جيف حيوانات تركت لسنوات لمعرفة تأثير تحللها على النظام البيئي
بعد حوالي أربع سنوات من الملاحظة والدراسة، ظهرت نتائج دراسة هدفت للتعرف على الآثار التي يخلفها ترك جيف الحيوانات النافقة دون دفنها أو التخلص منها بأي وسيلة أخرى.
فوفقا لدراسة أجرتها جامعة South-Eastern Norway وتم نشرها مؤخرا على موقع Royal Society العلمي، تسبب حادث مناخي في خلق ما تم وصفه في الدراسة بـ “أرض الخوف”، حيث تقوم الحيوانات آكلة اللحوم كالذئاب والثعالب والنسور بتناول لحوم الحيوانات النافقة.
ففي شهر أغسطس/آب عام 2016، نفق 323 من حيوانات الرَنّة صعقا بالبرق أعلى هضبة هاردنجيرفيدا بالنرويج. وبدلاً من إزالة الحيوانات النافقة، تقرر حينها تركها كما هي دون أي تدخل بشري للسماح لها بالتحلل بشكل طبيعي لدارسة أثر ذلك على النظام البيئي، وفقا لموقع “غارديان” البريطاني.
وسمحت التجربة للعلماء بتحقيق “فهم أفضل لقرارات الحيوانات آكلة اللحوم بشأن الطعام، ومقايضة السلامة مقابل الحصول على الطعام، والعلاقة بين المفترس وفريسته، وكيف تتشكل المجتمعات على أساس وفرة الغذاء”.
وتوصل العلماء لنتائجهم عبر تثبيت كاميرات لتسجيل حركة الحيوانات المفترسة حول الجيف الممدة أعلى الهضبة الموجودة على ارتفاع 1220 متر فوق سطح البحر والواقعة على بعد ثلاث ساعات سيرا من أقرب مدينة لها.
ولكن الحيوانات النافقة لم توفر الغذاء للحيوانات اللاحمة فقط، حيث وجدت الطيور طعامًا لها في الحشرات التي تكوّنت على الجثث الممدة، كما لعبت الجثث دورًا أيضًا في توفير بذور لنمو أنواع من التوت.
وامتدت الآثار المختلفة لترك الأجسام النافقة دون دفنها للسنوات التالية، إذ ظهرت بالمكان خلال عام 2017 طيور كالغربان والنسور أصبحت شبه غائبة لاحقا خلال عام 2018، ليحدث العكس مع القوارض التي اختفت عام 2017 ثم ظهرت في العام التالي.
ويشير المشرف علي البحث، شان فرانك، إلى أن فكرة ترك الأجسام النافقة لا تزال “تابو” خوفا من انتشار الأمراض، وهو ما يعني محدودية الأبحاث التي تمت عن كيفية تزويد الأجسام النافقة النظام البيئي بالتغذية”.
ويرى فرانك أن معظم التركيز ينصب علي الحيوانات وهي على قيد الحياة قائلا: “أعتقد أن الناس اليوم بدؤوا يستعدون للتعامل مع الأجسام النافقة، على الأقل فيما يتعلق بأبحاث الحياة البرية”.
وفي أوروبا، لا يتم ترك أجسام الحيوانات النافقة لتتحلل بشكل طبيعي سوى في حالات استثنائية إن كانت توفر الطعام لفصائل نادرة. ولكن في أغلب الأحوال، تتم إزالة الأجسام النافقة كبيرة الحجم من المحميات الطبيعية، وفقا لموقع “غارديان”. (Deutsche Welle)[ads3]