” مناعة القطيع ” في أسوأ صورها .. إصابات بالجملة بفيروس كورونا في حلب و مأساة جديدة تضاف لمآسي الحلبيين
بات بحكم المؤكد أن ما يحصل في سوريا، أو حلب تحديداً، هو تطبيق، بحكم الأمر الواقع، لـ “مناعة القطيع” بأسوأ أشكالها وسيناريوهاتها، في ظل الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بفيروس كورونا، وفشل النظام في تقديم معلومات أو أرقام دقيقة، وتذرعه بالعقوبات المفروضة عليه.
وأكد مقيمون في حلب تواصل معهم عكس السير، أن أخبار الإصابات أصبحت حديث الساعة في المدينة، وما من شخص إلا لديه مصاب أو مخالط أو يعرف مصاباً أو مخالطاً من أقربائه ومعارفه.
وأشار أحد مصادر عكس السير إلى أنه علم خلال يومين فقط بإصابة ما لا يقل عن 15 شخصاً من أقاربه ومعارفه بفيروس كورونا، و10 من هؤلاء خالطوا ما لا يقل عن 5 أشخاص ولا يعلمون إن كانوا مصابين أم لا.
وحاول مصابون الذهاب إلى المستشفيات الخاصة والحكومية، وأكدوا أنهم إما طردوا بصريح العبارة بالقول “لا نستطيع فعل شيء لكم” أو “لا أماكن شاغرة” أو منحوا أدوية قالوا إنها تمنح لكل من يأتي ويقول إنه مصاب، دون أي مراعاة لأية حيثيات أو تفاصيل، ثم طلب منهم البقاء في منازلهم.
وذكروأ أيضاً أن لا جديد يذكر في ما يتعلق بالمستشفيات ووضعها، هي كما يعرفها الجميع (منذ عقود) هي أشبه بالمسالخ، وتفتقر للحد الأدنى من المعايير الطبية، ومعظمها يتعامل مع المصابين وكأنهم يعانون من نزلة برد، فلا إجراءات عزل ولا تعقيم.
وانتشرت مؤخراً العديد من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث فيها مصابون عن تجاربهم الكارثية (في دمشق وحلب وغيرها من المدن) مع المستشفيات أو الطوارئ أوالهلال الأحمر أو وزارة الصحة.
وبعد طول مكابرة وإنكار وإيراد لأرقام وإحصائيات إصابات غير منطقية، قالت وزارة الصحة في حكومة بشار الأسد، إن خطر جائحة كورونا يتزايد في سوريا، مشددة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية خلال عطلة عيد الأضحى لمنع تزايد الإصابات وانتشار العدوى.
وأضافت الوزارة في بيان أن “الوضع الوبائي الحالي يتطلب الحذر الشديد واتخاذ أعلى درجة الاحتياطات كالتباعد المكاني وتجنب التجمعات وأماكن الازدحام وارتداء الكمامات والانتباه بشكل خاص لكبار السن والمصابين بمشاكل قلبية ورئوية وبداء السكري وغيره من الأمراض المزمنة والتي تضعف المناعة”.
وأكدت أن “الإصابات المسجلة في سوريا هي للحالات التي أثبتت نتيجتها بالفحص المخبري فقط، فيما هناك حالات لا عرضية، كما أن الوزارة لا تملك الإمكانيات في ظل الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على البلاد الذي طال القطاع الصحي بكل مكوناته لإجراء مسحات عامة في المحافظات ما يبرز ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الفردية لضبط الانتشار وحماية الجميع”.
ورغم التأكيدات الأمريكية والأوروبية أن العقوبات المفروضة على نظام بشار الأسد لا تقترب على الإطلاق من القطاع الصحي أو الإغاثي، فإن النظام الذي يستطيع استيراد ما يرد من الصين وروسيا، يصر على تحميلها جميع الكوارث التي تعاني “دولة المؤسسات” منذ عقود.
وفي سياق متصل، وبدلاً من تقديم التسهيلات في ظل الحاجة الماسة لها، قالت وسائل إعلام موالية إن “مشروع صناعة المنافس الوطنية لمرضى كورونا لم يبصر النور”.
ونقلت عن رئيس الفريق التقني في صناعة منفسة أمل (التي روج لها فارس شهابي)، تيسير دركلت، قوله إن غرفة صناعة حلب قامت بتصنيع منفستين “لكنهما لم توضعا بالخدمة بعد، وتم تطويرهما بناء على المواصفات القياسية التي أرسلتها وزارة الصحة بعد 15 يوم من تقديم المبادرة، إلا أن الوزارة وضعت مواصفات منفسة دراكون الأمريكية وهو طلب تعجيزي”.
وأضاف: “أنهينا مبادرتنا في 14-4 وقدمنا لائحة العمل لوزارة الصحة في الـ20 من الشهر ذاته، وبعد 15 يوماً أرسلوا لنا مواصفات قياسية للعمل عليها، وفي بداية المشروع عملنا مع جامعة حلب بشكل رسمي وكان رد الجامعة باهت لدرجة السلبية وأدخلونا في متاهات الكتب، رغم وجود بروتوكول للتعاون العلمي بين غرفة الصناعة وجامعة حلب ومنذ أربع سنوات ندرّب طلاب الجامعة بمعاملنا بناء على الاتفاق الذي يتيح أي نوع للتعامل دون كتب وفي الوقت الذي يطلبه أحد الطرفين”.
وتشهد حلب، وينطبق معظم ما تشهده على معظم المدن، أزمة معيشية خانقة، حيث بات تأمين القوت اليومي للعائلة أمراً أشبه بمعجزة، في ظل انهيار الليرة وندرة فرص العمل وتفشي البطالة واضطرار المواطنين للوقوف مطولاً في عدة طوابير للحصول على احتياجاتهم الأساسية (خبز – مواد غذائية أساسية – غاز -…).
وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن حذرت من محاولة تحقيق “مناعة القطيع” ضد فيروس كورونا، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستقتل الكثير من الناس.
وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن نحو 60% إلى 80% من السكان يحتاجون إلى التطعيم أو تشكيل أجسام مضادة طبيعية لتحقيق مناعة القطيع.. أمام الفيروس طريق طويل في مجتمعاتنا قبل أن نصل إلى ذلك، ومجرد انتظار حدوث مناعة القطيع بالسماح للفيروس بالانتشار هو أمر خطير”.
وأضاف أن “الفيروس سيخلق مشاكل صحية طويلة الأمد، فهو مرض عنيف للغاية ويضغط على العديد من الأجهزة في الجسم”.
وشككت دراسة أسبانية في جدوى مناعة القطيع كوسيلة لمعالجة جائحة فيروس كورونا، ونشرت مجلة لانسيت الطبية أن الدراسة التي أجريت على أكثر من 60 ألف شخص تقدر أن حوالي 5٪ فقط من السكان الإسبان قد طوروا أجسامًا مضادة.
وتتكون مناعة القطيع عندما يصاب عدد كاف من الناس بفيروس ما لوقف انتشاره، وهذا يعني أن حوالي 70٪ إلى 90٪ من السكان يحتاجون إلى تكوين المناعة لحماية البقية غير المصابين.
وذكرت الدراسة أن الأجسام المضادة لـفيروس كوفيد – 19 كان أقل بـ 3٪ في المناطق الساحلية، لكنها كانت أعلى في المناطق الإسبانية التي تفشى فيها المرض.
وقال القائمون على الدراسة في تقرير لهم إنه “على الرغم من التأثير الكبير لـفيروس كوفيد – 19 في إسبانيا، إلا أن معدلات الانتشار لا تزال منخفضة ومن الواضح أنها غير كافية لتكوين مناعة القطيع”.
وأضاف التقرير “لا يمكن الوصول إلى مناعة القطيع دون قبول الأضرار الجانبية للعديد من الوفيات بين السكان المعرضين للإصابة والثقل الواقع على كاهل النظام الصحي.
وخلص التقرير إلى أنه “في هذه الحالة، تعتبر تدابير التباعد الاجتماعي والجهود المبذولة لعزل الحالات الجديدة، ضرورية للسيطرة على الوباء في المستقبل”.
ويُعتقد أن هذه الدراسة الأكبر من نوعها في أوروبا وأجريت على الفيروس التاجي.
وبحسب مجلة لانست فقد خلصت دراسات مماثلة في الصين والولايات المتحدة إلى استنتاج رئيسي من هذه المجموعات النموذجية هو أنه يبدو أن معظم السكان لم يتعرضوا لفيروس كورونا حتى في المناطق التي تنتشر فيها الفيروسات على نطاق واسع.
ووصف البروفيسور داني التمان، المتحدث باسم الجمعية البريطانية لعلم المناعة وأستاذ علم المناعة في كلية إمبريال كوليدج في لندن، الدراسة بأنها “واقعية”.
وقال إن “نتائج كهذه تعزز الفكرة أن مواجهة عدوى مميتة تؤدي إلى مناعة قصيرة العمر إلى حد ما، ويكمن التحدي في تحديد أفضل استراتيجيات اللقاحات القادرة على التغلب على هذه المشاكل وتحفيز استجابة مناعية كبيرة ومستدامة ومثالية بنفس الطريقة التي فشل الفيروس في القيام بها”.[ads3]
اصلا كورونا مؤامرة و كذبة و الرئيس حدى نتيجة فحصو سلبية. بس الحواليه كلن نتيجتن ايجابية
ولك قرد يا قرد بدكون حرية مع كورنا واردوغان وقطر وحمد
المقال كله سخيف فلا سوريا و لا ارقى دول العالم تستطيع ان تفعل شيئا امام هذا الفيروس الخبيث .وكأن تركيا و المناطق التي يحميها و بالمنظمات الارهابيه التي تسمى بالمعارضه بافضل فكل دول العالم تذكب في عدد الاصابات و الوفيات ملماذا هذا التهجم على سوريا فالوضع ليس بافضل و لا باي مكان و كفاكم كذب و نفاق