أزمة كورونا تدفع دولاً لتقديم عروض مغرية للحصول على جنسياتها

تعرضت دول تقع في منطقة بحر الكاريبي إلى خسائر فادحة جراء تراجع السياحة العالمية بسبب أزمة كورونا، ما دفع بعض دول المنطقة إلى عرض جنسياتها للبيع بسعر أقل مما كان مقابل الاستثمار.

وقالت وكالة “نوفوستي”، في تقرير نشرته الاثنين، إن الطلب على شراء الجنسيات تضاعف في خضم أزمة كورونا بحسب خبراء مختصين في مجال الهجرة الاستثمارية.

وفي مارس الماضي، حذر محللون من أن جائحة كورونا ستشكل صدمة على دول منطقة الكاريبي بسبب اعتماد اقتصادات هذه الدول بشكل كبير على عائدات السياحة، فعلى سبيل المثال في البهاما وبربادوس وجامايكا تشكل السياحة 34% – 48% من الناتج المحلي الإجمالي.

ووفقا لتقديرات البنك والمجلس العالمي للسياحة والسفر، فإن التدفق السياحي إلى منطقة الكاريبي سينهار بنسبة 75% بحلول نهاية العام الجاري، وذلك بناء على سيناريو متشائم ومع الأخذ في الاعتبار مخاطر حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا.

ويعني ذلك أن الناتج المحلي الإجمالي لدول منطقة الكاريبي سيتراجع بشكل ملحوظ إذا تحقق هذا السيناريو، فعلى سبيل المثال جزر البهاما سيتقلص اقتصادها هذا العام بمقدار الربع.

ووفقا للتقديرات الأولية فإن انهيار صناعة السياحة من المتوقع أن يكبد دول الكاريبي خسائر بنحو 44 مليار دولار، فيما حقق هذا القطاع العام الماضي لدول المنطقة عائدات بما يقارب 59 مليار دولار.

وفي ظل ذلك بدأت دول في منطقة الكريبي في البحث عن مصادر تمويل بديلة، ومنها عرض الجنسية مقابل الاستثمار أو ما يسمى برنامج “جواز السفر الذهبي”.

وسهلت دول في منطقة الكريبي على الأغنياء الأجانب شروط الحصول على الجنسية في ظل أزمة كورونا.

فعلى سبيل المثال، خفضت سانت لوسيا، وهي دولة جزيرة في شرق البحر الكاريبي، نهاية العام الماضي عتبة الاستثمارات المطلوبة للحصول على الجنسية بمقدار النصف إلى 250 ألف دولار أو 300 ألف دولار لعائلة مكونة من 4 أفراد.

فيما خفضت دول جزيرتي سانت كيتس ونيفيس عتبة الاستثمار بمقدار الربع، وذلك كجزء من “عرض خاص” يمتد حتى نهاية العام الجاري، والآن يجب على الشخص الذي يريد الحصول على جنسية هذه الدولة إيداع 150 ألف دولار في صندوق سيادي حكومي.

أما في دولتي غرينادا ودومينيكا فيمكن الحصول على الجنسية مقابل استثمار مبلغ أقل، إذ يتطب استثمار 100 ألف دولار فقط.

وعن سبب رغبة الأجانب في شراء جنسيات من دول الكاريبي، أشار التقرير إلى أن الجنسية الكاريبية توفر لحاملها فرصة السفر بدون تأشيرة إلى مئات الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة وإيطاليا.

علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يريدون الحصول على جنسية دول الكاريبي لا يحتاجون للسفر إليها من أجل الحصول على الجنسية إذ يمكن التقديم عليها عن بعد، وذلك خلافا لدول أوروبية مثل مالطا وقبرص.

كما أن الحصول على جنسية دول أوروبية يتطلب استثمار مبلغ أكبر، فمثلا جنسية مالطا أو قبرص تكلف من مليون إلى مليوني يورو، كما أنه يطلب العيش لفترة في الجزيرتين. (RT)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها