لغط و مصادر غير دقيقة و أسماء لا يمكن التأكد من صحتها .. هذه أسماء الضحايا السوريين في بيروت و هذه حقيقة قصة ” سوري في ألمانيا خسر عائلته في بيروت قبل لم شملها “
تناقل ناشطون وصحافيون ووسائل إعلام، بعد الانفجار المأساوي الذي شهدته بيروت، الكثير من الأسماء التي قيل إنها لضحايا من سوريا قضوا جراء التفجير، دون أن يمكن التحقق من صحتها بشكل كامل.
وكانت أكثر المعلومات تداولاً هي أن عدد الضحايا السوريين 27 معروفين بالاسم، بالإضافة لعائلة سوري يدعى أحمد حاج اصطيف، وعائلة سوري آخر في ألمانيا قضت قبل يوم من سفرها إلى ألمانيا (لم شمل).
وببحث عكس السير عن المصدر الأول للمعلومات (الضحايا والأسماء)، تبين أنها صفحة تطلق على نفسها اسم “المجلس الدولي الأعلى لمنظمات المجتمع المدني” وبالعودة إلى قسم الشفافية فيها يظهر أن عمرها لا يتجاوز بضعة أشهر (حوالي 1500 معجب) واسمها بداية كان المجلس الأعلى لمنظمات المجتمع المدني قبل أن يصبح المجلس الدولي الأعلى لمنظمات المجتمع المدني، والصفحة مدارة من ليبيا والجزائر والعراق والأردن ولبنان، وإلى جانبها هناك حساب تويتر يحمل نفس الاسم (7 متابعين فقط).
ووبحث آخر عن مصدر، تظهر صورة (سيئة الدقة – مجهولة المصدر – باللغة الإنكليزية) تناقلها ناشطون وقالوا إنها تظهر أسماء ضحايا سوريين ضمن آخرين لبنانيين ومن جنسيات أخرى، وبالاطلاع على الأسماء يظهر أن بعضها مكرر والآخر غير واضح أو معروف، ومعظمها ورد في قائمة المجلس المذكور.
وبعيداً عن هذه الأسماء التي لا يمكن التحقق من صحتها، خصوصاً وأن معظمها لم تذكر أية معلومات مرتبطة به سواء عبر وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما رصد عكس السير، نشرت وزارة الصحة اللبنانية، الجمعة، أسماء الضحايا الذين قضوا جراء الانفجار وعددهم 152.
وباطلاع عكس السير على القائمة، تبين أنها تضم أسماء 8 سوريين فقط، كما ضمت أيضاً أسماء عدة أشخاص مجهولي الجنسية، وأسماؤهم لا تتطابق مع أسماء القائمة السورية المتداولة سابقاً (كرستين العادم – حسام بطل – عصام هاني – خالدية سعيد بكري – طه تسوني)، وإلى جانب هؤلاء، هناك 15 جثة/ أشلاء مجهولة الهوية والجنسية.
وضمن القائمة اللبنانية يتطابق اسم واحد فقط (حنا/ هناء جورج عقباني) مع قائمة الأسماء المتداولة سابقة والمنسوبة لما يسمى “المجلس الدولي الأعلى لمنظمات المجتمع المدني”، إلى جانب اسم آخر متطابق جزئياً (أيمن ابراهيم يوسف / أيمن ابراهيم جاسم العيد).
ورصد عكس السير أسماء ضحايا سوريين أرفق ناشروها أسماءهم بصورهم (محمد عيروط – خالد وحود – ياسر ديب – عبد الحليم السالم – أيمن الحميش – فادي حسين الربيع – عبد المهيب خلوف -…) ولم يظهر منهم في قائمة وزارة الصحة اللبنانية سوى اسم واحد (خالد وحود)، ولم يتسن لعكس السير التحقق من صحة الأسماء والصور من مصادر موثوقة.
ولا يستبعد أن يكون هناك ضحايا سوريون آخرون لم ترد أسماؤهم في قائمة الصحة أو القائمة غير الصحيحة (حتى الآن)، أو قد يكونون ضمن المجهولين في قائمة وزارة الصحة اللبنانية.
“سوري فقط عائلته تحت الأنقاض”
وفي ما يتعلق بقصة السوري أحمد حاج اصطيف / صطيف، الذي انتشرت صورته على نحو واسع مرفقة بمعلومة واحدة مفادها “أحمد حاج اصطيف من مدينة ادلب فقد عائلته نتيجة انفجار بيروت” وأضاف البعض عليها معلومة أن العائلة مؤلفة من أم و5 أطفال، فقد رصد عكس السير معلومات قليلة مرتبطة بها، تشير إلى أن القصة صحيحة جزئياً.
وبالبحث عن مصدر الصورة التي قيل إنها لحاج صطيف، يظهر أنها مقتطعة من تغطية مصورة لقناة إل بي سي اللبنانية، وفيها تتحدث المذيعة لثوان مع من يفترض أنه حج صطيف، فيقول لها إن عائلته بالكامل تحت الأنقاض، ولم يذكر اسمه ولا جنسيته، إلا أن كلماته توحي بلهجة إدلبية.
ويظهر مقطع مصور آخر عناصر من الدفاع المدني (فرع صور) وهم يستخرجون عائلة من تحت الأنقاض، وتظهر فيه طفلة تقول إن اسمها ديانا وإن اسم والدها أحمد، وكان معها أمها و3 أشقاء.
وفي وقت لاحق، نشرت مصادر لبنانية (ناشطون / صحفيون)، أن الدفاع المدني أنقذ -بعد 9 ساعات- طفلة من تحت الأنقاض، وقد توفي جميع أفراد عائلتها باستثناء الأب، وجثامينهم في مستشفيات مختلفة لذلك فإن الأب المفجوع غائب حيث أنه لا يعرف لأي مستشفى يذهب، وبعد ذلك بقليل قيل إن ذوي الفتاة حضروا إلى مستشفى الجامعة الأمريكية وإن اسمها الكامل ديانا الحج صطيف وهي في العناية المركزة ولكن حالتها مستقرة.
وإلى جانب ديانا حاج اصطيف، انتشرت أسماء ديانا عمر (مرفقة بصورة وتبين لاحقاً أنها ديانا أخرى وأنها بخير/ فيديو)، وديانا حلبي، ولم يعثر عكس السير عن أية معلومة مرتبطة بالأخيرة.
“سوري في ألمانيا فقد عائلته قبل يوم من لم شملها”
وعلى نحو واسع، انتشرت بعد الانفجار قصة سوري قيل إنه في ألمانيا منذ عامين، وأن عائلته في ألمانيا كانت ستصل ألمانيا عبر لم الشمل بعد يوم الكارثة، إلا أنهم قضوا -بالكامل- جراء الانفجار.
ونسب صحافيون تناقلوا القصة عبر فيسبوك وتويتر (منهم من دمجها بقصة حاج صطيف وجعل القصتين قصة واحدة!) منشوراتهم وتغريداتهم لحساب سوري اطلع عليه عكس السير ليجد أنه هو الآخر ليس مصدر القصة الرئيسي حيث أنه كتب في بداية منشوره “من اقسى ما قرأت هذا العام”.
وببحث عكس السير عن المصدر الرئيسي تبين أنه منشور لشخص سوري في مجموعة سورية (حوالي 20 ألف مشترك) تهتم بتقديم معلومات عن وضع السفر والمطارات بالنسبة للسوريين الراغبين بالسفر إلى سوريا.
وحاول عكس السير التواصل مع صاحب المنشور إلا أنه لم يجب، قبل أن يقوم في اليوم التالي بحذف القصة المخترعة/ المنشور، بعد أن حظي بآلاف الإعجابات، إلى جانب عدد كبير من المشاركات.[ads3]
ترامب يعلن مشاركته الأحد في مؤتمر دعم لبنان الذي دعا إليه ماكرون – اعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أنه سيشارك في مؤتمر دولي لدعم لبنان بعد انفجار بيروت الضخم الذي أودى بحياة 154 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من خمسة آلاف وتدمير أجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية.
وغرّد ترامب بعد إجرائه محادثة في وقت سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا لعقد المؤتمر، أن “الجميع يريد المساعدة”.