رياضيو ألمانيا يبرزون ضمن ضحايا قرار مقاطعة أولمبياد موسكو
عندما سارت ألمانيا الغربية على نهج الولايات المتحدة الأمريكية في مقاطعتها لدورة الألعاب الأولمبية عام 1980 في موسكو، كان الرياضيون هم ضحايا هذه المقاطعة، وكان أحدهم هو توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية حاليا.
وخلال هذه الدورة الأولمبية في موسكو، رفع علم ألماني واحد في حفل الافتتاح الذي أقيم في 19 تموز 1980.
وقررت ألمانيا الغربية أن تتبع حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة في مقاطعة هذه الدورة الألمانية، فيما شاركت ألمانيا الشرقية واحتلت المركز الثاني في جدول ميداليات هذه النسخة الأولمبية خلف الاتحاد السوفيتي السابق، وحصدت ألمانيا الشرقية وقتها 126 ميدالية متنوعة منها 47 ذهبية.
وبعدها بأربع سنوات، تبعت ألمانيا الشرقية الكتلة السوفيتية وقاطعت أولمبياد لوس أنجليس 1984.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر طرح فكرة المقاطعة في كانون الأول 1980 رداً على الغزو السوفيتي لأفغانستان، وطالب حلفاء الولايات المتحدة بالانضمام إليها في قرار المقاطعة.
ورضخت اللجنة الأولمبية الأمريكية في النهاية لضغوط البيت الأبيض. كما تبعتها ألمانيا الغربية باتخاذ قرار المقاطعة في 15 أيار 1980، من خلال تصويت وافق خلاله 59 من أعضاء الجمعية العمومية للجنة على قرار المقاطعة، فيما رفض 40 عضواً القرار.
وحاول ويلي داوم رئيس اللجنة الأولمبية الألمانية آنذاك، وتوماس باخ المتحدث عن الرياضيين وقتها، ورياضيون بارزون مثل جويدو كراتشمير نجم المسابقة العشارية وكورنيليا هانيتش بطلة المبارزة، عبثاً التصدي لقرار المقاطعة الذي يظلم الرياضيين.
ودعا المستشار الألماني هيلموت شميت بعض الرياضيين المستائين من قرار المقاطعة لتبادل وجهات النظر خلال اجتماع معهم ولكن القرار لم يتغير.
وصرح توماس فيسنغهاغ، الذي كان مرشحاً لميدالية في سباق 5000 متر، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قائلاً: “حاول (شميت) توضيح دوافعه.. كان ذلك جيداً، كما وجدت أنه من الجيد أنك لا تستطيع أن تجعله يغير رأيه”.
وأضاف: “لم نتمكن من إثنائه عن القرار”.
واعترف فيسنغهاغ بأن الرياضة الألمانية كان يتعين عليها التصرف بشكل مختلف على غرار دول أخرى مثل بريطانيا أو فرنسا التي أرسلت بعثاتها إلى أولمبياد موسكو.
ولكن مناصب المسؤولين الرياضيين البارزين صنعت الفارق، حيث كان ويلي واير رئيس الاتحاد الرياضي الألماني، على سبيل المثال، سياسياً بارزاً في الحزب الليبرالي، وكان هذا الحزب هو الشريك الأحدث في الحكومة الائتلافية بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شميت.
وأعلن جوزيف نيكرمان، الرياضي الأولمبي السابق الذي ترأس مؤسسة دعم الرياضة الألمانية، تأييده لقرار المقاطعة الذي شهد في النهاية مقاطعة 42 دولة لأولمبياد موسكو 1980.
بددت هذه المقاطعة الكثير من الأحلام الأولمبية مثل حلم هاينر براند لاعب منتخب اليد الألماني الفائز بلقب كأس العالم 1978 وكراتشمير الذي فاز بالميدالية الفضية في أولمبياد 1976 وكان في قمة مستواه عام 1980.
وقال كراتشمير لـ(د.ب.أ): “كان أمراً مزعجاً ومروعاً في البداية”، مشيرًا إلى أنه كان في قمة مستواه الرياضي.
وأثبت كراتشمير ذلك من خلال تحسين الرقم القياسي العالمي للمسابقة العشارية بعدها بأسابيع قليلة كما حقق فيسنغهاغ رقماً قياسياً ألمانياً لسباق 1500 متر، ما يزال صامداً حتى الآن.
واعترف شميت بعدها بعدة سنوات بأن “المقاطعة كانت خطأ”.
واعترف باخ في منتصف أيار الماضي بأن حالة المقاطعة التي شهدتها دورة الألعاب الأولمبية عام 1980 كانت الباعث الرئيسي في مسيرته باللجنة الأولمبية الدولية.
وقال باخ بمناسبة الذكرى الـ40 لاتخاذ ألمانيا قرار مقاطعة أولمبياد موسكو 1980: “لم أكن لأصبح في اللجنة الأولمبية الدولية بدون هذه المقاطعة”.
وقال باخ، الفائز مع ألمانيا بذهبية الفرق في المبارزة بأولمبياد 1976: “وما جعل هذه التجربة بمثل هذا القدر من المرارة هو أن التجاهل التام لأصوات الرياضيين كان محسوساً في الوسط الرياضي وفي المجتمع ككل”. (DPA)[ads3]