يحلم برؤية سوريا تعج بالزوار من جديد .. سبعيني سوري أصم يجيد التحدث بعدة لغات

للبائع السوري الأصم ديب بلح (70 عاماً)، وهو صاحب محل لتصنيع وبيع المنتجات الجلدية، أسلوبه الخاص في التواصل مع زبائنه وجيرانه في دمشق القديمة.

فقد استطاع بلح، الذي ولد بمشكلات في السمع انتهت بإصابته بالصمم، التأقلم مع ظروفه وتعلم سريعاً قراءة الشفاه من أجل التواصل مع من حوله.

ولم يكتف الرجل، وهو أب لخمسة أبناء، وجد لثمانية أحفاد، بتعلم قراءة حركة الشفاه فقط، لكنه أصرّ على تطوير مهاراته أكثر وتعلم لغات عدة، أثناء عمله في محله بالعاصمة السورية.

وقال بلح: «الزبائن والناس كلها تعرف بضاعتي، والأجانب يحبون هذه البضاعة، وأنا بحكي عربي وإنجليزي وإشارة، وبطلب منهم أن يحكوا شوية شوية وبفهم عليهم».

وأوضح وسام، ابن ديب، أن «والده مصدر إلهام لعائلته»، وشرح كيف أن والده لم يعرف الاستسلام أبداً في ما يتعلق بالتعليم، ووصل به الأمر إلى الحصول على منحة دراسية في النرويج.

وديب بلح رمز من رموز حي القيمرية في دمشق، وعادة ما يتواصل معه الزبائن وأصدقاؤه من البائعين الآخرين لتنبيهه بقدوم موعد الصلاة، فهو لا يسمع الآذان بسبب علته.

وقالت زبونة في محل ديب: «بنتطلع على حركة الشفايف عنده، وبيتطلع هو على شفايفنا بنوضح له الحكي شوية».

وأضاف ديب أنه «يفتقد في الظروف الراهنة التفاعل مع السائحين الأجانب الذين يتناقص عددهم بشكل متزايد بسبب الحرب، إضافة لتفشي وباء فيروس (كورونا)، الذي أتى على ما بقي من قطاع السياحة».

ويحلم بلح باليوم الذي يرى فيه بلده سورية – ومحله كذلك – يعجان بالزوّار والسائحين الأجانب مجدداً. (REUTERS)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات