هانسي فليك يسرق الأضواء بعد نجاح ثورة التصحيح في بايرن ميونخ

لم يعلن هانسي فليك حظر التجوال أو تحجيم الاحتفالات لنجوم فريقه بايرن ميونخ الألماني بعد التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب باريس سان جيرمان الفرنسي في لشبونة، والتي شهدت بالفعل احتفالات مطولة من جانب اللاعبين في ليلة المباراة.

وعوضاً عن ذلك، أخبر فليك لاعبيه “استمتعوا بالليلة”، عقب إحراز اللقب القاري للمرة السادسة وتأمين الثلاثية متمثلة في ألقاب الكأس والدوري المحليين بجانب دوري الأبطال.

وفي فندق إقامة الفريق تجمع اللاعبون وألقوا المدرب في الهواء مثلما فعلوا قبلها بساعات قليلة في إستاد النور عقب الفوز على سان جيرمان بهدف كينغسلي كومان.

ولكن وسط الاحتفالات كان هناك لحظة عابرة من التقدير الجاد الذي قدمه فليك للاعبين على ما حققوه.

وقال فليك: “أنتم رجال بحق، فخور للغاية بمرافقتكم، الف شكر، لم يسبق لي تدريب فريق مثل هذا”.

لكن أيضاً لم يسبق وجود مدرب نجح في قيادة فريق متعثر إلى حصد ثلاثية مذهلة في غضون عشرة أشهر فقط.

وبدأ فليك الموسم في منصب المدرب المساعد، لكنه خلف نيكو كوفاتش في منصب المدير الفني في تشرين الثاني، ونجح في تجاوز كل العقبات داخل الملعب، وكذلك وصل بالفريق إلى بر الأمان خلال أزمة فيروس كورونا المستجد والتي تسببت في تعطيل النشاط الكروي.

وبعد الفوز بكل شيء، ابتسم فليك على سؤال وُجه له حول الهدف المقبل، فحتى لو قرر التنحي بشكل فوري، فإنه سيرحل كملك كرة القدم في ألمانيا وأوروبا، ما بالك وعقده يمتد حتى 2023، ويمتلك مجموعةً من النجوم الشباب أصحاب العزيمة تحت قيادته.

وقال فليك: “الآن سأستمتع بهذا الفوز في النهائي، نعود إلى الديار بالكأس”.

ورحب ماركوس زودر، رئيس وزراء ولاية بافاريا، بالفريق، الذي ربما كان مرهقاً بعد ليلة طويلة وربما أيضاً كانت تغلبه العاطفة لدى عودته لمطار ميونخ، الاثنين.

من المستبعد أن يحظى الفريق بجولة بحافلة مكشوفة في ميونخ، وكذلك من المستبعد أن يكون في استقباله آلاف المشجعين خلال أزمة جائحة كورونا، وبدلاً من ذلك، حصل لاعبو بايرن على راحة لمدة 14 يوماً لقضاء أجازاتهم الخاصة رفقة عائلاتهم بعيداً عن كرة القدم.

وأوضح فليك: “أي شيء يأتي في المستقبل يكون خلفنا في البداية”.

ويعود بايرن إلى المنافسات يوم 11 أيلول المقبل، ومن المستبعد وجود أي شكوى بالفريق بعد اسبوعين أشبه بالأحلام تخللهم المعسكر التدريبي في البرتغال.

وخلال مسيرته في دوري الأبطال، اكتسح بايرن المارد الإسباني برشلونة بثمانية أهداف مقابل هدفين في دور الثمانية، ثم تفوق على أولمبيك ليون الفرنسي بثلاثية بيضاء في المربع الذهبي.

وفي النهائي، كانت المنافسة على أشدها وحسم بايرن المهمة بهدف كينغسلي كومان، في الوقت الذي أنقذ فيه الحارس مانويل نوير أكثر من فرصة محققة للبرازيلي نيمار وزميله الشاب كيليان مبابي.

وقال كارل هاينز رومينيغه، رئيس مجلس إدارة بايرن، في مقر إقامة الفريق في منتجع “بينا لونغو”: “شكراً على ما شاهدناه على مدار عشرة أيام، أعمل في هذا المجال منذ فترة طويلة، هذه هي العقبة الأكبر التي شاهدتها على الإطلاق”.

وأضاف رومينيغه: “عشنا أوقاتاً غريبةً في أخر ثلاثة أشهر، كورونا، غياب الجماهير، كان الملعب سينفجر بالجماهير اليوم”.

الأعداد البسيطة من ممثلي بايرن التي تواجدت في الملعب فعلت كل ما بوسعها لدعم ومؤازرة الفريق، خاصةً بعد تسجيل هدف كومان في الدقيقة 59، أملاً في محافظة الفريق على تقدمه حتى النهاية وهو ما تحقق بالفعل.

وقال القائد نوير: “إنه حلم لنا جميعا”.

وأثنى رومينيغه على نوير مجدداً في خطاب الفوز، وقال: “إنك دائماً شخص متواضع، لقد قمت بعمل رائع، عليك أن تفخر بذلك”.

من الصعب إعطاء فليك التقدير الذي يستحقه بعد العمل الرائع الذي قام به في الوصول بالفريق إلى الشكل الحالي.

ونجح القناص البولندي روبرت ليفاندوفسكي في الفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى مع بايرن منذ انتقاله للفريق من صفوف بوروسيا دورتموند.

سعادة ليفاندوفسكي لم تقتصر على اللقب الأوروبي فقط، فقد نجح أيضًا في نيل لقب الهداف في الـ”بوندسليغا” برصيد 34 هدفاً، وكأس ألمانيا برصيد ستة أهداف، ودوري الأبطال برصيد 15 هدفا.

وقال فليك بشأن ليفاندوفسكي: “إنه لاعب مهم بكل معنى الكلمة بالنسبة لنا، مثله مثل العديد من اللاعبين الأخرين”، في إشارة إلى توماس مولر وديفيد آلابا وأيضا تياغو، قبل رحيله المحتمل عن بايرن.

كما أشاد فليك بالجيل الشاب من اللاعبين من مواليد 1995، وفي مقدمتهم جوشوا كيميتش وليون غوريتسكا وسيرجي غنابري ونيكلاس شوله، وصولاً إلى ألفونسو ديفيز البالغ من العمر 19 عاما.

وأوضح فليك: “علي أن أشيد بهم أيضاً، في النهاية كل لاعب تطور بشكل ملحوظ، لهذا حصدنا ثلاثة ألقاب، الأمر دائماً يتعلق بالفريق”.

وتحدث كيميتش عن السر في نجاح بايرن هذا الموسم، وقال: “الجانب الإنساني يأتي في المقام الأول، بالنسبة له (فليك) نحن لسنا مجرد لاعبين يستخدمهم داخل النظام، لكنه ينظر إلى الجانب الإنساني”.

وأضاف: “اللاعبون وكذلك الجهاز الفني لاحظوا ذلك”.

وبعد إقالة كوفاتش بسبب معاناة بايرن بشدة في الـ”بوندسليغا”، من بينها الهزيمة القاسية أمام آينتراخت فرانكفورت بخمسة أهداف مقابل هدف، عمل فليك على تغيير الجو العام وأداء اللاعبين بشكل كبير.

وقال فليك إنه رغم أن المباراة متوازنه، لكنه شعر بأنه فريقه لا يقهر أمام باريس سان جيرمان، ولا عجب في ذلك، فالفريق لم يتعرض لأي هزيمة في 2020، وتعادل مرة واحدة فقط أمام لايبزيغ.

طريقة الضغط على الخصم التي يتبعها فليك جريئة، لكن لاعبيه يمتلكون اللياقة البدنية والتنظيم والثقة بالنفس.

بايرن ميونخ عزز صفوفه بالجناح الدولي ليروي ساني وكذلك الحارس ألكسندر نوبل، استعداداً للتحديات الجديدة التي تنتظر الفريق.

اللاعبان سينضمان إلى الفريق في أجواء مختلفة تماماً عما كان عليه الوضع عندما تسلم فليك المسؤولية.

وقال فليك: “بالعودة إلى تشرين الثاني، كان من الممكن الشعور بأن الناس لم تعد تخشى الفريق مجدداً، لا يوجد احترام”، في إشارة إلى الفترة التي كان يحتل فيها بايرن المركز السابع بجدول ترتيب الـ”بوندسليغا” بفارق سبع نقاط عن الصدارة.

وختم المدرب، بالقول: “التقدم الذي حدث منذ ذلك الحين كان مثيراً.. عملنا بكل قوة”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها