وكالة تركية : وفد ألماني يمنح “علامة كاملة” لـ “السياحة الآمنة” بتركيا
أشاد خبراء سياحة ألمان، بالإجراءات التي اتخذتها تركيا في قطاع السياحة، للوقاية من فيروس كورونا، مانحين تلك الإجراءات علامة كاملة، خلال تقييمهم للواقع التركي في هذا القطاع.
وبناء على دعوة وجهتها وزارة الثقافة والسياحة التركية، أجرى وفد مؤلف من 35 خبيرا ألمانيا في مجال السياحة، زيارة لمدينة إزمير التركية (غرب)، في الفترة من 16 إلى 19 يوليو/ تموز الجاري، للوقوف على التدابير الوقائية المتخذة في المنشآت السياحية.
وأجرى الوفد الذي ضم أصحاب وكالات سياحة رائدة، ومنظمو رحلات سياحية، وكتّاب سياحة ألمان، زيارة إلى أهم وجهات الإصطياف في ولايتي إزمير وأيدين (غرب)، حيث تلقوا معلومات عن التدابير المتخذة في قطاع السياحة، للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.
ومع انتشار فيروس كورونا، تحولت العديد من الشواطئ النائية بولاية إزمير، إلى قبلة لنوع جديد من السياحة، تسمى بـ”السياحة الانعزالية”.
وتشكل سواحل قضاء ديكيللي بولاية إزمير، إحدى أبرز نقاط جذب السياحة الانعزالية، لكثرة الخلجان والرؤوس البحرية فيها، وامتدادها على طول 40 كيلو مترا، وبعدها عن مركز مدينة إزمير بمسافة 120 كيلو مترا.
** السياحة الآمنة
وفي 15 يوليو/تموز الجاري، أعلنت وزارة الثقافة والسياحة التركية، أن ممثلين شركات وخبراء في السياحة من 7 مدن ألمانية مختلفة، سيشاركون في فعالية لاختبار برنامج “شهادة السياحة الآمنة”، الذي بدأت تركيا بتطبيقه في ظل تفشي فيروس كورونا.
وبموجب برنامج “شهادة السياحة الآمنة”، تقوم وزارة الصحة التركية، بالتعاون مع وزارات الخارجية والداخلية والسياحة ومؤسسات دولية متخصصة، بمنح شهادات تؤكد التزام الفنادق والمطاعم والمنتجعات بمعايير السلامة من انتشار فيروس كورونا.
ويعتمد البرنامج على 4 ركائز أساسية هي صحة وسلامة المسافر، وصحة وسلامة العامل، والتدابير المتخذة في المنشآت، والتدابير المتخذة في وسائط النقل، ويتم من خلاله توثيق النظافة ومعايير السلامة الصحية في الطائرات والمطارات والفنادق والمطاعم.
وفي 11 يوليو/تموز الجاري، أشاد المدير الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغ، بنجاح تركيا في مكافحة كورونا، معتبرا أنها استوفت أهم القواعد المتعلقة بذلك.
وأوضح أن عدد الإصابات والوفيات جراء الفيروس انخفضت بنسبة 70 بالمئة في تركيا، منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، رغم أن البلاد شهدت في يونيو/حزيران الماضي، ارتفاعا طفيفا في حالات الإصابة، عقب إلغاء حظر التجوال الجزئي، قبل أن تستقر مجددا.
واستطرد: “تركيا حققت تقدما جيدا في مكافحة كورونا، حيث جرى تسجيل تطورين مهمين، الأول فتح المطارات تدريجيا، والثاني اعتماد شهادة السياحة الآمنة، في إطار برنامج الشهادات السياحية الصحية، المعتمد ضمن تدابير مكافحة الفيروس.
** قضاء عطلات آمنة
وقال رئيس تحرير مجلة “توريستيك أكتويل” السياحية الألمانية الشهيرة، ماتياس جورتلر، إنهم جاؤوا إلى تركيا، للوقوف على إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، المتخذة في المنشآت السياحية التركية.
وأضاف جورتلر، للأناضول: “نحن هنا لنرى كيف تحل تركيا هذه المشكلة، شاهدنا العديد من الفنادق وسافرنا بالحافلات، انطباعي كان جيدا، ذلك أن تركيا لم تدخر جهدًا في سبيل اتخاذ تدابير وقاية فعالة”.
وتابع: “تركيا تعتبر وجهة رئيسية للعطلات الآمنة، في الواقع نأمل أن يقوم الاتحاد الأوروبي برفع قيود السفر إلى تركيا في أقرب وقت ممكن، ذلك أن مثل هذه القيود هي في الأصل مثيرة للسخرية”.
وأشار جورتلر، إلى أن “قيود السفر إلى تركيا التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في الأساس لأسباب صحية، قد تقف وراءها عوامل سياسية، أيضا، لا سيما وأن خطر الإصابة بفيروس كورونا في تركيا ليس أكبر من مخاطر الإصابة به في إسبانيا أو إيطاليا”.
** إقبال ألماني
بدوره، قال مسؤول بشركة (Holzapfel) للسياحة في ألمانيا، باستيان ويبفلر، إنه قضى العديد من عطلاته في تركيا، واصفًا التجربة الأخيرة بـ”الرائعة”.
وأشار ويبفلر، إلى أنه خلال زيارته الحالية، ذهب إلى منشآت ووجهات سياحية في ولايتي إزمير وأيدين، بما في ذلك جميع الشواطئ التي يقصدها السياح، وشاهد بنفسه الإجراءات والتدابير الوقائية المتخذة.
وأضاف أن “التدابير الوقائية التي اتخذتها تركيا لتوفير سياحة آمنة، تتوافق مع المعايير العالمية”، مشيرا إلى أن “جودة التدابير الوقائية في تركيا أفضل من نظيراتها المتخذة في أجزاء كثيرة من أوروبا”.
وطالب ويبفلر، المجلس الأوروبي برفع قائمة قيود السفر إلى تركيا، داعيا مواطنيه الألمان إلى قضاء عطلاتهم في تركيا، لما توفره من سياحة آمنة ومنشآت سياحية عالية الجودة وشواطئ جميلة.
** تقدم تركيا
من جهته، قال نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، نادر آلب أصلان، إن “تركيا حققت عاما ناجحا للغاية من حيث الموسم السياحي لعام 2019”.
واستقبلت تركيا أكثر من 43 مليون سائح خلال 2019، بإيرادات بلغت 34.5 مليار دولار، أي بزيادة 17٪ عن 2018، وفق وزارة الثقافة والسياحة ومعهد الإحصاء التركيين.
وأضاف آلب أصلان، إلى أن “وزارة الثقافة والسياحة وضعت خطة تهدف لجذب أكثر من 75 مليون سائح إلى تركيا، بحلول العام 2023”.
وأشار إلى أن “وباء كورونا الذي انتشر في جميع دول العالم، أثر سلبًا على قطاع السياحة العالمي بما في ذلك تركيا”.
وذكر نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، أن “تركيا طبقت إجراءات مهمة وحساسة، من أجل ضمان سياحة آمنة للزوار، والعودة إلى الأيام المشرقة في قطاع السياحة”. (ANADOLU)[ads3]