اكتشاف منطقة ساخنة شاذة في القارة القطبية الجنوبية
اكتشف علماء يابانيون أن الجليد يذوب بسرعة غريبة في الجزء السفلي من جليد شيراسي الواقع في شرق القارة القطبية الجنوبية.
وتفيد مجلة Nature Communications، بأن البعثة العلمية اليابانية الـ 58 إلى جليد شيراسي اكتشفت تحت طبقة الجليد منطقة ساخنة بصورة شاذة.
وكانت قد اتيحت لهذه البعثة في شهري يناير وفبراير عام 2017 فرصة لإجراء دراسات ومراقبة جليد شيراسي بعد انفصال قطعة هائلة منه، وتمكن كاسحة الجليد من الدخول إلى خليج Lyuttsov-Holm.
ووفق ما اوردت وكالة “نوفوستي” الروسية، قد تمكن أفراد البعثة من جمع المعلومات اللازمة عن درجة حرارة الماء والملوحة ومستوى الأكسجين في 31 نقطة. وبعد دراستها ومقارنتها ببيانات مراقبة الرادارات لحالة الجليد والتيارات المائية والرياح في المنطقة، وضعوا نموذجا لدورة المحيط تحت طبقة الجليد.
ويقول دايسوكي هيرانو رئيس البعثة العلمية من جامعة هوكايدو، “كشفنا أن الجليد يذوب بسرعة 7-16 مترا سنويا في الطبقة السفلى. وهذا أعلى من سرعة ذوبان جليد توتين، الذي كان يعتقد أنه يذوب بسرعة كبيرة 10-11 مترا في السنة”.
وقد اتضح أن سبب هذه الظاهرة هو تدفق مياه دافئة تحت جليد خليج Lyuttsov-Holm. تجري في وادي عميق ومن ثم ترتفع إلى الأعلى أسفل طبقة الجليد، ما يسبب ذوبانه.
واكتشف العلماء، أن هذا الذوبان يستمر طوال السنة، وتؤثر فيه شدة واتجاه الرياح الساحلية التي تتغير مع المواسم، حيث تهدأ صيفا ما يزيد من تدفق الماء الدافئ وبالتالي زيادة سرعة ذوبان الجليد.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم الدراسات السابقة عن العلاقة بين المحيط والجليد كانت تشمل جليد المنطقة الغربية للقارة القطبية الجنوبية، ولم تهتم بجليد المنطقة ببعض الشرقية لذلك كان يعتقد أن المياه تحت الجليد باردة ما يحمي جليد المنطقة الشرقية من الذوبان. ولكن اتضح أن هذا غير صحيح.
ويعتبر جليد المنطقة الشرقية من القارة القطبية الجنوبية أكبر خزان للمياه العذبة في العالم، وإذا ذاب هذا الجليد بكامله فسوف يؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه في المحيط العالمي بمقدار 60 مترا.
ووفقا للتوقعات الحالية سيؤدي ذوبان الجليد بالوتائر الحالية إلى ارتفاع مستوى المياه في المحيط العالمي بمقدار متر واحد بحلول عام 2100 وفي 2500 بمقدار 15 مترا.[ads3]