اكتشاف علمي جديد سيغير مسار البحث الجنائي و الطب الشرعي

توصل خبراء بريطانيون في الطب الشرعي إلى اكتشاف أن ألياف النسيج يمكن أن تنتقل بين قطعتين من ملابس شخصين دون أن يحدث تلامس بينهما.

بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية نقلا عن دورية Forensic Science International، كشفت نتائج الدراسة التي أجراها الباحثون عن أن الألياف يمكن أن تنتقل دون تلامس عبر الهواء من قطعة ملابس إلى الأخرى في المساحات الصغيرة والمضغوطة وشبه المغلقة مثل المصاعد أو السيارات.

وكشفت نتائج التجارب، التي أجريت باستخدام ألياف الملابس ذات ألوان فسفورية والأشعة فوق البنفسجية، إمكانية حدوث انتقال الألياف بين ملابس شخص لآخر دون اتصال جسدي بينهما.

يعد هذا الكشف هو الأول من نوعه حيث لم يتم إثبات نتائج مماثلة من قبل ويمكن أن يكون لها آثار كبيرة على أدلة الألياف في بعض القضايا الجنائية.

كان من المعتاد أن يتم استخدام الألياف من ملابس المشتبه به كدليل على ارتكاب الجريمة أثناء المحاكمات لإثبات أنه مذنب وكان على اتصال جسدي مع الضحية.

ولكن يُظهر البحث الجديد أنه ربما يكون بعض المشتبه بهم الأبرياء، الذين تركوا آثارًا للألياف على مقربة من ضحايا جرائم، ربما لم يكونوا على اتصال جسدي بهم ولم يقوموا بملامستهم.

وقالت دكتور كيلي شيريدان، التي قادت البحث في جامعة نورثمبريا: “إن التجارب أثبتت ألياف النسيج يمكن أن تنتقل بين الملابس في حالة عدم وجود تلامس، وبأعداد كبيرة نسبيًا.”

نظرًا لأنه من المفترض إلى حد كبير أن نقل الألياف يحدث فقط عندما يتلامس سطحان، لذا فقد كان من السائد قبل الإعلان عن نتائج تلك الدراسة أن يتم التأكيد عمومًا بأنه حدث تلامس أو اتصال بين سطحين أو ملابس شخصين في وقت ما.

وبحسب ما اوردت قناة “العربية” السعودية، تُعد ألياف النسيج أحد أنواع الأدلة الأساسية لعلوم الطب الشرعي، حيث لعبت دورًا محوريًا في حل بعض الجرائم الأكثر شهرة في الكثير من بلدان العالم.

وكان من المشاهد المعتادة أن يقوم المحققون بجمع مطابقة الألياف المتراكمة في مسرح الجريمة وأن يتم مطابقتها لتحديد ما إذا كان شخص ما من المشتبه بهم هو من تواجد بمسرح الجريمة أو هو من قام بارتكاب الجريمة.

توفر مثل هذه الظروف والملابسات “خط أساس” للباحثين في الطب الشرعي لتقييم احتمالية وجود نشاط يؤدي إلى نقل الألياف بدون تلامس، وبالتالي ستكون الخطوة القادمة هي البحث وإجراء التجارب لمعرفة كيف يتم نقل الألياف بدقة من خلال الاتصال المباشر.

وقال دكتور ماتيو جاليدابينو، باحث مشارك في الدراسة الجديدة: “يظهر هذا البحث أن النقل عبر الهواء قابل للحدوث في عدد من سيناريوهات الحالات على الرغم من المعتقدات السابقة ويمكن أن يفسر وجود الألياف على مجموعة متنوعة من الأسطح.

وأوضح دكتور جاليدابينو أن “ما هو مهم بنفس القدر، إن لم يكن أكثر أهمية، هو كيفية نقل تلك الألياف من سطح إلى آخر.”

قدم دكتور راي بالمر، المحاضر الكبير السابق في الطب الشرعي بجامعة نورثمبريا والباحث المشارك في الدراسة، أدلة في العديد من المحاكمات رفيعة المستوى، بما في ذلك تلك المتعلقة بجرائم القتل المتسلسلة في إبسويتش وعمليات القتل المتسلسلة في كليرمونت في غرب أستراليا.

وقعت جرائم القتل المتسلسلة في كليرمونت بين عامي 1996 و1997، على الرغم من أن المشتبه به لم يُقدم للمحاكمة إلا في نوفمبر من العام الماضي وما زال ينتظر الحكم.

وقال دكتور بالمر: “تم تصميم هذه الدراسة بحيث تكون المواد المستخدمة في التجارب مواتية لنقل الألياف بدون تلامس قدر الإمكان، مع الحفاظ على سيناريو الحياة الواقعية”.

نظرًا لوجود ندرة في الدراسات المنشورة المتعلقة بالنقل بدون تلامس، فإن النتائج التي تم التوصل إليها ستكون مفيدة لممارسي الطب الشرعي كخط أساس ومرجعية، في تقييم مدى احتمال وجود نشاط مرجح حدوثه في سياق ظرف أو حالة ما أدى إلى أن تنتقل الألياف من أو إلى الضحايا بدون حدوث تلامس.

سبق أن سلطت الباحثة البريطانية في الطب الشرعي بروفيسور روث مورغان في جامعة كوليدج بلندن الضوء في وقت سابق على مخاطر هذه الظاهرة، أي الأدلة التي تم إساءة تفسيرها، ومدى سهولة انتقال آثار من شخص بريء إلى مسرح الجريمة، مما قد يؤدي إلى إدانة بريء بالخطأ.

كشفت الأبحاث، التي قادتها بروفيسور مورغان، أن 22% من الأدلة الجنائية في محكمة الاستئناف البريطانية في عام 2018 ربما يكون قد تم إساءة تفسيرها أو قادت لتأويل استنتاجات مغايرة للواقع.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها