه المسالة مجرد تفصيلة اليوم خصوصا في ظل الخلافات الافقية والتصدعات بعد قضية رامي مخلوف داخل الطائفة العلوية .

وخصوصا ايضا في ظل حالة الاستياء في مدن الساحل جراء الانتشار الواسع والبشع للجريمة .

تم التوافق وبدعم الماني تحديدا على تهميش قصة بقاء او رحيل الأسد مرحليا مع الحرص على ما تبقى من مؤسسات الدولة السورية العميقة والتركيز على الحاجة الملحة في المستقبل القريب لنخب التكنوقراط والأمن والبيروقراط في الدولة السورية .

تدخلت القنوات الالمانية بقوة في الأيام الأخيرة لمنع مطاردة او استهداف نحو 70 شخصية على الاقل يصنفها العمق الالماني باعتبارها شخصيات ونخب مهمة للمستقبل.

أصول المستجدات الطازجة تضمنت أيضا التوقف إسرائيليا وأمريكيا تحديدا، عن المطالبة برحيل ايران من معادلة الداخل السوري وتأجيل هذه المسألة الشائكة بموافقة روسية تحديدا الى مرحلة الصفقة الشاملة مع التركيز على شرط روسي سمعته طهران جيدا، ويقضي بعدم الرد من الداخل السوري على اي عمليات عسكرية اسرائيلية .

بالمقابل حصل الايرانيون وحلفائهم في لبنان على ترتيب يسمح لحزب الله بالرد والاشتباك من لبنان وليس من الداخل السوري في حال حصول اعتداء اسرائيلي .

يبدو بالمقابل ان الرئيس بشار الاسد اطلقت يده في مشروع استعادة ما يريد استعادته من اموال سيطر عليها خصوم له من اركان النظام .مع وجود حماس ألماني لعدم تكرار التجربة المصرية والحفاظ عبلى بنية ما تبقى من الدولة العميقة في النظام السوري وخصوصا في المسار الامني .

والجديد الاهم هو تشكيل غرفة عمليات خماسية هذه المرة تضم الايرانيين والالمان والروس والسوريين وحزب الله في بادرة تتحرك بهذا الاتجاه لأول مرة عمليا على امل تكريس سلسلة من الهدوء تتعامل مع تداعيات الواقع الموضوعي.

وتظهر قدرا من الاحترام بضمانة موسكو لما يراه الامريكيون تحديدا خطوطا حمراء لا مجال لتجاوزها مثل تعزيز الوجود العسكري الايراني في الداخل السوري او التراجع عن الحصار وتشريعاته وقوانينه مثل القيصر وايضا مثل عدم التحدث عن ضمانة لأن يبقى بشار الاسد مستقبلا .

تلك الغرفة الخماسية قد تكون المحطة الأكثر تشويقا وجذبا في المستجدات الفعالة في النظام السوري .
والترتيب على الأقل بين الألمان والروس هو ان تستثمر غرفة العمليات الخماسية بوجود الإيرانيين للانتقال الى خطوة متقدمة لا تعارضها أيضا تركيا في اجندة قمة سوشي الثلاثية القديمة حيث استعداد فعلي أول مرة دون معارضة الرئيس بشار وباتجاهات عقلانية واقعية من اركان متعددون في العمق السوري للبحث في مسودة دستور جديد يسمح بالانتقال ويؤسس لحالة قانونية جديدة لكنها خالية هذه المرة من الخلاف المتعلق سواء بالطائفة او برؤوس الأموال او حتى بالرئيس بشار نفسه.

صحيفة القدس العربي[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. من ايران ومن حزب الله ليقرر مصير السوريين مقال سخيف من جريده القدس العربي